
من المتوقع أن يتباطأ معدل نمو إنتاج الصلب فى الصين بشكل حاد فى عام 2018، وسط عملية إغلاق المصانع المفروضة من قبل الدولة وسياسات حماية البيئة التى تبدأ عملية تطبيقها.
ونقلت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية عن استطلاع للرأى أجرى على 15 محللاً، أن أكبر منتج للصلب فى العالم سيشهد ارتفاعًا بسيطًا بنسبة %0.6 فى إنتاجه من الصلب فى العام الجاري.
وأشارت الصحيفة إلى أن الصلب غالبًا ما ينظر له باعتباره مقياساً للنشاط الاقتصادي، نظراً لكونه يستخدم فى تصنيع السيارات والبناء والتصنيع، مما يعنى أن أى تحرك كبير فى الأسعار قد يؤثر على الاقتصاد بشكل أوسع.
وبالنسبة لمنتجى الصلب فى العالم، قد يؤدى تباطؤ إنتاج الصين من الصلب فى إحداث تأثيرات إيجابية، فمن الممكن أن يتسبب ارتفاع بسيط فى إنتاج الصين، الذى يمثل نحو نصف إنتاج الحديد على مستوى العالم البالغ 1.7 مليار طن، فى إعادة التوازن إلى السوق العالمى الذى تضرر من هبوط الأسعار بشكل كبير قبل عامين إثر زيادة العرض.
ويأتى التباطؤ المتوقع على الرغم من التوقعات القوية لاقتصاد الصين، والتى تتعارض مع ارتفاع إنتاج الصلب الخام بنسبة %5.7 خلال الفترة بين شهرى يناير ونوفمبر لعام 2017، مقارنة بالفترة نفسها لعام 2016، وذلك وفقا للأرقام الصادرة عن جمعية الصلب العالمية، ومع ذلك، من المتوقع زيادة الإنتاج السنوى العالمى للصلب بنسبة %2.1 خلال العام الجاري، بحسب متوسط توقعات المحللين.
ومن المتوقع أن ينتج مصنعو الصلب فى الاتحاد الأوروبى نسبة %2.4 زيادة، فى ظل تحقيق انتعاش اقتصادى لدى العديد من الدول فى جميع أنحاء الكتلة التى تتمتع بالقوة.
وواجهت الصين، بشكل خاص، اتهامات بإغراق الصلب بشكل غير مشروع فى الأسواق الدولية، على الرغم من تراجع شحناتها الصادرة خلال العامين الماضيين.
وفى ظل اصلاحات فى قطاعات الصلب والفحم، أمرت السلطات الصينية بإغلاق معظم المصانع غير الفعالة، وفرضت قيودا موسمية على مجموعة من الصناعات ومشاريع البناء الكبيرة، فى محاولة منها للحد من تلوث الهواء خلال فصل الشتاء.
وقال بيتر أركبولد، المدير الأول فى فريق المعادن والتعدين فى وكالة فيتش للتصنيفات الائتمانية: «نتوقع استمرار عمليات الإغلاق، التى شهدتها الصين بالفعل، فى إحداث تأثير إيجابى على أسواق الصلب على المستوى العالمى فى عام 2018، وقد أدت هذه الإغلاقات أيضا إلى خفض الكميات التى يتم تصديرها، مما أدى إلى تحسين توازن السوق والأسعار المحلية فى أسواق الصلب الإقليمية الأخرى».
وقالت صحيفة «نيكى آسيان ريفيو» اليابانية إن صناعة الصلب العالمية تشق طريقها للخروج من حالة الركود، فتواجد منتجات الصلب يغرق معدلات ارتفاع السوق.
وانخفضت قدرة إنتاج الصين، بما يقدر بنحو 100 مليون طن، وهو ما يعادل إجمالى الإنتاج السنوى لليابان، هذا فضلا عن انخفاض الصادرات بنسبة %30 على مدى العامين الماضيين، مما ساعد بدوره على تعزيز أسعار الحديد العالمية.. ونظرا لأن الصين لا تزال تحتفظ بقدرتها الفائضة البالغة 200 مليون طن، ولا يزال العالم ينتظر معرفة ما إذا كانت إدارة الرئيس الصينى شى جين بينج بإمكانها مواصلة تطبيق المزيد من الإصلاحات فى صناعة الصلب فى البلاد.
وتدرك الصين جيدا مدى الحاجة لإعادة هيكلة الشركات الحكومية العاملة فى صناعة الصلب وخفض قدرتها الإنتاجية، وسط مواجهتها لانتقادات دولية تفيد بأن منتجى الصلب الآخرين ليس بإمكانهم منافسة الصلب الصينى منخفض السعر والمدعوم من قبل الدولة.
وتركز إعادة الهيكلة بشكل أساسى على القضاء على التسهيلات الفائضة، ففى عام 2016، أعلنت بكين عن خططها للحد من الطاقة الإنتاجية بين 100 مليون و150 مليون طن، بإنخفاض تبلغ نسبته نحو %10 من إجمالى البلاد، بحلول عام 2020.
وتواجه الصين أيضا مشكلة المنتجات الصلبة الضعيفة والمنخفضة الجودة المصنوعة بالانصهار وإعادة استخدام الحديد والصلب، حيث سجل الإنتاج السنوى من هذا النوع من الصلب المستخدم نحو 50 مليون طن، ولكن إنتاج هذه الكمية انتهى فى النصف الأول من العام من خلال إغلاق مصانع متخصصة فى إنتاجه.
وفى الوقت نفسه، توقفت شركات صناعة الصلب الصينية عن إغراق الأسواق الخارجية وسط تشديد العرض والطلب المحليين.
ورغم ارتفاع إنتاج النصف الأول من عام 2017 إلى أعلى مستوياته على الإطلاق، انخفضت الصادرات بنسبة %30 مقارنة بالفترة نفسها فى عام 2016 لتصل إلى أدنى مستوى فى ثلاث سنوات بعد أن كانت 40 مليون طن تقريبا.. وتجدر الإشارة إلى أن انخفاض إجمالى الصادرات بقيمة 16 مليون طن فى النصف الأول لهذا العام يعادل نحو %20 من إجمالى الصادرات السنوية القادمة من كبرى منتجى الصلب فى شرق آسيا واليابان والصين وكوريا الجنوبية وتايوان.
كتبت- منى عوض