ذكرت وكالة أنباء “بلومبرج” ان الأسهم الروسية شهدت أسوأ تراجع منذ عام 2014 بعد فرض العقوبات الامريكية الجديدة على موسكو.
ووعدت روسيا برد قاس على العقوبات الأمريكية الجديدة التي دفعت أسواقها المالية إلى حالة من الضعف ولكن دون وجود تأثير مماثل على الاقتصاد الأمريكي ومن المرجح أن ينظر الكرملين إلى أبعد من الخطوات المتبادلة.
وأوضح أندريه كليموف، نائب رئيس لجنة الشؤون الدولية في الكرملين، أن موسكو قد تقوم بتحركات ضد شركات أمريكية تعمل في روسيا أو فرض قيود على التجارة في منتجات مثل التيتانيوم، حيث تعد مناجم سيبيريا مصادر عالمية حيوية.
واقترح آخرون الرد على السياسة الخارجية مثل تقديم أنظمة دفاع جوية متقدمة لكوريا الشمالية لحماية برنامجها النووي لكن كليموف، قال إن المسؤولين من غير المرجح أن يخاطروا بهذا الشكل.
وأضاف في مقابلة هاتفية “يجب أن يكون الرد مناسبًا ولكن رد الفعل لا ينبغي أن يكون قاتلاً بالنسبة للمصالح الروسية.
والتزمت روسيا بردود فعل متبادلة عندما طردت الدول الغربية دبلوماسييها لكن ليس لدى موسكو الكثير من هذه البدائل للرد على التحركات الأمريكية المعلنة يوم الجمعة الماضى والتي ضربت العديد من أغنى رجال البلاد وشركاتهم بفرض عقوبات تمنع الأمريكيين من التعامل معهم.
وانخفضت الأسهم في الشركات المتضررة مما دفع السوق إلى أسوأ انخفاض منذ تصاعد التوترات العالمية بعد ضم شبه جزيرة القرم، من أوكرانيا عام 2014 فى الوقت الذى انخفض فيه الروبل بحدة مقابل الدولار.
وذكر دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين أن مجلس الشيوخ لا يزال يحلل تأثير العقوبات الجديدة وصياغة الرد ولن يكون من الصواب اتخاذ قرارات متسرعة بشأن الانتقام المحتمل.
وقال إيغور بونين، وهو مستشار سياسي في موسكو إنه لا يمكن أن لروسيا إلحاق أي ضرر بالولايات المتحدة دون أن نطلق النار على نفسها في ذراع أو قدم أو أي جزء آخر من الجسم.
وأوضح فاليري سولوفي، سياسي في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، أن الانتقام الاقتصادي أمر غير مرجح مضيفاً أنه ربما يأتي من حيث الخطابة والرمزية السياسية مثل قطع المحادثات حول الأسلحة النووية أو زيادة الوجود العسكري لروسيا في سوريا.
وفي الماضي كان رد روسيا على العقوبات الأمريكية والخطوات ذات الصلة تتراوح بين قطع برامج تبادل الطلاب وواردات المنتجات الزراعية الأمريكية.
وقال كيريل تريماسوف، مدير قسم التحليل في “لوكو إنفست” في موسكو “إن أحد أكثر السيناريوهات تدميراً هو فرض عقوبات انتقامية ضد الشركات الأمريكية ووحداتها في روسيا ولكن على الرغم من تدمير هذه الخطوة لاقتصادنا إلا أنني لن أستبعد تنفيذ مثل هذا السيناريو قريباً .