عقدت الصين واليابان أول حوار اقتصادى رفيع المستوى منذ ما يقرب من ثمانى سنوات يوم الاثنين الماضى على خلفية التهديدات التجارية من الولايات المتحدة.
وذكرت وكالة أنباء «بلومبرج» أن المحادثات بين الجانبين والتى أجريت فى طوكيو بين وزير الخارجية الصينى وانغ يي، ونظيره اليابانى تارو كونو، لم تتطرق إلى السياسات الحمائية للرئيس الأمريكى دونالد ترامب.
وكان هذا الاجتماع بمثابة تذكير فى الوقت المناسب بمدى اعتماد كليهما على السوق الأمريكية وأيضاً مدى ترابط الدولتين الآسيويتين.
وقال وزير الخارجية اليابانى للصحفيين بعد الاجتماع مع نظيره الصينى إن طوكيو طلبت من بكين ضمان النقل العادل للتكنولوجيا وتبادل الملكية الفكرية.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تهدد فيه الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية على واردات صينية تبلغ قيمتها نحو 50 مليار دولار لمعالجة ما أسمته الممارسات الاقتصادية الصينية غير العادلة فى الملكية الفكرية وعمليات نقل التكنولوجيا.
وقبل انتخابه انتقد ترامب، السياسة الاقتصادية والتجارية الصينية واليابانية ووضفها بأنها غير عادلة ومضرة للولايات المتحدة، وهدد بفرض تعريفات على الصادرات الصينية وحدود على الاستثمار وفى الأسبوع الماضى أعلن أن اليابان أضرت بالتجارة الأمريكية لسنوات.
وقد تكون معدلات التجارة مطروحة للمناقشة عندما يلتقى رئيس الوزراء اليابانى شينزو آبي، مع الرئس الأمريكى فى وقت لاحق الأسبوع الجارى فى ولاية فلوريدا، لكن صعود التجارة الآسيوية البينية قد أضعف قوة المحاولات الأمريكية لإرغام الدول على الانصياع لأوامرها.
وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أن الصين حلت محل الولايات المتحدة باعتبارها الشريك التجارى الأول لمعظم الدول فى آسيا حتى تلك الدول التى لديها تحالفات عسكرية مع الولايات المتحدة مثل كوريا الجنوبية واليابان وأستراليا.
وأضافت أن الصين ليست مجرد شريك تجارى ولكنها أيضاً مصدر هام للاستثمار والسياح وهو الأمر الذى يمنحها المزيد من المساومة والقوة القسرية ضد الدول الآسيوية الأخرى.
ومع ذلك لا تزال الولايات المتحدة شريكًا اقتصاديًا أكثر أهمية بالنسبة للكثيرين فى آسيا خاصة اليابان التى تستثمر فى الولايات المتحدة بمستويات تبلغ حوالى ضعف الاستثمارات الصينية.
وحتى مع التوترات الأخيرة تعتمد العديد من الشركات الآسيوية على سوق الولايات المتحدة لأن التوتر التجارى بين الولايات المتحدة والصين ليس جديدًا.
وقبل أن يبدأ ترامب، فى مكافحة العجز التجارى المستمر كانت الولايات المتحدة قد قدمت شكوى إلى منظمة التجارة العالمية، حول الأعمال الصينية العدائية أكثر من أى دولة أخرى وقامت الصين بالرد بالمثل.
لكن الوضع الحالى أكثر توتراً وسيتضرر اقتصاد اليابان إذا ساءت الأمور لذلك يتعين على طوكيو أن تسير على خط رفيع وتوازن بين العلاقات المتوترة وبين أكبر شريك تجارى لها وبين مطالب ثانى أكبر شريك تجارى لها وحليفها العسكرى وضامن أمنها.
واوضح كونو، أنه اتفق مع وانغ، على تحسين العلاقات من خلال قيام زعمائهما بزيارات متبادلة فى المستقبل.