غالباً ما يستخدم المشجعون الرياضيون موقع التغريدات القصيرة «تويتر» لمتابعة الأحداث الرياضية المباشرة ومناقشتها، خاصة أن تلك المنصة تغيرت كثيراً منذ فعاليات آخر بطولة لكأس العالم.
ففى المقام الأول تم إضافة مقاطع الفيديو، بجانب قدرة المستخدمين على اكتشاف المحتوى المناسب لاهتماماتهم، ولكن يتبقى السؤال هنا هل سيكون «تويتر» هو الفائز الفعلى فى كأس العالم؟
وقالت شركة «إم.كيه.إم بارتنرز» إن بطولة كأس العالم 2014 عززت إيرادات «تويتر» فى الربع الثانى من عام 2014 بقيمة 24 مليون دولار، وفى ظل ذلك يتوقع عدد من المحللين أن يكون حدث العام الجارى أكثر قيمة وبإمكانه التأثير على نتائج الربعين السنويين الثانى والثالث.
وبحسب مركز «بيو» للأبحاث، يمكن للأشخاص البالغين اﻷمريكيين ذوى البشرة السمراء لعب دور كبير فى عملية تعزيز إيرادات «تويتر»، نظراً لاستخدامهم هذه المنصة بشكل أكثر بنسبة 26% من أى مجموعة عرقية أخرى.
وقالت مجلة «فوربس» اﻷمريكية إنه منذ ارتفاع أسهم «تويتر» الأخيرة الخاصة ببطولة كأس العالم بنسبة 24% وتداولها فى الوقت الراهن بالقرب من أعلى مستوياتها فى 3 أعوام، عند هذه النقطة تمتلك الشركة منصة واستراتيجية أكثر دقة، مما يعنى أن الحدث يمكن أن يحقق دفعة أكبر هذه المرة.
وأظهر موقع «تويتر» قدرته على تشكيل الأحداث العالمية، وتساعد كاى ماداتى، رئيسة المحتوى لدى «تويتر»، على تحويل مقاطع الفيديو لتصبح أمراً مربحاً بالنسبة للشركة، كما أنها أعلنت مؤخراً عن 30 شراكة جديدة لمحتوى الفيديو.
ومن المرجح أن تحفز بطولة كأس العالم 2018 المزيد من التفاعل من قبل المستخدمين، وهو ما ينبغى ترجمته إلى مزيد من أرباح الإعلانات، كما أنه من المتوقع أن يبلغ إجمالى الإنفاق على إعلانات الفيديو الخاصة بتويتر 18 مليار دولار خلال العام الجارى، وذلك بحسب ما قالته شركة «إى ماركتر» للأبحاث التسويقية.
وألقى بحث أجرته شركة «كاليتشر بانكس» نظرة على الأحداث الرياضية الرئيسية السابقة وتأثيرها على مشاركات المستخدمين على «تويتر»، فقد وجد أنه كان هناك 672 مليون تغريدة خلال كأس العالم 2014، كما أنه كان هناك أيضاً 45 مليون تغريدة خلال بطولة دورى الألعاب الرياضية «سوبر باول» لعام 2018، وأخيراً حصد موسم 2017 – 2018 لكرة القدم 33 مليون تغريدة.
وفيما يخص صفقة عملاق وسائل الإعلام الاجتماعية مع شركة «فوكس سبورتس»، فإنه من المنتظر أن توفر الشبكة كل هدف يتم تسجيله خلال المسابقة فى الوقت الحقيقى، كما أن «فوكس سبورتس» ستقوم بإنتاج برامج قبل المباريات بالإضافة إلى مقاطع فيديو، تشتمل على مقابلات مع اللاعبين.
وكتب دوغ أنموث، المحلل لدى بنك «جيه بى مورجان»: «تعد مقاطع الفيديو مجال قوة رئيسى لتويتر، فهو يقود بالفعل أكثر من نصف إجمالى إيرادات الإعلانات فى الشركة».
وتمتلك الشركة الآن 69 مليون مستخدم شهرياً فى الولايات المتحدة و267 مليون فى الخارج، وبالطبع يجب أن تساعد الطبيعة الدولية للحدث فى تحقيق مزيد من التوغل فى بعض الأسواق الخارجية، وتمثل الطبيعة الدولية لتويتر خلال الفترة الراهنة 48% من مبيعات الإعلانات فى المنصة اﻷمريكية، مقابل 33% فقط قبل أربعة أعوام.
ومن المهم إدراك أن المعلنين عادة ما ينفقون المزيد للوصول إلى المستخدمين فى الولايات المتحدة، مقارنة بالأسواق الدولية خاصة فى المناطق النامية.
ويقدر بنك «جى.بى مورجان» نمو عائدات الإعلانات بما يزيد على 20% فى اﻷرباع السنوية القادمة، فى ظل تعزيزات ناتجة عن مونديال روسيا، بينما تقدر شركة «إم.كيه.إم بارتنرز» زيادة إضافية فى العائدات بمقدار 30 مليون دولار.
وتعد شركة «تويتر» واحدة من أفضل الأسهم أداءً خلال العام الجارى، فهى تجنى الآن نحو نصف إيراداتها من الأسواق الدولية، مقارنة بالثلث فقط فى وقت عرض بطولة كأس العالم السابقة، فالجمهور الدولى يعتبر مهم بالنظر إلى أن الولايات المتحدة لم تتأهل للمشاركة فى المسابقة العالمية.