أنفقت الصين 48.5 مليار دولار فى منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ بين عامى 2000 و2016 لمكافآة البلدان التى تستهلك منتجاتها وتدعم مواقفها فى السياسة الخارجية.
وأظهرت دراسة أجرتها مؤسسة الأبحاث الأمريكية «ايد داتا»، أن استثمارات البنية التحتية قلصت أذرع الدبلوماسية الصينية العامة خلال تلك الفترة حيث بلغ مجموع الاستثمارات 48.5 مليار دولار مع إنفاق 273 مليون دولار أخرى على المساعدات الإنسانية و613 مليون دولار لدعم الميزانية المباشرة للدول و90 مليون دولار على الديون.
وكشفت التقرير التى نشرته وكالة أنباء «بلومبرج»، أن الصين كافأت البلدان التى تستهلك المزيد من منتجاتها وقامت الشركات الحكومية بغزو السوق المفتوحة لتلك الدول والهيمنة على الموارد الطبيعية.
وأوضحت الوكالة الأمريكية أن النتيجة الإجمالية كانت إيجابية إلى حد كبير، ولكن مع بعض التحذيرات.
وقالت سامانثا كوستر، مديرة تحليل السياسات فى شركة «ايد داتا»، إن الصين أصبحت مصدر قيمة لرأس المال الجاهز ولكن الناس على الأرض أصبحوا أكثر وعياً لنفوذ بكين.
وأضافت كاستر، أن عددا من العوامل قد تهدد هذه المكاسب وعلى رأسها النزاعات القائمة فى بحر الصين الجنوبى والتصور بأن بكين لا تنفذ دائماً وعودها فى مشروعات البنية التحتية إلى جانب شبح المديونية مع سعى البلدان إلى سداد الديون المتصاعدة لبكين.
وكشف التقرير، أن بكين أصبحت تعتمد على مجموعة من وسائل الدبلوماسية العامة الأخرى لتعزيز صورتها فى جميع أنحاء المنطقة، وبين عامى 2000 و2018 كان هناك زيادة بنسبة %115 فى عدد الشراكات مع البلدان الآسيوية وفتحت بكين أكثر من 500 معهد جديد لتدريس برنامج دبلوماسيتها الثقافية.
وأشار التقرير إلى أن دول مثل اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا اجتذبت أعلى مجموعة من أنشطة الدبلوماسية العامة الصينية الأكثر تنوعاً وزادت الزيارات الرسمية بين بكين وهذه البلدان.
وقالت كاستر، إن تركيز بكين المتزايد على مغازلة النخبة السياسية والتجارية فضلاً عن تركيزها على الدبلوماسية المالية يمكن أن يزيد من خطر التأثير غير المبرر مع القادة الراغبين فى تبادل الآراء من أجل تحقيق مكاسب اقتصادية.