هناك أعمال رفضت من الرقابة وتم عرضها، ولا رقابة عما يدخل بيوتنا من الشاشة بعد إلغاء وزارة الإعلام
مصر مازالت هوليود الشرق وقريبا ستغزو الشاشات الغربية، والدراما التركية “موضة” وستنتهي
الدكتور أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية وعميد معهد الفنون المسرحية ويعمل ممثل ومخرج منذ سنوات تخطت الثلاثين عامًا من عمره البالغ ال57، اسمه يتردد منذ سنوات طويلة في السياسة رغم انه لم يعمل بها بشكل صريح .
وصل لمنصب نقيب المهن التمثيلية مرتين، الاولي خلال نهاية عصر مبارك، لكنه تنحى بإرادته بعد هجوم عدد من زملاء الوسط الفني عقب ثورة يناير، وعاد إلى منصبه مرة أخرى بقوة الانتخابات في 2015، وظل فيه حتى اليوم .
الفنان الدكتور أشرف حسن زكي، هو شقيق الفنانة ماجدة زكي، ومتزوج من الفنانة روجينا وأنجب منها ابنتيهما «مايا ومريم».
فى البداية، كيف يستطيع اشرف زكي الموازنة بين العمل الإداري في النقابة والاكاديمي في التدريس بجانب عمله الفني ؟
الأمر ليس صعبا لأن الثلاث مهام مرتبطة ببعضها ارتباطا وثيقا‘ فأنا هنا اقوم بتدريس التمثيل والإخراج وفي النقابة أتعامل مع ممثلين وأعمال درامية وفي عملي الفني أمارس التمثيل والإخراج أيضا، وهناك امثلة لأساتذتنا العظماء مثل سعد أردش وجلال الشرقاوي وأحمد عبد الحليم كانوا قيادات في نفس المجالات بصورة متوازية.
ألم يؤثر العمل الأكاديمي والنقابي علي عدد ونوعية الأعمال الفنية التي من الممكن أن تقدمها؟
لا استطيع قول هذا فأنا راضي بما يكتبه الله وقنوع والله دائما يوفقني للأفضل، وانا فى نعمة كبيرة واستطيع الاداء بشكل جيد فى المجالات التي اعمل بها.
ما الفرق بين توليك نقابة المهن التمثيلية الفتره الحالية والفتره التي سبقت 2011؟
هناك فروق كثيرة وكبيرة فالناس تغيرت، والمفردات تغيرت، الشعب المصري نفسه تغير كثيرا، وأنا استمتع بخدمة زملائي الفنانين حتي من لم ينتخبوني، او كانوا ضدي، لاني مؤمن اني لست سوى أداة في يد الله لقضاء حوائج الناس وتلك لها منزلة كبيرة اتمني ان انالها، لكن الان لا تجد كلمة شكر او تقدير ومع انتشاروسائل التواصل الاجتماعي اصبح التشويه والخطأ في الكبار منتشر بطريقة كبيرة، وهذا يشعرني بالحزن الشديد بسبب الغياب الشديد للقيم المصرية الأصيلة.
هل ترى ان هناك استغلال لحب المواطنين للفنانين القدامى لتشويهك وتشويه النقابة مثل قصة الفنانة امال فريد ؟
بالفعل، فأمال فريد تعيش عيشه ميسورة ، ولست مسؤولا عن شخص تافه، وجدها في احد الكافيهات وتبدوا عليها، عوامل الزمن الطبيعية التي تدركنا جميعا فصور السيدة كأنها تعيش ظروف صعبه، بينما كل ما في الأمر أنه الزمن وتغيراته علي شكل الناس والتي تصيبنا جميعا.
هناك تساؤل عند عدد كبير من المواطنين البسطاء تعبر عن الاستغراب من أن يكون الفنانين والممثلين يحتاجون الي من يساعدهم اجتماعيا في ظل ما يسمعون عنه من اجور عالية فكيف توضح ذلك ؟
هذا سؤال محترم جدا.. لذلك يجب التوضيح..فشعبة الفنانين في النقابة مثلا تضم الالاف لا يتقاضى منهم اجور عالية سوي عدد لا يتعدى العشرة أسماء فقط.
وبجانب هذا تضم النقابة مثلا العاملين في فرق الفنون الشعبية وهؤلاء أجورهم متدنية جدا وعملهم مرهق وله عمر محدد كلاعب العرائس والسيرك، فكيف يعيشون بعد بلوغهم الخمسين مثلا.. وهنا واجب علينا ان نكرمهم ونعينهم و”ندلعهم” كمان.
هل تكريم الفنانين في مختلف المجالات هو مهمة نقابة المهن التمثيلية فقط ؟
بالطبع لا فهذا واجب علي الدولة بالكامل وهناك جهات تدخل في تكريم هؤلاء من باب الشهرة فقط.. وهناك نموذجين لتكريم الفنانين، فهناك تكريم المؤسسات المهنية المعترف بيها وهذا هو المطلوب مثلما حدث مع مديحة يسري ونادية لطفي وهذا شيء محترم، وهناك نوع آخر من التكريم لكل من هب ودب وغرضه هو الشو الإعلامي ولا اعترف به .
بالنسبة للأعمال الدرامية وكثرة الجدال حولها ومدي ملائمتها للمجتمع المصري، من هو المسؤول عن احتيار تلك الاعمال ؟
مفيش حد للأسف.. زمان كان في وزارة اعلام كان في قطاع الانتاج كان في مدينة الانتاج لكن الأن أي أحد يستطيع عرض أي حاجه علي الشاشة، والأمور تركت للاتفاق بين المنتج وصاحب القناة الذي اصبح هو ايضا غير ثابت فكل عدة اشهر تباع قنوات وتتغير ملكيتها ولا نعرف من باع ومن اشتري، ويتم عرض اعمل دون حتي معرفة المحتوي.. وانا الأن أخاطب الأستاذ مكرم محمد احمد، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام لإيجاد حلول لتلك المشكلة.
هل تعمل النقابة وفق ميثاق شرف مهني؟
بالفعل لدينا ميثاق شرف، لا نستطيع الجزم بعدم جدية الالتزام به، وإن كانت مشكلتنا الأساسية كما تعلمنا في معهد الفنون المسرحية أن القاعدة الوحيدة في الفن أنه لا قاعدة له، ليس له آليات محددة ومنضبطة، وعلى سبيل المثال تجد فناناً في فترة معينة أصبح منتشرًا وحقق نجاحات وجماهيرية وأجره تضاعف، وفى حالة أخرى تجد نفس الفنان غير مطلوب، لا توجد مقاييس معينة يمكن بها الحكم والعمل من خلالها.
وإلى أين وصلت أزمة الفنانة هيفاء وهبي والمنتج محمد السبكي؟
الأزمة كانت بسبب فيلم يحمل عنوان «ثانية واحدة» من إنتاج السبكي وبطولة هيفاء، وبعد تصوير يومين قبل رمضان الماضي، ونظراً لانشغالها في مسلسلها «الحرباية»، قررت عدم استكماله، وهو ما تقدم بسببه «السبكي» بشكوى رسمية، وتم تشكيل لجنة تضم رئيس اتحاد النقابات، والمخرج عمر عبدالعزيز، ورئيس غرفة صناعة السينما ونقيب السينمائيين والتي قررت أن تتحمل الفنانة هيفاء تكلفة يومين تصوير ورد مقدم العربون، على أن يتوقف المشروع، وهذه اللجنة مستمرة في نظر المشاكل المشابهة، وان شاء الله الازمة في طريقها للحل قريبًا.
هل تشغلك تلك النزاعات عن عملك النقابي؟
هذا أحد الأدوار التي تمارسها النقابة وفق القانون، أن نقوم بالفض في النزاعات التي تنشأ بين صناع الفن وأعضاء النقابة، وهى مستمرة مدى الحياة، وبالتالي فإن ذلك لا يعطلني على الإطلاق عن ممارسة مهامي النقابية، لأن هناك لجاناً مختصة تضم مستشارين وقانونيين للنظر والفصل في تلك المشاكل.
كيف تقيم الانتشار الكبير للدراما الأجنبية في مصر مثل التركية والهندية ؟
مجرد موضة وستنتهي، ونحن قادمون بقوة فلدينا فنانين كبار ومخرجين عظام ونحن متجهين للأفضل، و لنا مكان مميز في السوق ومازالت مصر هي هوليود الشرق، ونحن رقم واحد في العالم العربي، والمنتظر ان تفرض الدراما المصرية نفسها علي الشاشات الغربية، ولكننا مررنا بمرحلة صعبة، سنجتازها بعد قليل.
لك رأي في الشباب ودائمًا توجه لهم الرسائل، لماذا؟
لان الشباب هم كل شيء في هذا الوطن، وأنا دائما انصحهم بالتمهل، فالأمور لابد لها من تخطيط وعمل وصبر وتحمل، فانا ظللت أعمل بجد لمدة 30 عام لأصل إلي ما وصلت له، حتي نموذج مثل محمد رمضان لم يصل سريعا فهو يمثل معنا من 2005 وطوال سنوات تعب واجتهد حتي جاءت له الفرصة .
كيف ترد على الاتهامات الموجهة للوسط الفني بشيوع الواسطة به ؟
لن انكر وجود الواسطة في الفن مثل وجودها في باقي قطاعات المجتمع، ولكن في الفن الواسطة تعطيك الفرصة فقط ولكن لا يمكن ان تضمن لك النجاح.
لماذا فشل قرارك، بتقييد عمل الممثلين الأجانب في الدراما المصرية؟
لأن الهجوم علي كان كبيرًا، والأن تحدث كل المساوئ التي توقعتها، والمنتجين هم من أفشلوا القرار.
بخصوص الإرهاب، هل تري أن مساهمة الفنانين في الحرب علي الإرهاب موجودة بالشكل المطلوب ؟
للأسف لا، فدور الفنانين كان أكبر في عصر مبارك،لأن الإعلام كان إعلام دولة، تنتج ما يتوافق مع أولوياتها، أما الأن فالقطاع الخاص يجري وراء أشياء أخري من أهمها الربح، فبرغم مميزاته إلا إنه أحيانًا يضر بالأمن القومي، ولهذا ما زلت أطالب أن يمر المحتوي أما جهة مسؤولة، وهناك اعمال تم وقفها ولكن بعدما عرض منها أجزاء كبيرة وهذا تدخل لاحق، ولكن يجب ان يكون هناك تدخل سابق، وأنا أرى المحتوي مثل أي مواطن وفي نفس التوقيت.
ماذا لاحظت عند زيارتك ل”بير العبد” بعد الحادث الإرهابي الأخير؟
لاحظت ان هؤلاء المواطنون ليسوا علي الأجندة الثقافية ولا الفنية، وهذا يسبب لهم جرح، وقد ارسلوا لي رسائل شخصية بانهم يريدون فن وثقافة.
ومن المسؤول عن هذا الدور ولماذا لا تتحرك فيه؟
لست مسؤولًا فهناك الثقافة الجماهيرية، وقد خاطبت المسؤول عنها، ولا أدري ماذا سيفعلون، ومن ناحيتي اعمل علي عدد من الافلام الوثائقية لتخليد ذكري شهداء الإرهاب وستخرج قريبًا .
