قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، إن التعريفات الجمركية قد تسبب القليل من الألم على المدى القصير، ولكن تظهر دراسة جديدة أن عمّال قطاع الزراعة الأمريكيين يمكن أن يتعرضوا للأذى أكثر من غيرهم.
ذكرت وكالة أنباء «بلومبرج»، أن التعريفة الجمركية على الواردات الصينية التى قدمها ترامب، والبالغة 50 مليار دولار، بالإضافة إلى تعهد الصين بردود انتقامية ستخفض الناتج المحلى الإجمالى للولايات المتحدة بمقدار 2.9 مليار دولار وتهدد حوالى 134 ألف وظيفة فى الولايات المتحدة منهم 67 ألف وظيفة فى قطاع الزراعة وحده وفقاً لدراسة تم إعدادها من قبل اتحاد التكنولوجيا الاستهلاكية والتجزئة الوطنية، الذى يعارض فرض الرسوم الجمركية.
وفى الوقت الذى يتوجه فيه وزير التجارة الأمريكى ويلبر روس، إلى جانب وزير الخزانة ستيفن منوشين، ومسؤولون آخرون إلى الصين الأسبوع الجارى من أجل إجراء محادثات تجارية فإن الدراسة تظهر الأثر المقدر على الاقتصاد الأمريكى إذا ما تم فرض التعريفات واستمرت الحرب التجارية.
وقال رئيس الاتحاد الوطنى لتجارة التجزئة، ماثيو شاي، «يجب علينا حل هذا النزاع دون اللجوء إلى تعريفات ضريبية او اى ردود انتقامية».
وأوضحت الوكالة الأمريكية أن إدارة ترامب، استهدفت أكثر من 1300 منتج صينى يتراوح بين أجهزة التلفزيون والحفريات إلى المكونات الخاصة بالأنسولين بفرض 25% من الرسوم الجمركية استجابة للشكاوى المتعلقة بسرقة الملكية الفكرية فى الصين.
ودفعت هذه التعريفات الصين إلى القيام بردود انتقامية على فول الصويا والطائرات والمنتجات الأخرى وبعدها أمر ترامب بالنظر فى فرض 100 مليار دولار إضافية من الرسوم الجمركية لم تحددها الإدارة حتى الوقت الراهن.
وقدرت الدراسة التى أنجزتها شركة «وورلد بارتنر شيب وورلد وايد» للاستشارات التجارية التى تتخذ من واشنطن مقرا لها التأثير على العمالة فى ظل سيناريوهات مختلفة.
وطبقاً لهذه السيناريوهات، فإن بعض القطاعات بما فى ذلك الآلات وصناعة الإلكترونيات ستضيف وظائف مع انخفاض الواردات التى تعزز الإنتاج الأمريكى ولكن بالنسبة لكل وظيفة يتم الحصول عليها فإن أكثر من أربعة وظائف سيتم فقدها خلال السنوات الأولى بعد فرض التعريفات، حيث أن الأسعار المرتفعة تقلل من الإنفاق الاستهلاكى ويتعرض المزارعون بشكل خاص للعقوبات الصينية.
وقال غارى شابيرو، الرئيس التنفيذى لاتحاد تكنولوجيا المستهلكين، إن ارتفاع التكاليف على المزارعين والمصنعين ومقدمى الخدمات ليس هو الحل ولكنه يبين أن الحمائية ستضعف الولايات المتحدة.
وقلل وزير التجارة ومسؤولون آخرون فى الإدارة الأمريكية من تأثير التعريفات على الاقتصاد بعد أن أقر ترامب، بأن الأسواق والمزارعين الأمريكيين قد يواجهون «القليل من الألم»، ولكن البلد سيكون أفضل حالاً على المدى الطويل.