ما زالت القطاع السياحى المصرى يفتقد واحداً من أكبر الأسواق المصدرة إليه، وهو السوق الروسى، رغم عودة الطيران المنتظم بين البلدين مؤخراً.
وبدأت الشركات المصرية فى العمل على استعادة الروس مجدداً، بعد عودة الطيران، لكن يبدو أن الأمور ستستغرق بعض الوقت قبل عودتهم، كما أن أعدادهم قد لا تكون عند المستوى نفسه الذى كانت عليه قبل قرار وقف الطيران بين البلدين.
وأدى سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء نهاية عام 2016 لفقدان مصر نحو 3 ملايين روسى كانوا يأتون للاستجمام فى منتجعات البحر الأحمر سنوياً، وهو ما تسبب فى خسائر فادحة للقطاع السياحى وللعاملين فيه.
قال كريم محسن، الرئيس السابق للاتحاد المصرى للغرف السياحية، إن الشركات المصرية تعمل على التعاقد مع نظيراتها الروسية لجلب السياح.
أوضح أن الرؤية غير واضحة للشركات المصرية بخصوص عودة الروس؛ لأنه قرار سياسى.
لفت إلى أن هناك ما يقرب من 15 شركة مصرية تعمل فى مجال السياحة الروسية، وتنظم حالياً برامج للسياحة الروسية التى تأتى فى الرحلات المنتظمة إلى القاهرة والأقصر وأسوان.
كشف عن أن الإعلان عن عودة السياحة الروسية سيكشف عن عدد من الشركات المصرية التى افتتحت مقرات جديدة بروسيا؛ حتى تتمكن من جلب السياح واستضافتهم دون الاعتماد على منظمى الرحلات.
وبلغ عدد السياح الروس فى العام 2016 نحو 2.8 مليون سائح، وفى عام 2015 بلغ عددهم نحو 3.1 مليون سائح، وتراوح متوسط إنفاق السائح الروسى فى مصر بين 50 و55 دولاراً فى الليلة، وكان الروس يمثلون نحو نصف عدد السائحين خلال تلك الفترة.
قال عمرو صدقى، عضو مجلس النواب، الخبير السياحى، إن السياحة الروسية لن تعود إلى مصر قبل الموسم الشتوى المقبل، لعدة أسباب، أهمها أن الصيف الحالى يشهد تنظيم روسيا نفسها بطولة كأس العالم، وهو حدث لا يرغب أحد فى تفويته، كما أن الحجوزات لم تتم وتحتاج إلى وقت لإتمامها، وهو ما يجعل الموسم الشتوى الوقت الأنسب لتوقع عودة السياح الروس.
وإحدى العقبات الكبيرة التى تواجه عودة السياحة من روسيا هى استمرار تجميد الطيران العارض بين البلدين، واقتصار التشغيل على الطيران المنتظم بين القاهرة وموسكو، بينما يقصد السياح منتجعات البحر الأحمر عبر الطيران العارض عادة.
وقال سامى سليمان، رئيس جمعية مستثمرى طابا نويبع، إن الشركات تتعاقد مع الفنادق بخصوص الأعداد الروسية التى تأتى لمصر.
أوضح أن الشركات لا تعمل بكامل طاقتها، حتى الآن، لعدم الإعلان عن عودة السياحة الروسية لشرم الشيخ.
شدد على أن ما يقرب من 100 ألف روسى دخلوا مصر منذ بداية 2018.
وقال كامل أبوعلى، رئيس جمعية مستثمرى البحر الأحمر، إن السوق الروسى كان يصدر أعلى عدد من السياح لمصر، وتسعى الشركات للتعاقد مع الشركات الروسية، كما تسعى الشركات لابتكار أنواع جديدة من البرامج التى يكون بها العامل الترفيهى أكبر.
لفت إلى أن السياحة الروسية من أنواع السياحة الشاطئية، ولذلك يتم، حالياً، إنشاء الأماكن الترفيهية هناك.