قبل أن أشرع فى كتابة مقالى الخاص بمرور 10 سنوات على إصدار أول عدد من جريدة البورصة (قضيت نصفها)، أود أن أسبقه باعترافين يعود تاريخهما لنهاية 2012:
(اعتراف أول)
لم يكن الأمر اختياريا وقتها.. كنت مضطرا للعمل فى جريدة البورصة لأحظى ببعض الامتيازات التى لم تكن توفرها الصحف بسهولة، كالأجر السريع والالتحاق بالنقابة وسرعة العمل بعد فترة تدريب غير طويلة.
فى نهاية أكتوبر 2012، أبلغنى صديق مقرب، أن جريدة البورصة ترغب فى استقدام صحفيين حديثى التخرج للعمل فيها، رددت بتلقائية «اقتصاد إيه بس أنا أساسا مبحبش أقراه هشتغل فيه!».
بعد مناقشات غير طويلة أقنعنى صديقى أن «البورصة» توفر امتيازات كبيرة رغم حداثة عهدها، تتيح لك العمل فى جو مؤسسي، وتضمن لك سرعة التعيين بعد إنجاز فترة تدريب قصيرة (غير مجانية بالمناسبة)، إضافة الى تحقيق الحلم الذى يتطلع له خريجو كليات الإعلام وهو القيد بجداول نقابة الصحفيين فى أقرب وقت ممكن (دون أى تسويف أو حجج للتأخير).
الامتيازات التى توفرها جريدة البورصة قد تبدو للعامة طبيعية ومنطقية وحق للصحفي، لكن الوقت أثبت أن ما فعلته البورصة مع محرريها كان عظيما ومختلفاً ومغايراً للواقع الصحفي.
(اعتراف ثان)
مطلع نوفمبر 2012 اتصلت بالأستاذ أيمن عبدالحفيظ نائب رئيس التحرير بجريدة البورصة لأسأله عن إمكانية الانضمام للجريدة.. رحب بى وأبلغنى بموعد سريع لـ«الأنترفيو» (بكرة الساعة 12 الضهر فى 12 شارع هارون- الدقي).
لم يكن سهلا على شاب حديث التخرج أن يجلس أمام نائب لرئيس التحرير للحديث فى الاقتصاد الذى كان يعتبره قطاعا لا يمكن فهمه من الأساس.. كان لابد من حيلة.. حيلة تحول مجرى «الأنترفيو» أو تؤجله على الأقل للاستعداد.
بادرت الأستاذ أيمن بالحديث عما أعرفه فى الاقتصاد عموما وعما قرأته سريعا على موقع الجريدة الإلكتروني، كان يستمع بهدوء قبل أن أحاوطه بمجموعة كبيرة من الأسئلة فى صلب الاقتصاد.. فصار الأستاذ هو من يجيب ويوضح ويشرح ويسترسل وأنا منتبه ومنصت ومطمئن.. ثم أبلغنى بعد أيام بموافقة الجريدة على العمل فيها بداية من 6 نوفمبر 2012.
قبل أيام أبلغت الأستاذ أيمن بالحيلة.. فرد ضاحكا «وقتها شفت فيك أنك كريتيف وتقدر تشتغل».. وتذكرنا جملته التى لا أنساها «الجريدة بتختار أتنين من المحررين.. من يفهم صحافة ومن يفهم اقتصاد.. الأول نفهمه اقتصاد والتانى نعلمه صحافة».. وهذا ما حدث مع جميع الزملاء الذين انضموا لمدرسة البورصة منذ تأسيسها.. تدريب وتعليم وإعداد كوادر قادرة على التأثير فى أسرع وقت..
الاعترافان بالنسبالى بيلخصوا التجربة التى خوضتها مع الجريدة منذ منتصف عهدها.. التجربة التى بدأت باحتواء صحفى كامل، بداية من التدريب والتأهيل، مروراً برفع الكفاءة والجودة، وصولاً لاكتساب الخبرات اللازمة فى كل فنون العمل الصحفي، دون الإخلال بالحقوق الصحفية الأساسية.
«البورصة» لم تكن بحق بيتى الثانى طوال السنوات الخمس الماضية.. كانت بيتى الأول الذى قضيت فيه أغلب وقتي، وتعلمت فيه الصحافة والاقتصاد، وتدرجت فيه وظيفيًا، وحصدت جائزة الصحافة الاقتصادية عبره.
ممتن لكل من ساعدنى بصدق فى مشوارى مع البورصة.. ممتن للداعم الأول أيمن عبدالحفيظ أول من استقبلنى ودفعنى إلى صالة التحرير، وإلى عبدالقادر رمضان الذى أحسن الاستقبال ودفعنى لأكون (رئيس قسم الميديكال) بعد نحو 5 أشهر فقط من وصولى الجريدة، وللأخ الأكبر إيهاب الضببى الذى أثرى التجربة وأثر فيها ودفعنى الى الصفحة الأولى، وللأستاذ حسين عبدربه الداعم الدائم والمحفز لحصد الجوائز، ولقائد السفينة مصطفى صقر ورفيق مشواره سعد زغلول، وللأساتذة محمود شنيشن وعمر عبدالحميد ومحمد عياد، ولرفاق الدرب محمد درويش وسليم حسن اللذين أثرا فى أجزاء كثيرة من الرحلة.
ممتن لكل من تعلمت منهم، وهم كُثر، ولمن تشرفت بالكتابة معهم وهم أكثر، ولمن خاضوا معى مهام العمل بقسمى الاستثمار والميديكال طيلة السنوات الخمس الماضية.. ولمن أحاطونا برعايتهم الأبوية (عم محمود وعم ناجي).. لكل هؤلاء شكراً.. دمتم بخير..