وزير الكهرباء: تحويل مصر إلى مركز للربط الكهربائى بين أوروبا ودول المنطقة

دراسة لربط سد «إنجا» فى الكونغو بأسوان لتصدير 49 ألف ميجاوات
الربط العالمى يعتمد على شبكات فائقة الجهد عابرة للقارات
197 مليار جنيه استثمارت مشروعات إنتاج الكهرباء
انتهاء تنفيذ أكبر تجمع شمسى فى «بنبان» العام الجارى
إتمام دراسة ضخ وتخزين المياه بـ«عتاقة» خلال يونيو المقبل
«الضبعة النووية» فى مرحلة التنفيذ.. وتشغيل أول مفاعل 2026

تستهدف الحكومة تحويل مصر إلى مركز محورى لتجارة وتداول الطاقة بين قارة أوروبا والدول العربية والأفريقية.
ووضعت وزارة الكهرباء خطة تتضمن العديد من الفرص الاستثمارية فى قطاع الطاقة بجميع مجالاته ومن ضمنها إنتاج الطاقة الجديدة والمتجددة والربط الكهربائى ومشروعات ضخ وتخزين المياه لإنتاج الكهرباء.
وقال الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة لـ«البورصة» عن استراتيجية مشروعات الربط الكهربائى لمصر مع دول العالم، واستعدادات الوزارة لتصدير فائض إنتاج الكهرباء للدول المجاورة.
وقال إن فوائد الربط الكهربائى الاقتصادية، تتضمن توفير التكاليف وقيمة الوقود المستخدم فى المحطات، والاستفادة من أوقات الذروة، وتحقيق عائدات مالية للدول التى تمر بها خطوط الربط الكهربائى.
أضاف شاكر «الفوائد البيئية تتضمن تقليل الانبعاثات، واستخدام كافة مصادر الطاقة المستدامة والفوائد الفنية تشمل تخفيض نسب الاحتياطى الثابت والدوار لمواجهة الطوارئ، وتسهيل عملية تنويع مصادر الطاقة الكهربائية».
أوضح أن مشروع الربط الكهربائى لدول المغرب العربى، يهدف إلى ربط الشبكات الكهربائية بكل من ليبيا وتونس والجزائر والمغرب ومصر على جهد 200 و400 كيلوفولت.
أشار إلى تشغيل شبكة الربط الكهربائى بين تونس والجزائر والمغرب وأسبانيا منذ عام 1997، وباستكمال الربط بين تونس وليبيا مستقبلاً، سيتم الربط مع الشبكة الأوروبية من خلال أسبانيا والمغرب.
وقال إن الربط الكهربائى المصرى الأردنى بداية للربط مع دول المشرق العربى «سوريا ولبنان»، ويعتبر أول المشروعات التى تم تنفيذها لربط شبكة الكهرباء على الجهد الفائق.
وترتبط مصر مع الأردن على جهد 400 كيلوفولت سعة 450 ميجاوات كحد أدنى، وفى شهر أكتوبر الماضى تم الاتفاق على تشكيل لجنة فنية متخصصة لتحديث الدراسات لتعزيز الربط الكهربائى المصرى الأردنى وزيادة القدرات المتبادلة بين الطرفين لتصل إلى 2000 ميجاوات.
وقال إن تبادل الطاقة مع سوريا يتم عن طريق الربط مع الأردن، من خلال تبادل قدرة 150 ميجاوات خارج أوقات الذروة من إجمالى 450 ميجاوات تمر عبر الأردن.
أضاف شاكر،مشروع الربط الكهربائى مع السعودية يجرى التجهيز له، بتكلفة استثمارية تصل 1.560 مليار دولار يخص الجانب المصرى منها 626 مليون دولار.
وتابع «التشغيل التجريبى للمشروع يبدأ فى إبريل 2021، والتشغيل الكامل بحلول إبريل 2022، وتوقع فتح المظاريف المالية لمناقصة محطة التحويل «بدر – المدينة – تبوك» فى شهر مارس و التعاقد فى أبريل المقبل.
أوضح أن مشروع الربط الكهربائى بين الكونغو ومصر ونيجيريا وزامبيا وأنجولا، يحظى باهتمام الجانب الكونغولى نظراً لأن مصر مركز للأحمال مع إمكانية تصدير الطاقة المولدة من المشروع إلى دول أوروبا عبر مصر.
وأجريت دراسة لتحديد التكلفة الإجمالية للتنفيذ ونقل الطاقة لعرضها على الجهات والمؤسسات التمويلية، ومن المتوقع الانتهاء من الدراسة العام الجارى، خاصة أن آخر تحديث للدراسة كان فى سبتمبر 2013.
وقال شاكر إن مشروع الربط بين مصر والكونغو الديمقراطية، يتضمن دراسة جدوى لاستغلال الطاقة الكهرومائية بمنطقة «أنجا» وربطها بمدينة أسوان لتصدير حوالى 49 ألف ميجاوات.
ويمكن نقل القدرات عبر خطوط تمر بـ«أفريقيا الوسطى – تشاد- السودان» إلى مصر بمسافة 5300 كيلو متر بتكلفة تتراوح بين 3.72 إلى 3.94 سنت لكل كيلووات ساعة «وقت إعداد الدراسة».
أضاف وزير الكهرباء أن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «إيرينا» أعدت دراسة عن مشروع ممر للطاقة الخضراء فى أفريقيا والذى يشمل تنفيذ مشروعات لاستغلال الطاقة الجديدة والمتجددة بالدول الأفريقية وربط المشروعات من خلال شبكة الربط الكهربائى بهدف تبادل الطاقة المنتجة من خلالها.
أوضح أن الشركة القابضة للكهرباء وقعت مذكرة تفاهم مع شركة «euro Africa interconnector limited» القبرصية لاجراء دراسة جدوى فنية واقتصادية فى مجال الربط الكهربائى بين مصر واليونان وقبرص، والقدرات الكهربائية التى يمكن تبادلها من خلال الربط تصل إلى 3000 ميجاوات.
أشار إلى توقيع الوزارة مذكرة تفاهم مع المنظمة العالمية للربط الكهربائى geidco لتعزيز مفهوم الربط الكهربائى العالمى للطاقة فى مصر والدول العربية اعتماداً على تكنولوجيا التيار المستمر والاتصالات والطاقة المتجددة.
وقال شاكر «استكمال مشروعات الربط المشار إليها سوف تصبح مصر مركزاً محورياً للربط الكهربائى فى المنطقة».
أضاف أن فكرة الربط الكهربائى العالمى تعتمد على شبكات فائقة الجهد «للتيار المتردد والمستمر» عابرة للحدود والقارات، وتكنولوجيا الشبكات الذكية لتقديم خدمة نقل وتوزيع الكهرباء على الجهود المختلفة، ومحطات طاقة جديدة ومتجددة «شمس – رياح – طاقة مائية».
كما تعتمد على الاحتياطى النظرى العالمى من مصادر الطاقة المتجددة، و0.05% من موارد الطاقة النظيفة قادرة على تلبية الطلب العالمى من الطاقة، حيث تبلغ الاحتياطيات النظرية للطاقة المتجددة على مستوى العالم حوالى 152 ألف تيراوات ساعة سنوياً.
وكشف شاكر عن المخطط الزمنى لمراحل تطوير الربط العالمى للكهرباء حالياً وفى الفرتة من 2020 وحتى 2030، ويتضمن الربط مع الدول المجاورة وبناء شبكات قومية قوية على مستوى كل الدول بحيث يصل هذا التوافق قبل عام 2020.
كما سيتم تطوير مشروعات الربط بين الدول فى كل قارة عبر أنواع مختلفة من الطاقة الكهربائية لتحسين الكفاءة.
أما فى الفترة من عام 2030 وحتى 2040، سيتم التركيز على التنمية فى نطاق واسع مع التحسين المستمر فى بنية الشبكات المترابطة عبر القارات، وتنمية مشروعات الطاقة المتجددة فى جميع أنحاء العالم.
أشار شاكر إلى ربط الشبكات بين القارات وتعزيز خطوط النقل لتصدير الطاقة بين آسيا وأوروبا فضلاً عن خطوط لنقل بين آسيا وأمريكا الشمالية وبين أوروبا وأفريقيا وجنوب آسيا وأفريقيا وأمريكا الشمالية والجنوبية، وإنشاء وكالة لتنسيق الجهود ووضع آليات للتعاون.
وكشف عن الإجراءات التى اتخذها قطاع الكهرباء للتغلب على مشاكل العجز بالقدرات المتاحة، ومنها تنفيذ محطات إنتاج طاقة كهربائية من 2014 وحتى نوفمبر 2017 بإجمالى قدرات 15911 ميجاوات تفوق 7 أضعاف قدرة السد العالى بإجمالى تكلفة استثمارية 197 مليار جنيه.
وتمكن القطاع من التغلب مشاكل العجز بالقدرات المتاحة، بعد استكمال تنفيذ مشروعات إنتاج الكهرباء بإجمالى قدرات 4650 ميجاوات «مشروعات سبق تنفيذها قبل 2014»، وتنفيذ مشروعات الخطة العاجلة بإجمالى قدرة 3636 ميجاوات.
كما تم الانتهاء من تنفيذ برامج الصيانة ورفع كفاءة المحطات بنسبة 100% فى شهر إبريل 2017 بدلًا من نهاية مايو كما كان معتاد من قبل، والتنسيق مع وزارة البترول لتوفير الوقود اللازم للمحطات.
وقال إن «الكهرباء» تعاقدت مع شركة «سيمنس» الألمانية لإنشاء محطات بقدرة 14400 ميجاوات تصل كفاءتها إلى 60%، وتبلغ التكلفة الاستثمارية 6 مليار يورو.
أضاف أن إجمالى القدرات المربوطة على الشبكة من محطات الشمس والرياح 890 ميجاوات وتتضمن الطاقة الشمسية الحرارية الأولى بمحطة الكريمات قدرة 140 ميجاوات و120 حرارى و20 شمسى و750 ميجاوات من مزارع الرياح فى الزعفرانة.
أوضح أن منطقة جبل الزيت تشهد تنفيذ محطة رياح بقدرة 200ميجاوات، ومشروع لتركيب خلايا شمسية بقدرة 2 ميجاوات لتجمعات سكنية غير متصلة بالشبكة الكهربائية بمحافظات سوهاج ومطروح وقنا والأقصر وأسوان.
وقال شاكر إن العام الجارى سيشهد تنفيذ محطات الطاقة الشمسية فى أسوان ضمن برنامج تعريفة التغذية بقدرات تصل إلى 1500 ميجاوات واستثمارات تبلغ 2 مليار دولار، حيث يعتبر أكبر تجمع شمسى فى الشرق الأوسط والعالم.
أضاف أن دراسات مشروع ضخ وتخزين المياه لإنتاج الطاقة فى عتاقة تنتهى خلال شهر يونيو المقبل، وتصل قدرات المشروع نحو 2400 ميجاوات عبر 8 وحدات قدرة الواحدة 300 ميجاوات، وتتولى تنفيذ المشروع شركة «ساينوهايدرو»، بتكلفة تصل 2.6 مليار دولار، خلال 7 سنوات.
أوضح شاكر أن محطة الضبعة النووية دخلت حيز التنفيذ، وستنشئ «روساتوم الروسية» 4 مفاعلات بقدرة إجمالية 4800 ميجاوات بتكلفة 21.3 مليار دولار، ووفقاً للاتفاق مع الشركة الروسية و يبدأ أول مفاعل نووى فى إنتاج الطاقة فى عام 2026، على أن تدخل المفاعلات تباعاً حتى عام 2029.
وقال إن المفاعلات النووية التى ستدشن تجمع أنظمة الأمان النووى، و يتوفر لها مستوى غير مسبوق من الحماية ضد الأحداث الداخلية والعوامل الخارجية – بحسب قوله.
وذكر أن تصميم المفاعل يتحمل اصطدام طائرة ركاب كبيرة بالغلاف الخارجى للمحطة بالإضافة للزلازل والفيضانات والعواصف وتساقط الثلوج والانفجارات الخارجية.