محمد عجاج المدير الطبى:
مليون جنيه تكلفة علاج المريض ورفضنا إنشاء قسم اقتصادى
نسبة الأغنياء المصابين بالسرطان فى مصر قليلة جداً
الأطباء يستقيلون من المستشفى بسبب ضعف المقابل المادى
«أبوالنجا» متنازل عن نصف راتبه منذ بداية عمله
%33 من المترددين على المؤسسة لا يملكون ثمن المواصلات
ميزانية الإعلانات لدينا لا تتعدى 9% والحد الأقصى قانونًا 13%
تعد مستشفى سرطان الأطفال «57357» أحد أكبر مستشفيات السرطان فى العالم، وبدأت استقبال المرضى منذ حوالى 10 سنوات.
وطبقًا لإحصائيات المؤسسة المعتمدة، فإن إجمالى عدد الكشوفات فى العيادات الخارجية يصل 25.8 ألف وإجمالى جلسات الكيماوى فى علاج اليوم الواحد 14.3 ألف جلسة وعدد العمليات التى تم إجرائها خلال العام الماضى 1084 عملية وإجمالى المرضى الذين تم استقبالهم 2316 مريضاً.
وخلال الفترة الماضية، ظهرت اتهامات ضد مؤسسة «57357» منها إساءة استغلال أموال التبرعات فى الإعلانات والتحول إلى مؤسسة عائلية للأقارب ومنح العاملين بها مرتبات خيالية لا تناسب العمل الخيرى، واستغلال الأطفال المرضى استغلالاً سيئاً فى ابتزاز عواطف المواطنين وحثهم على التبرع.
وكان لمقال الكاتب وحيد حامد ضد المؤسسة صدى كبير، وقامت اللجنة التنفيذية لمجلس أمناء مؤسسة مستشفى السرطان بإصدار بيان أكدت فيه أن تلك الاتهامات باطلة وغير حقيقية وأنها راجعت كل ما أثير وتحققت منه وتأكدت أن المؤسسة يتم إدارتها بأعلى البروتوكولات العالمية جودة وشفافية ورحبت اللجنة بأى استفسارات تخص العمل فى المؤسسة.
وفى تصريح مقتضب، قال الدكتور شريف أبوالنجا مدير المستشفى: «مصر بها رجال شرفاء يعرفون ما نقوم به ويقدرونه، ونحن نعرف من هم وراء الحملة ولن نتركهم بل سنقاضيهم وستأخذ لنا العدالة حقنا وقد رفعت عدة قضايا بالفعل عن من تعمدوا التشهير بى شخصيًا وبالمؤسسة وأنا كل ما أخشاه أن يضر هذا اللغط المتعمد بالأطفال المرضى».
وللرد على ما يثار حول المستشفى أجرينا حواراً مع الدكتور محمد عوض عجاج، نائب المدير العام والمدير الطبى لـ«57357».
*فى البداية كم تبلغ نسب الشفاء لديكم؟
نسبة الشفاء فى المستشفى 74.2% وهى متغيرة وأوتوماتيكية ولا يمكن التلاعب بها، والنسبة العالمية 80% وهذا يشمل جميع أنواع السرطانات، لكن كل نوع بنسب مختلفة، فتوجد أنواع تصل 92% وأنواع أخرى نسب الشفاء منها 52%.
وما هى نسبة مرضى السرطان فى مصر؟
لا يوجد تسجيل لمرضى السرطان فى مصر بشكل دقيق وكل ما يخرج من إحصائيات هو اجتهادات مؤسسات ليس إلا، لأن القانون فى مصر لا يلزم المستشفيات بتسجيل مرضى السرطان، لذلك فوزارة الصحة ليس لديها حصر بالأعداد ولا نسب الشفاء ولا متوسط انتشار الأنواع المختلفة، وهذا غير موجود فى كل دول العالم فكل الدول الآن بها نسب معروفة للإصابة بالسرطان، ولكننا نعرف أن نسب الشفاء، فى باقى المؤسسات بمصر لا تتعدى 50%، ما السبب فى ارتفاع نسبة الشفاء لديكم؟
لأننا جهة غير هادفة للربح، وبالتالى لا نسعى لكسب الأموال، ونظام التشخيص لدينا عالمى ويمكن أن يأخذ فترة تتعدى 15 يومًا، فنحن نقوم بالمسح الذرى ولا نعتمد على الإشاعات والتحاليل العادية وهذا ضرورى لوضع خطة العلاج المناسبة، ووضع البروتوكول الصحيح للعلاج وهذا من أهم أسباب ارتفاع نسبة الشفاء.
لماذا لا تقبلون من بدأوا علاجهم خارج المؤسسة؟
لأن بعد بداية العلاج فى أى مكان آخر من الصعب التشخيص مرة أخرى بسبب بدء تلقى جرعات من أى علاج، مما يجعل من الصعب علينا تشخيص حالة المرض ودرجته بصورة صحيحة، وهذا عرف فى كل علاجات السرطانات.
والحل الوحيد هو عدم استعجال التشخيص بهدف الربح السريع وإلزام المريض بالمستشفى الذى بدأ فيها وهذا هو المبدأ العلمى فى كل مؤسسات علاج السرطان فى العالم ونحن الوحيدون فى مصر الذين نملك ملف طبى علمى لكل مريض منذ عام 2008 حتى الآن، ولدينا نظام إلكترونى لا يقبل الخطأ، فلا يمكننى حتى لو أردت أن أبدأ علاج مريض قبل انتهاء التشخيص.
هل تقومون بإجراء أبحاث سريرية وتجربون أدوية على المرضى؟
لا يوجد فى 57 أبحاث سريرية، بشكل قاطع وأتحدى من يثبت هذا، لسبب آخر أيضاً أننا فى مصر ليس لدينا إمكانيات إجراء أبحاث سريرية، والقانون الذى صدر أخيراً من مجلس النواب يحاول تنظيم هذا الموضوع، ولكن المشكلة فى الإمكانيات.
وماذا عن دوركم فى البحث العلمى؟
له عندنا أولوية لأننا اكتشفنا أننا لن نستطيع تجاوز نسبة الـ74% الحالية إلا بالبحث العلمى ولدينا 3 أقسام، الأول هو البحث الأساسى أو المبدأى وهذا ينقسم لـ5 تخصصات يرأسها علماء استطعنا إرجاعهم من الخارج ليخدموا بلدهم، وأخرجت بحث فى الفترة الأخيرة نشر باكبر المجلات العلمية، وقريباً نحن فى انتظار طفرة دوائية بعلاج السرطان تشبه ما حدث فى فيروس سى، وهذه الأبحاث ممولة بالكامل من المنح الخارجية وليس من أموال التبرعات.
والقسم الثانى هو بنك الخلايا، أو بنك الأنسجة، ولدينا أكبر بنك أنسجة فى مصر، ولم يكن أحدًا يهتم بها، ويتم فيها أيضًا حفظ البويضات والحيوانات المنوية، لأن الأطفال عندما يكبرون ربما تحدث لهم مشاكل فى الإنجاب، بسب العلاج الكيماوى.
والقسم الثالث هو البحث الإكلينيكى وهو يضم 55 فرداً يراجعون خطة العلاج والرعاية اليومية للمرضى، ويتابعون حضور المرضى وانصرافهم لأن 33% من المرضى لا يملكون ثمن وسيلة المواصلات التى تحضرهم للمستشفى.
كم يتكلف علاج المريض ولماذا لم تنشأوا قسم اقتصادى؟
المريض لدينا يتكلف تقريبًا 923 ألف جنيه أى حوالى مليون جنيه، ولم ننشئ قسم اقتصادى لأننا لا نستطيع أن نطلب من المرضى شهادة غنى أو فقر، ونسبة الأغنياء المصابين بالسرطان قليلة جداً ولن تجدى شيئًا، وهذا أيضًا سيقضى على روح العدالة والمساواة والإنسانية فى المؤسسة.
وماذا عن مرتبات الأطباء والعاملين؟
نحن نعانى من استقالة عدد من الأطباء بسبب قلة العائد المادى، فنحن لا نستطيع إعطاء مرتبات المستشفيات الخاصة، ليس بسبب مادى فقط ولكننا لأننا نقدم قيم مضافة للعاملين هنا كالتأمين الطبى وتمويل الأبحاث ورسائل الماجستير والدكتوراه، وبسبب سمعة المستشفى العالمية أصبح العمل بها قيمة عالية فى المجال الطبى، ولكننا نجد صعوبة فى توظيف استشاريين بالمستوى المطلوب يقبلون بمرتباتنا.
وماذا عن راتب الدكتور شريف أبوالنجا؟
هو أعلنه ولكنه لم يعلن ما سأقوله، وهو أنه متنازل عن 50% من راتبه منذ بداية العمل فى المستشفى زكاة عن نفسه وأولاده وقد شكل مجلس الأمناء لجنة وطلبوا جميع البيانات الخاصة بالمستشفى وبعد التأكد قدموا الشكر للمستشفى ولإدارتها عما تفعله.
وماذا عن ميزانية الإعلانات الضخمة وما أثير عن تساويها مع ما ينفق فى العلاج؟
هذا اتهام مضحك والأرقام التى تم ذكرها غير منطقية، لعدة أسباب أولاً فالقانون يمنع أن يتخطى إنفاقنا على الإعلانات 13% من رأس المال، وتكلفة الإعلانات لدينا لا تتعدى 9%.
ونحن لا نلجأ لشركات الدعاية والإعلان، ولكن لدينا قسم يضم كل التخصصات وكانوا شباب صغار موهوبين، تبنيناهم ورعيناهم حتى أصبحوا كفاءات عالية، وهذا يوفر علينا كثيراً، كما أننا لدينا رعاة كثر نتعمد إعلان أسمائهم فى الإعلانات كإعلان الشاب خالد الأخير، ونحن نلجأ للإعلانات والدعاية بسبب اعتمادنا على تبرعات المواطنين ويجب أن نصل إليهم بجميع الطرق.
ماذا عن الاتهامات المثارة ضد المستشفى؟
مجلس الإدارة المسئول عن محاسبتنا أمام الشعب وطلب كل البيانات التى أثير حولها اللغط وأرسلناها بالفعل وأصدر بعدها بيانًا ينفى الاتهامات وقدم الشكر لإدارة المستشفى ومستعدين لأى استفسارات وقدمنا بلاغات ضد من هاجمونا وننتظر نتيجة التحقيق فيها.
