قالت مؤسسة «سيتى جروب» المصرفية اﻷمريكية، إنَّ الارتفاع اﻷخير فى أسعار البترول من المتوقع أن يتسبب فى دفع التضخم العالمى بشكل أسرع من الناحية التاريخية وأكبر مما يمكن أن يتوقعه المستثمرون، ويرجع ذلك جزئياً إلى عدم احتمالية استجابة البنوك المركزية الرئيسية عن طريق تشديد السياسة النقدية.
وفى تقرير تم إرساله إلى العملاء، قدرت الخبيرة الاقتصادية بيرنيل هاينبرج، أنَّ ارتفاع أسعار البترول الخام بنسبة 10% من شأنه رفع التضخم الرئيسى بنحو 0.25% فى كل من الولايات المتحدة ومنطقة اليورو وبنسبة 0.21% فى المملكة المتحدة على مدى أكثر من عام، مضيفة أن الارتفاع المفاجئ ربما يصل إلى ما يقدر بنسبة 0.2%، وهو ما يزيد على ما تتوقعه الأسواق الآن.
وقالت وكالة أنباء بلومبرج، إنَّ سعر خام برنت ارتفع بنحو 20% فى الأشهر الثلاثة الماضية، لتصل قيمته إلى ما يقرب من 77 دولاراً للبرميل.
وقالت هاينبرج، إنَّ هذا اﻷمر ربما يدفع التضخم إلى الارتفاع بشكل أسرع من المعتاد؛ نظراً إلى كون الأسعار العامة حساسة تجاه ارتفاع أسعار البترول فى الوقت الذى تعانى فيه أسواق العمل من تشديدات فى العديد من الدول، وربما تكون البنوك المركزية أكثر حذراً لإبداء رد فعل مما كانت عليه فى الماضى.
وأوضحت الخبيرة الاقتصادية، أنه من المرجح أن تتجاهل البنوك المركزية، مثل البنك الاحتياطى الفيدرالى، الانتعاش فى اﻷسعار المدفوع من قبل البترول؛ ﻷن تلك البنوك تركز على إعادة التضخم إلى المستوى المستهدف، وربما ترى أى تسارع وكأنه أمر مؤقت، مضيفة أن الاحتياطى الفيدرالى ربما لا يزال أكثر استجابة من البنك المركزى الأوروبى وبنك اليابان؛ نظراً إلى اقتصاد بلاده القوى.