فى ظل قيام كبار المستثمرين المؤسسين ممن يتمتعون بقدرات تشغيلية بسحب الأموال وضخها فى البنية التحتية الهندية، فمن المهم أيضا مراقبة جذب المستثمرين الصغار غير العاملين بشكل نسبي، فتجمعة رأس المال من مجموعة متنوعة من المصادر سيكون أمرا هاما بالنسبة للهند لسد فجوة البنية التحتية.
وتنقسم الكيانات المؤسسية التى تستثمر فى البنية التحتية بشكل عام إلى فئتين، اﻷولى تتمثل فى المستثمرين المؤسسين الكبار ذوى القدرة التشغيلية الكبيرة، بينما تتمثل الفئة الثانية فى المستثمرين اﻷصغر نسبيا مع رأس المال المتاح ولكن دون تواجد قدرة تشغيلية أو ولاية، فعلى سبيل المثال، قد يكون المستثمر الكبير ليس على استعداد للاستثمار فى مزرعة الرياح فقط بل أيضا يتمتع بالقدرة على إدارة العمل، وقد يكون المستثمر الأصغر مهتم بأن يكون مستثمر مالى ولكن دون القدرة لتشغيل الأصل.
وقالت صحيفة «إكونوميك تايمز» الهندية، أنه حتى يتم جذب كلا النوعين من المستثمرين، يتعين على الحكومة خلق مناخ سياسى واستثمارى موات للاستثمارات فى البنية التحتية.
وأشار استطلاع عالمى للرأى أجرته شركة بريكين على مستثمرين مؤسسيين بعنوان «اﻷصول البديلة» يغطى النصف اﻷول من عام 2017»، إلى أن نسبة المخصصات الحالية والمستهدفة للبنية التحتية بالنسبة لأولئك الذين شملهم الاستطلاع 3.9% و5.2% فى المتوسط من الأصول الخاضعة للإدارة، على التوالي، بينما لم يحقق نحو 63% من االمستثمرين ممن شملهم الاستطلاع هدفهم المخصص للبنية التحتية.
ويبدو أن المؤسسات العالمية تعمل على الاستثمار فى البنية التحتية، وهو ما يعد فرصة واضحة بالنسبة للهند لجذب رؤوس الأموال العالمية، وذلك فى ظل حاجة البلاد إلى خلق بيئة تنظيمية من شأنها جذب جزء كبير من رأس المال الإضافى الذى سيتدفق إلى البنية التحتية، خاصة من المستثمرين الأصغر نسبيا.
وأشار إحصاء آخر مثير للاهتمام إلى وجود زيادة كبيرة فى الاستثمارات المباشرة فى البنية التحتية من قبل المستثمرين المؤسسين على مدى الخمسة أعوام الماضية، ولكن نسبة المستثمرين الذين يقومون باستثمارات مباشرة انخفضت.
وهناك أمر مهم لافت للنظر، وهو أنه على الرغم من زيادة المستثمرين التشغيليين الأوسع نطاقا لاستثماراتهم، يمتلك عدد كبير من المستثمرين الأصغر حجما رأس مال بحاجة لتخصيصه من خلال مسار غير مباشر لا ينطوى على دور تشغيلى فيما يتعلق بإدارة الأصول.
ولأسباب تشغيلية أو غيرها، يفضل هؤلاء المستثمرون الأصغر نسبيا الاستثمارات غير المباشرة مع الاستثمار المباشر الذى يقوم به كبار المستثمرين ممن يتمتعون بقدرات تشغيلية كبيرة.
ووفقا للمسح الذى أجرته بريكين، كان 62% من المستثمرين يملكون أصولا تحت الإدارة تقل قيمتها عن 10 مليارات دولار، وبالتالى يتحتم على صانعى السياسية النظر فى كيفية تجميع هذه الكمية من رأس المال واستخدامه فى تشييد البنية التحتية، ففى اقتصاد عالمى يتسم بتقلب أسعار الأصول وتقلص موازنات البنوك المركزية، سيكون اجتذاب رأس المال العالمى أكثر صعوبة من المعتاد.
وتعد الهند، نظرا لحجم سكانها، موطن للديمغرافية الشبابية وفرص الاستثمار فى البنية التحتية، فهى وجهة استثمارية لعقول المستثمرين، ولكن مع ذلك، لا تزال هناك حاجة للتأكد من التشييد على نقاط قوة.
كتبت : منى عوض