– أمريكا تنفذ المخطط الإسرائيلي بالنيابة فى المنطقة
– كونداليزا رايس عادت للواجهة، لمتابعة مخطط الفوضى الخلاقة الذي بدأ أثناء توليها الخارجية .
– الحل الوحيد للفلسطينيين هو الانتفاضة .
– السيسي يتحرك بال”المسطرة” وخطواته محسوبة تماًم .
– الجيش المصري معروف فى الخارج ب”العملاق” وهو العاشر على العالم
أحمد صوان عضو سابق باللجنة الاستشارية بالكونجرس وكما يقول تولى هذا المنصب بعد هجمات الحادي عشر من شهر سبتمبر عام2001,ولمدة ثماني سنوات، وتلك اللجنة هي وحدة استشارية تتعاون مع أعضاء الكونجرس الجمهوريين ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية إن كان جمهوريا لمناقشتهم في السياسة ومعاونتهم.
يقول أحمد صوان ، أن أمريكا أصبحت تسير وراء إسرائيل، وأن الأخيرة أصبحت تؤثر بشدة فى الانتخابات الأمريكية وأن أمريكا لم تعد هي القطب الأوحد فى العالم، وتكونت ضدها تحالفات كثيرة.
كل هذه الأفكار والمشاهد الجديدة كانت فى حوارنا معه وكان نص الحوار كالتالي .
1- كيف يتم اتخاذ القرار فى الإدارة الأمريكية؟
أمريكا دولة مؤسسات، ويتم اتخاذ القرار فيها بعد العديد والعديد من الأراء والتقييمات، لأصحاب الاختصاص والمعنيين، ولكن هذا لا ينطبق على رئاسة ترامب، فطريقة حكمه المندفعه، تجعل قراراته مبنيه على ردود الأفعال، كما كان الحال فى فترة حكم بوش الإبن.
2- لماذا اتخذ ترامب قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل؟
ترامب خضع للضغوط اللوبي اليهودي فى أميركا، وترامب لم يراجع المؤسسات المعنيه، ولا حتى حزبه الجمهوري.
3- هل داخل الحزب الجمهوري، هناك رضا عن أداء ترامب؟
إطلاقًا، فهناك معارضة شديدة له الآن داخل الحزب، لأن أحد لم يتخيل أن تكون تصريحات فترة الانتخابات جادة، ولكن ترامب فاجأ الجميع، ومازال يسير فيما كان يقوله فى فترة الانتخابات.
4- هل تم دفع ترامب لاتخاذ القرار ؟
بالطبع، فترامب فى مأزق وهناك خطة لإسقاطه وربما سجنه أيضًا، فيحتاج إلي حليف قوي، يقوي موقفه فى الإعلام، واليهود يسيطرون على الإعلام، فكان لابد من إرضائهم للتغطيه على فضائحه، خصوصا أن ترامب بدأ حكمه بفضيحة، المساعدة الروسية له فى الانتخابات.
5- ماذا نستطيع أن نفعل في القضية الفلسطينية بعد قرار ترامب ؟
ليس في يدنا عمل أي شئ ضد اسرائيل بعد قرار ترامب الا الانتفاضة. فالعالم سيحترم هبة الشعب الفلسطين والمواطن المحتل كما احترم شعب جنوب إفريقيا عندما انتفص ضد نظام الأبارتهيد، الانتفاضة فقط هي ما سيجلب للشعب الفلسطيني حقة، والدول العربية ليس ليدها شئ الا دعم الانتفاضة .
وهنا يجب أن أؤكد أن موقف شيخ الأزهر والبابا برفضهم مقابلة نائب الرئيس الأمريكي هو رد عملي قوي وسيكون له صدى كبير في العالم مع مرور الوقت.
6- بماذا تفسر ظهور كونداليزا رايس علي الساحة بصورة مفاجئة وزيارتها للمملكة العربية السعودية منذ فترة بالتزامن مع قرار ترامب الخاص بالقدس ؟
تم الاستعانة بكونداليزا لخبرتها في ملفات الشرق الأوسط وفي فترات صعبة شهدت حرب العراق، واستدعائها الآن يرتبط في الأذهان بمصطلح الفوضي الخلاقة ، فربما تلك هي فوضتها التي تم استدعائها لتريهم كيف تجعلها خلاقة.
7- هل الانحياز الأمريكي لإسرائيل زاد في تلك الفتره ؟
لمرحلة كبيرة جدا لدرجة أن هناك احساس عام بأن أسرائيل هي من تقود أمريكا و تملق إسرائيل وصل لدرجة غير مسبوقة .
8- وما الذي يجبرهم علي ذلك ؟
الانتخابات هي السبب الأكبر ‘ فاللوبي اليهودي يتحكم في مفاصل المجتمع الأمريكي وخصوصا في الإعلام ويستخدمه في ابتزاز كل رؤساء أمريكا وفي حالة ترامب فإنه تحت السيطرة الكاملة لإسرائيل.
9- كيف تري دور أمريكا في سوريا ؟
أمريكا ترتب الأوضاع في المنطقة طبقا لمصالحها ومصالح إسرائيل، وفي عصرنا الحالي الدول الغربية لا تحارب بحيوشها قدر ماتستطيع فتستخدم جماعات أو مبليشيات واحيانا دول أخري لتنفيذ مخططاتها.
وأمريكا أو إسرائيل بصورة أصح تريد حسم المسألة الفلسطينية فكان لابد أولا القضاء علي محور المقاومة وفي القلب منه سوريا واستغلت أمريكا ومن ورائها اسرائيل الثورة السورية لتفتت سوريا وتخرجها من المعادلة تماما.
10-هل ما يحدث في سوريا كان مخططًا ؟
مخطط ضرب سوريا، والعراق، وأفغانستان طرح كان موجودًا قبل هجمات الحادى عشر من سبتمبر ولكن الهجمات أخذت كذريعة لتنفيذه، ولكن بوش رفضه فى وقتها ولكنه يتحقق الأن، ولا ننسي المقال الشهير عن العدو الأخضر الذي يجب أن يحل محل الشيوعية.
11- كيف ترى دخول روسيا فى المواجهة فى سوريا وإقامة قواعد تقول إنها دائمة؟
الشائع أن أمريكا هي القطب الأوحد فى العالم وهذا مفهوم خاطئ، فأمريكا بكل قوتها لم تستطع التغلب على كوريا الشمالية أو إيران فالعالم لا يقف مكتوف الأيدي أمام الهيمنة الأمريكية ولذلك نشأت تحالفات عديدة فى عدة مناطق فى العالم ضد أمريكا، والاتحاد الاوروبي أحدها ، وروسيا تحاول إنشاء محور فى المنطقة يقاوم الهيمنة الأمريكية، وأظنها قطعت شوط كبير فى هذا مع تركيا وإيران .
وهذا مفيد لدول المنطقة عامة حتى لا يكون هناك متحكم واحد فى مقادير المنطقة، خصوصًا مع تحول التحركات الأمريكية لصالح إسرائيل بصورة كبيرة، ولكن يجب أن ننتبه أن إسرائيل متواجدة فى روسيا أيضًا وبينهم مصالح مشتركة ولكن لا مقارنة بما يتم مع أمريكا.
12- إلى أي مدى أثر التقارب المصري مع روسيا ودول شرق آسيا في صانع القرار الأمريكي بشأن العلاقات مع مصر؟
منذ سنوات طويلة، أطالب بالاتجاه إلى روسيا والصين، وعدم الاعتماد على دولة واحدة وهي أمريكا، فلا يصح أن يكون لمصر حليف واحد فقط مع دولة عظمى متمثلة في أمريكا التي هي في نفس الوقت الحليف الأول لإسرائيل، وتضمن لها أمنها وتفوقها على العرب كلهم، ونتحجج بالفيتو الأمريكي مثلما كان يحدث في العصور السابقة.
فكان من الضروري لصانع القرار المصري أن يتجه لدول أخرى وأن نعتمد على أنفسنا وألا نكون معتمدين على أمريكا بصورة كبيرة أو خائفين منها، وذلك ما قام به بالفعل الرئيس السيسي بأن اتجه للصين وروسيا، وذلك يعطي لمصر احتراما أكبر مع الأمريكان ولا يسيئ علاقاتنا معهم ولا تضعف، لكنه أيضا لن يحسنها، وما سيتم هو الاحترام في التعامل معهم وأن يعرفوا أننا دولة مستقلة ذات سيادة تتصرف كما تشاء وتعادي من تشاء، ليس بضغوط أمريكية أو أية دولة أخرى.
13 -هل الإدارة الأمريكية السابقة مسئولة بشكل مباشر أو غير مباشر عن المخططات التي تهدف إلى تقسيم الشرق الأوسط ؟
أمريكا لا تتعامل كحكومة واحدة، بل هناك سياسة مستمرة لا تتغير بتغير الحكومات، وهذه السياسة المستمرة، بعض الرؤساء يكون قادرا على تغييرها وجعلها سياسة عامة للدولة، ومن ضمن هذه السياسات ما بدأه الرئيس الأمريكي بوش الابن تحت مسمى الفوضى الخلاقة، والإدارات الأمريكية المتعاقبة دون أن تشعر تحاول دائما إرضاء إسرائيل، فموضوع الفوضى الخلاقة وتقسيم الشرق الأوسط وتفتيته هو ما تريده إسرائيل، وهو ما قالت عنه مراكز أبحاث أمريكية بأنه أفضل شيء من أجل أمن إسرائيل الذي تتمثل فيه استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي سيستمرون على هذه السياسة.
14- هل أضر ترامب بشعبية الجمهوريين ؟
بصورة كبيرة نعم، ونما فى الحزب اتجاه معارض له، والتهم الموجهه له ولإدارته، ربما ترقي لجريمة خيانة عظمي، وهناك توقع سائد فى الأوساط الأمريكية أن الانتخابات القادمة للديمقراطيين وهذا تحول سريع .
15- لماذا خسر الديمقراطيين كل الانتخابات فى الفترة الماضية ؟
أحد الأسباب هو تراخي الديمقراطيين واعتقادهم أن الانتخابات محسومة، ولكنهم ظلموا فى أسباب أخري مثل مساعدة اللوبي اليهودي لترامب، وإشاعة اتهامات عن هيلاري كلينتون، اتضح أنها كلها كاذبة.
16- وإلى أين وصل الوضع داخل أوساط الناخبين الأمريكان؟
هناك إحساس عام بان ترامب ، هو جورباتشوف أمريكا، وأنه لو أستمر بتلك العقلية، سيدمر أمريكا، ولكن لا أظن أنه سيكمل ولايته ليفعل ذلك بأمريكا.
17- هل نجحت أمريكا فى محاربة الإرهاب وهل ساهمت فى القضاء على داعش؟
بالطبع لم تنجح، والإرهاب فى ازدياد مستمر، وأمريكا دعمت الإرهاب فى أفغانستان حتى انقلب عليها فى النهاية، وفي سوريا خرجت أنباء كثيرة وبالأدلة عن صفقات بين أمريكا وداعش، وخروجهم من الرقة تحت سمع وبصر أمريكا، وكلنا سمعنا تصريحات القيادة فى القوات الكردية الذي، أسمى معركة الرقة بال”المسرحية”، فامريكا بدأت تفقد مصداقيتها فى محاربة الإرهاب، وهى تبحث عن تأمين نفسها ومصالحها بصورة أكبر من مكافحة الإرهاب نفسه.
18- ماذا تخشي فى الأيام القادمة فى المنطقة؟
أخشى دفع العرب للحرب مع إيران خلال المرحلة المقبلة، فرغم ان ترامب أعلن أن أمريكا لن تتصرف كشرطي للعالم، ولكن إسرائيل ترفضه لأنها تريد ضرب إيران، ومصر هي الدولة الوحيدة القادرة على وقف أطماع إيران في دول الخليج ولكن لا تريد ولا ترغب ولن تؤيد حربًا ضد إيران.
19- ماذا تفعل مصر فى ظل هذا التخبط وتلك التحولات الكبرى؟
لست أبالغ إن قلت أن القيادة فى مصر، تمشي على الخط الصحيح بال”المسطرة” ، فحاليًا يتم تقوية الجيش المصري الذي هو عملاق أصلا، كما يطلق عليه فى الخارج وهو العاشر على مستوى العالم، والنظام فى مصر يتجه لموازنة العلاقات بين أمريكا وروسيا والصين، ويعود بمصر مره أخري للعالم بعدما خابت فترة طويلة عن الثأثير .
