عانت صناديق السندات فى الأسواق الناشئة، من أول أسبوعين من التدفقات الخارجة منذ عام 2016، إذ أثار ارتفاع الدولار الأمريكى المخاوف بشأن قدرة الشركات على سداد الديون المقومة بالدولار.
وكشفت بيانات شركة «إى بى إف آر»، أن المستثمرين سحبوا ما يقرب من مليار دولار من صناديق سندات الأسواق الناشئة، الأسبوع الماضي، فى أكبر تدفقات خارجة منذ الاضطراب السوقى خلال فبراير، وأول مرة من المعاناة فى التدفقات الخارجة الأسبوعية المتتالية فى 16 شهراً.
وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» أن البيانات تؤكد تداعيات التوسع من ارتفاع الدولار، إذ ارتفعت العملة الأمريكية بنسبة 2.7%منذ بداية شهر أبريل، مقابل نظيراتها فى الأسواق المتقدمة، فى حين انخفض مؤشر «جى بى مورجان» بعملة اليورو بنسبة 4.2% مقابل العملة الخضراء.
وأضافت الصحيفة، أن ارتفاع الدولار يزيد التكاليف على شركات الأسواق الناشئة التى تخدم الدين المقوم بالدولار.
ورفع البنك المركزى الأرجنتيني، أسعار الفائدة بمقدار 3 نقاط مئوية للمرة الثانية فى أقل من أسبوع، فى محاولة لوقف انخفاض البيزو مقابل الدولار الأمريكي.
وتراجعت العملة البرازيلية بنسبة 6.3% منذ بداية أبريل الماضى إلى 3.52 دولار فقط، فى حين انخفض البيزو المكسيكى بنسبة 4.6%.
وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى ان ارتفاع أسعار الفائدة فى الولايات المتحدة سيؤدى إلى رياح معاكسة أخرى للأسواق فى العالم النامي.
وارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لآجل 10 سنوات بمقدار 55 نقطة أساس العام الحالى ليصل إلى 2.95%، بعد أن انتقل لفترة وجيزة فوق 3% نهاية أبريل الماضى.
ويقلل ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية من قيمة السندات فى الأسواق الناشئة، وهو ما يجعلها أقل جاذبية للمستثمرين.
وطوال العام الماضي، كان كل شيء يسير على ما يرام بالنسبة للأسواق الناشئة، لكن عندما تجاوز العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات نسبة 3% بدأ المستثمرون يشعرون بالقلق.
وقال فيديريكو كاون، رئيس ديون الأسواق الناشئة فى «يو بى إس» لإدارة الأصول «إذا عادت العائدات إلى الانخفاض فسوف ترى الأشخاص يعودون إلى الأسواق الناشئة من جديد».
وحققت صناديق الأسهم العالمية فى الأسواق الناشئة أداءً أفضل على الرغم من ارتفاع الدولار مما قلل من قيمة الاستثمارات التى يتم إجراؤها بالعملات المحلية.
وسجلت مجموعة الصناديق 333 مليون دولار من التدفقات الداخلة لكن الاتجاه منذ بداية عام 2018 لا يزال يتجه نحو الانخفاض.
وهبط مؤشر «فوتسى» لأسهم الأسواق النامية بنسبة 11% فى الوقت الحالي، بعد تسجيله أعلى مستوى فى يناير الماضى، ويرجع ذلك جزئياً إلى انخفاض قيمة الشركات المكونة لها من حيث القيمة الدولارية، وقد أدى الانخفاض إلى محو جميع مكاسب المؤشر لهذا العام.
وتظهر بيانات «إى بى إف آر»، أن المستثمرين سحبوا 129 مليون دولار من الأموال التى ركزت على أسهم أمريكا اللاتينية فى الأسبوع الماضى وهو الأسبوع الثانى على التوالى من التدفقات الخارجة.
ومع ذلك، لا يزال بعض المستثمرين متفائلين بشأن المنطقة، مشيرين إلى نمو اقتصادى قوي.
وقال ماكس جوخمان، رئيس مخصصات الأصول لدى صندوق «باسيفك» إن انتخابات البرازيل والاضطرابات فى الأرجنتين إلى جانب الانتخابات المكسيكية سيخلق تقلبًا.. لكنه لن يغير الصورة الأساسية فى الوقت الحالي.