يراهن قطاع البنوك على مزيد من التوسع فى معدلات الإقراض خلال 2018، لتعويض تراجع هامش صافى الفوائد المتوقع بعد انخفاض أسعار الفائدة 200 نقطة أساس منذ بداية العام، ومزيد من الانحسار المتوقع ضمن اجتماعات «المركزى» المقبلة، بعد عام استثنائى فى2017 جمعت فيه البنوك عوائد لا نظير لها فى بيئة تضخمية قاتلة للإقراض.
ومع بدء انتهاء آجال استحقاق الشهادات ذات العائد 20%، والأوعية الإدخارية وأدوات الدخل الثابت، التى تقدر بنحو 676 مليار جنيه، يحارب قطاع البنوكعلى عدم إفلات هذه السيولة من بين يديه، واقتناص مايلزم منها نحو خزائنهبأقل تكلفة، وإعادة تدويرها نحو الإقراض بأعلى فائدة ممكنة.
وقال أحمدعبدالرحمن، محلل قطاع البنوك لدى بحوث «اتش سى»، إن البنوك ستواجه ضغط علىهامش صافى الفوائد لديها خلال 2018 مقارنةً بـ2017، والتى كانت تعد سنةاستثنائية، حيث تراجع معدل الكوبون على أذون الخزانة لأجل 12 شهراً، أسفلسعر الكوريدور المحدد من البنك المركزى، لأول مرة منذ 11 عاماً، ما سيكونله تأثير إيجابى على البنوك التى تعتمد فى محافظها على أدوات الدخل الثابتوالدولار.
تابع، «توقف البنك المركزى عن عطاءات ودائع طويلة الأجلمتغيرة العائدة، والتركيز على عرض ودائع بسعر الكوريدور بهامش يقترب منالصفر، حرم البنوك من العوائد المرتفعة التى كانت تحصل عليها فى 2017».
أوضح «عبدالرحمن» أن السيولة الفائضة لدى قطاع البنوك تراجعت من 600 مليار جنيه فى يناير الماضى، حتى 200 مليار جنيه حالياً بنسبة 67%، ما يعنى التوسعنحو الإقراض بالجنيه، وسنشهد مزيداً من التحسن، مع مزيد من التراجع فىمعدلات الفائدة، وتوجه الشركات نحو الإنفاق الرأسمالى.
وبدأت البنوك أمس رد قيمة شهادات الادخار ذات العائد السنوى 20%، والتى أصدرتها عدد من البنوك عقب قرار التعويم، بإجمالى سيولة تقدر بـ676 مليار جنيه، تم استثمارها فى تلك الأوعية ثابتة العائد.
ويرى «عبدالرحمن»، أن أفضل وسيلة للحفاظ على هامش صافى الفوائد هو التركيز علىالودائع منخفضة التكلفة، بدلاً من شهادات الإيداع، والقروض حيث تساهم العمولات والرسوم بجزء فى صافى هامش الفوائد المتولد، وستستفيد البنوك التى تعتمد على إقراض الأفراد بفائدة ثابتة، حيث من المتوقع انخفاض الفائدة فىالمستقبل.
وفى ظل خفض الفائدة 2% منذ بداية العام، مع توقعات بمزيد الخفض خلال العام الجارى، تستهدف البنوك الودائع قصيرة الأجل لتكون أكثر مرونة مع تغيرات سعر الفائدة على العكس من الودائع طولية الأجل.
كتب- محمود أبوبكر
عبدالرحمن رشوان