
بقلم: ليام دينينج
صحافى وكاتب مقالات رأى بشأن الطاقة والتعدين والسلع لدى «بلومبرج»
قد تكون قرأت يوم الجمعة الماضية تغريدة تقول إن «الحروب التجارية جيدة» ولكنها فكرة غير صحيحة.
ومع ذلك، وبعد صدروها من رئيس المغردين (الرئيس الأمريكى دونالد ترامب)، ومع اقتراب تنفيذ التعريفات الجمركية على الصلب والألومنيوم، فيتعين علينا مناقشتها.
وبالنسبة لشركات إنتاج البترول والغاز، لن تكون أسعار المعادن المرتفعة أمرا جيدا خاصة بعد اقترانها بالنتائج الأخرى المترتبة على الحروب التجارية، ومع ذلك، هناك مشكلة اقتصادية كلية أيضا، فعندما تم انتخاب الرئيس دونالد ترامب، كنت قلقا من احتمالية نشوب حرب تجارية، ورغم أننا لم نصل إلى هناك بعد، رغم التغريدات المستفزة، ولكن أعتقد أننا يمكن أن نتفق جميعا على أننا أصبحا أقرب إليها إلى حد كبير بعد تغريدات الجمعة الماضية.
ولتقديم وجهة النظر المغايرة، لا تعد الحروب التجارية جيدة، وتتضمن أكبر مخاطرها التضخم – الذى بدأ الارتفاع بعد انخفاضه لسنوات عديدة – بالإضافة إلى تباطؤ الاقتصاد والإنفاق، والاضطرابات التجارية.
ويعد سوق البترول اليوم مهووسا إلى حد كبير بالمعروض، خاصة الولايات المتحدة، وأوبك، وروسيا، وجميعها تعتبر نمو الطلب أمرا مسلما به، وتقدر وكالة الطاقة الدولية والأوبك نمو استهلاك البترول بقوة عند 1.4و1.6 مليون برميل يوميا على التوالى العام الجاري، وحوالى 200 ألف برميل منها سوف تستهلكها الولايات المتحدة.
ومع ذلك، أظهرت الأرقام الشهرية التى صدرت الأسبوع الجارى من قبل إدارة معلومات الطاقة أن الطلب على الجازولين الذى يشكل نصف الطلب الأمريكى توقف عن النمو العام الماضى أول مرة منذ عام 2012، وعلاوة على ذلك، حدث هذا التوقف رغم الزيادة الواضحة فى عدد الأميال التى قطعها الأمريكيون.
ويعد هذا التباين غريبا بالنظر إلى حماس المشترين لشراء الشاحنات فى السنوات الماضية، وهذا يعنى أن أسطول السيارات أصبح أقل عطشا فى العقد اللاحق لعام 2005، وهو ما يرجع جزئيا إلى ارتفاع كفاءة استهلاك الوقود ومعايير الانبعاثات.
ومع ذلك، من الجدير بالذكر أن نمو الطلب على الجازولين استقر بشكل مفاجئ فى أوائل 2017 بعد عامين من المكاسب، وتراجع بالفعل بنهاية.
ولا يعد الطلب على الجازولين نتاج الأسعار وكفاءة الوقود فحسب، وإنما تلعب معدلات العمالة والأجور دورا كبيرا أيضا، وهذا هو ما يدعو للقلق نظرا لتحسن اتجاهات العمالة فى ظل ثبوت الطلب على الجازولين.
وتشير البيانات إلى أن السائقين فى الولايات المتحدة أصبحوا أكثر حساسية تجاه أسعار الجازولين، وهو ما قد يؤدى إلى ارتفاع فى مرونة الطلب عما كانت عليه من قبل.
وإذا تسببت الحرب التجارية فى مفاقمة مستويات التضخم، فإن الطلب على الجازولين سوف يكون أول الضحايا، وهذا صحيح بشكل خاص بالنظر إلى أن التعريفات الجمركية التى قد يتم تطبيقها سوف يكون لها تأثير سلبى على قطاعات الإنشاء والسيارات، وكلاهما يرتبطان بشدة بالطلب على الوقود، كما أنهما من أكبر المجالات خلقا للوظائف.
وبخلاف الأراضى الأمريكية، هناك بالطبع، التصعيدات السلبية المحتملة فى العالم أجمع، خاصة من قبل الاقتصادات الناشئة التى تعتمد اعتمادا كليا على التجارة مثل الصين ودول جنوب شرق آسيا، والتى ينبع منها نصف النمو فى الطلب على البترول العالمي.
وربما من المبكر للغاية أن نخمن ما النتائج المحتملة، ولكنه ليس من المبكر أن نتذكر أن الطلب هو النصف الآخر من معادلة سوق البترول، وأن هذا الطلب ليس ثابتا ولا مضمونا.
إعداد: رحمة عبدالعزيز
المصدر: وكالة أنباء «بلومبرج»