قالت وكالة أنباء «بلومبرج» إن ألمانيا مستعدة لتقديم تنازلات للحكومة الأمريكية لوقف حملة الرئيس دونالد ترامب، المتمثلة فى فرض رسوم جمركية على واردات الصلب والألومنيوم الأوروبية وكشفت عن انقسام مع فرنسا حول كيفية تجنب اندلاع حرب تجارية.
وصرح مسئول حكومى فى برلين، بأن ألمانيا مستعدة لبدء مناقشات مع الاتحاد الأوروبى يتعلق بجميع إجراءات مكافحة التهديد الأمريكى بفرض التعريفات الجمركية.
وأوضحت الوكالة الأمريكية أن هذا النهج المرن لحماية الصناعة التى تقودها ألمانيا يهدد بإثارة الغضب داخل دول الاتحاد الأوروبى الأخرى بما فى ذلك فرنسا التى لا ترغب فى أن تقدم الكتلة الأوروبية أى تنازلات.
يأتى ذلك فى الوقت الذى ما زال الاتحاد الأوروبى يحاول تحديد نهج مشترك تجاه سياسة ترامب، الحمائية التى قد تخلق اضطراب محتمل فى العلاقة بين الكتلة الموحدة والولايات المتحدة اللذين بلغ حجم التبادل التجارى بينمها 640 مليار دولار فى عام 2016.
ونقلت الوكالة عن مسئول أوروبى أن ألمانيا تؤيد أى اتفاق للاتحاد الأوروبى يغطى القواعد الجديدة للتعريفات الجمركية لسلسلة من المنتجات بما فى ذلك السيارات والآلات والمواد الغذائية والأدوية.
وأوضح مسئول آخر أن فرنسا لا ترغب فى التشاور مع هذا الموقف وترغب فى تركيز الضغط على الصين بشأن قضايا مثل الدعم والطاقة المفرطة فى صناعة الصلب.
وذكرت صحيفة «دويتشى تسايتونج» الألمانية أن حكومة المستشارة أنجيلا ميركل، تجرى بالفعل مناقشات مع صناعة السيارات الألمانية بشأن ما إذا كانت ستدعم خفض تعريفة الاتحاد الأوروبى بنسبة 10% على السيارات لتجنب حدوث نزاع تجاري.
وقالت الصحيفة، نقلا عن مصادرها فى القطاع إن شركات صناعة السيارات ردت بإيجابية على هذه الفكرة.
وأعلنت هيئة صناعة السيارات الألمانية، أنه ينبغى أن يستمر الحوار مع الولايات المتحدة على أعلى مستوى سياسى كما دعت إلى توقيع اتفاقيات مستدامة وموثوقة ومتوافقة مع منظمة التجارة العالمية.
وأضافت «من أجل تحقيق التجارة العادلة والحرة فمن الضرورى تفكيك الحواجز التجارية لبعضنا البعض والموافقة على إطار عمل جديد».
وقال وزير الاقتصاد الألمانى بيتر التائير، الذى اجتمع الأسبوع الماضى مع وزير التجارة الأمريكى ويلبر روس، إنه لم يتم تقديم أى عروض إلى الولايات المتحدة لضمان الحصول على إعفاء من هذه القرارات الحمائية ولكننا اقترحنا خفض رسوم السيارات.
يأتى ذلك فى الوقت الذى لا تزال فيه الولايات المتحدة أكبر شريك تجارى للاتحاد الأوروبى على الرغم من أن الصين تسرع فى اللحاق بالركب.
وكشفت بيانات منظمة التجارة العالمية، أن متوسط تعريفة الاتحاد الأوروبى على السلع المستوردة من جميع أنحاء العالم تبلغ 3% بينما يبلغ متوسط الرسوم الأمريكية على المنتجات الأجنبية 2.4%.