قالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، إن قطاع السياحة فى مصر بدأ أخيرًا فى التعافى مرة أخرى، بفضل اﻷسعار المنخفضة وتحسن الوضع الأمنى.
وأشارت أرقام القطاع السياحى إلى ارتفاع أعداد السائحين فى الربع الأول من عام 2018 بنسبة 30% مقارنة بالعام السابق، كما أن معدلات إشغال الفنادق وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2010.
وقال أصحاب الفنادق وشركات السياحة، إن حجوزات الموسم الجديد، الذى بدأ فى سبتمبر الماضى، عززت التفاؤل فى قطاع بالغ اﻷهمية بالنسبة لاقتصاد البلاد المكافح.
وقالت وزيرة السياحة رانيا المشاط، إن عائدات السياحة من المتوقع أن تصل إلى 8 مليارات دولار خلال العام الجاري، مقارنة بما قيمته 7.6 مليار دولار فى العام الماضي، عندما زار 8.3 مليون سائح البلاد.
وعلى الرغم من التحسن، إلا أن هذا الرقم يعتبر أقل بكثير من اﻷرقام التى تم تسجيلها فى عام 2010، حيث وصلت عائدات السياحة إلى 12 مليار دولار وارتفع عدد السائحين إلى 14.7 مليون زائر.
وانخفض تدفق السياح إلى مصر بشكل حاد نتيجة الاضطرابات السياسية التى أعقبت ثورة 2011، ثم تلقى القطاع ضربة مدمرة فى عام 2015 عندما قام تنظيم داعش الإرهابى بتفجير طائرة روسية بعد فترة وجيزة من إقلاعها من مطار شرم الشيخ، مما أسفر عن مقتل أكثر من 200 سائح، وبالتالى عانى قطاع السياحة من ضعف تدفق السياح بشكل كبير، وهو ما بدوره دفع المشغلين إلى تقديم عروض بأسعار مخفضة.
وقالت وزيرة السياحة، إن استئناف الرحلات الجوية الروسية المقبلة إلى القاهرة فى أبريل الماضي، بعد أن تم تعليقها بالكامل بعد التفجير، ساهم أيضًا فى بث التفاؤل فى القطاع.
وكانت الأقصر، التى تشتهر باحتفاظها بثلث آثار العالم، واحدة من أسوأ الوجهات المتضررة حتى فى الفترة التى سبقت انفجار الطائرة، فقد ظل الزوار ذو الإنفاق المرتفع، القادمين من الدول الغربية، الذين يشكلون السوق الرئيسى للرحلات النيلية والجولات المتعلقة بالآثار الفرعونية، بعيداً خشية من الاضطرابات، ولكن التحسن فى أمن المطارات وغياب الهجمات الكبيرة ضد السياح، التى شهدها العام الجاري، أدت إلى حدوث انتعاشة فى أعداد السائحين الوافدين من أوروبا وأماكن أخرى.