
توقعات بارتفاع الناتج المحلى لـ«سارانسك» 3% والإيرادات 4%
يبدو أن فعاليات كأس العالم لكرة القدم تخلق الآمال فى تحويل مدينة «سارانسك»، التى لم يسمع بها معظم الروس على الإطلاق، إلى وجهة استثمار عالمية.
يأتى ذلك فى ظل توجه العديد من الوفود التجارية القادمة من اليابان والدنمارك وإيران إلى «سارانسك»، عاصمة جمهورية موردوفيا، بجانب العديد من اﻷشخاص من مختلف أنحاء العالم، وحتى أن «جيرار دوبارديو»، الممثل الفرنسى الذى أصبح مقيما بشكل رسمى فى «سارانسك» عندما منحه الرئيس الروسى فلاديمير بوتين جواز سفر روسى ربما يظهر هناك.
وقال أليكسى ميركوشكين، المسئول عن استعدادات مدينة «سارانسك» لكأس العالم: «العالم ينظر إلينا، وسوف يكون لهذا اﻷمر تأثير اقتصادى حقيقى على مناخ الاستثمار لدينا».
وقالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، إن استعدادات روسيا لأكبر حدث خاص بالساحرة المستديرة فى العالم يسير وفقاً لجدول زمنى دقيق إلى حد كبير، وذلك بعد أن نجت البلاد من فضائح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية فى مدينة سوتشى عام 2014.
وأشارت إلى أن المدن النائية المستضيفة، مثل «سارانسك»، التى تشتهر بسجونها ودورها المحورى فى فضائح استعمال المنشطات، تحرص على الاستفادة من هذا الحدث.
وعلى الرغم من أن «سارانسك» تستضيف 4 مباريات فقط، لكن ربما يؤدى تدفق الاستثمارات إلى ارتفاع إجمالى الناتج المحلى للمدينة بنسبة 3%، وارتفاع الإيرادات بنسبة 4%، مقارنة بنصف المبلغ بالنسبة للمدن اﻷكبر المضيفة للمونديال.
يأتى هذا اﻷمر رغم حقيقة، أن الركود أجبر الكرملين على تقليص بعض خططه، فقد أنفق 50 مليار دولار على مدينة «سوتشى» وانتهى به المطاف لإجبار بنوك الدولة على تقليص القيمة الدفترية للأصول، رغم أنه قال فى العام الماضى إنه يعتزم إنفاق 687 مليار روبل روسى، أى يعادل نحو 13.2 مليار دولار آنذاك.
وقال أليكسى سوروكين، رئيس اللجنة المنظمة لكأس العالم روسيا 2018، إن حوالى 498 مليار روبال، من بين الـ687 مليار روبال المخطط لها، جاءت من الموازنة الحكومية، بينما يتم تمويل بقية المبلغ من قبل مستثمرى القطاع الخاص.
وتجدر الإشارة إلى أن مدينة سان بطرسبرج أنفقت أكثر من مليار دولار على ملعب كرة القدم الخاص بها، فالمشاكل الفنية التى يعانى منها الملعب تدل على أن العمل سوف يستمر حتى بعد البطولة، بينما سارعت كل من مدينتى «نيجنى نوفغورود» و«سامارا» إلى الانتهاء من الملاعب الخاصة بها فى الوقت المحدد.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن هناك عدة أشخاص يتواجدون الآن فى السجن فى انتظار المحاكمة بتهم فساد متعلقة باستاد «كالينينغراد»، الذى يتسع إلى 35 ألف مشجع، والذى تم بنائه على مستنقعات، تعرف باسم جزيرة «أوكتيابرسكى»، رغم أنها جعلت البناء شبه مستحيل على مدى عقود من الزمان.
وقال الملياردير أراس أغالاروف، الشريك التجارى السابق للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، إن أرض الملعب كانت تعتبر مستنقعاً نقياً يبلغ عمقه 50 متراً، مشيراً إلى استحالة البناء عليه، ولكن عندما طلبت منه الحكومة فى وقت لاحق بناء الاستاد على تلك الأرض وافق على الفور.
ومع ذلك، يعتقد أنطون أليخانوف، حاكم مقاطعة كالينينغراد، أن البطولة سوف تُظهر إمكانات استاد كالينينغراد كمركز ناشط، خاصة أن المنطقة التى يقع بها تعد بالفعل جزء من منطقة اقتصادية خاصة وتناقش إطلاق منطقة حرة مماثلة لتلك التى فى ولاية ديلاوير اﻷمريكية، معرباً عن أمله فى أن تجذب تلك المنطقة الروسية المزيد من الاستثمارات.