أصبحت الصين شريكاً اقتصادياً متزايد اﻷهمية بالنسبة للدول المتواجدة فى جميع أنحاء جنوب شرق آسيا، ما يثير تساؤلات حول اتجاه المنطقة ومستقبلها.
وقال تيتينان بونجسوديراك، أستاذ العلوم السياسية فى جامعة شولالونغكورن فى العاصمة التايلاندية (بانكوك)، لصحيفة «فاينانشيال تايمز»: «ستتواجد دائماً اليابان وكوريا والاتحاد الأوروبى فى سوق الآسيان، ولكن الصين رفعت استثماراتها، وخلال عقد من الزمن سترتفع بشكل ملحوظ».
ولا تزال اليابان المستثمر الأجنبى المهيمن فى جنوب شرق آسيا، فما يقرب من %20 من رأس المال المستثمر فى المنطقة فى ما يطلق عليه «المشاريع الخضراء»، تلك التى يتم بناؤها من الصفر، جاءت من قبل اليابان، بزيادة %6 من %14 فى الأعوام السبعة المنتهية فى عام 2010.
وينمو الاستثمار الأجنبى المباشر الصينى فى جنوب شرق آسيا بوتيرة أسرع، بما يقرب من %7 خلال الفترة نفسها، ليصل إلى ما مجموعه %14 من رأس المال المستثمر فى المنطقة.
واستقبلت الدول الأكثر ثراءً، بما فى ذلك تايلاند وماليزيا، أعلى معدلات الاستثمار الأجنبى المباشر من خارج دول الآسيان، ففى تايلاند، على سبيل المثال، جاء أكثر من %50 من رأس المال المستثمر من اليابان والولايات المتحدة.
وأوضحت الصحيفة البريطانية، أنَّ الصين استثمرت بقدر أكبر من اليابان والولايات المتحدة فى الاقتصادات الأكثر فقراً فى المنطقة، ولكن مساهمتها كانت لا تزال متضائلة أمام الاستثمار الجماعى للدول الأخرى، ولكن ما يقرب من نصف الاستثمار الأجنبى المباشر الصينى المستثمر فى المنطقة منذ عام 2003 كان فى الموارد.
واتجه الاستثمار الأجنبى المباشر داخل الدول الآسيوية بشدة نحو العقارات، فعلى سبيل المثال، تقوم شركة سنترال جروب، وهى أكبر شركة عقارية فى تايلاند، ببناء أكبر مركز تسوق فى كمبوديا.
وتعتبر التجارة المجال التى يسهل فيه ظهور النفوذ الصينى المتزايد، ففى عام 2000، كانت الصين مصدراً أقل أهمية للواردات المتجهة إلى جنوب شرق آسيا، مقارنة باليابان والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى، ولكنها تمثل الآن %20 تقريباً من قيمة جميع السلع المستوردة فى المنطقة، بعد أن كانت تمثل %5 فقط فى عام 2000، ما يجعلها أكبر مصدر للواردات واﻷسرع نمواً فى المنطقة.
وتتفوق قيمة البضائع، التى تصدرها الصين إلى دول الآسيان، بمقدار يزيد على الضعف عن تلك التى تصدرها اليابان، ومع ذلك، لا تقدر قيمة صادرات المنطقة إلى الصين سوى بنصف ما تتداوله دول جنوب شرق آسيا مع بعضها البعض، كما أن %25 من صادرات الآسيان تظل فى المنطقة وهى نسبة مستقرة على مدار العشرين عاماً الماضية.
ويعكس نمو صادرات جنوب شرق آسيا إلى الصين، إلى حد كبير، الطلب على المواد الأساسية، فوفقاً لبيانات مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، يتمثل أكثر من ثلثى الواردات الصينية من المنطقة فى المواد الخام والسلع.