اعتمد الرئيس الروسى، على استضافة موسكو لكأس العالم لتعزيز الإيرادات بعد أن تسببت العقوبات الأمريكية والأوروبية وانخفاض أسعار البترول فى إغراق البلاد بحالة ركود وبعد أن أنفقت الحكومة الروسية 800 مليار روبل «12.7 مليار دولار» استعدادًا لاستضافة الحدث الكبير.
لكن الخبراء يحذرون من أن النعمة لن تدوم طويلاً دون حدوث تغيير كبير فى الاقتصاد الروسى الذى يعانى من الفساد.
وسلّط تقرير لوكالة «أسوشيتيد برس» الضوء على بعض القطاعات المزدهرة والتى تجنى الأرباح بفضل كأس العالم.
وذكرت الوكالة الأمريكية أن سائقى سيارات الأجرة المستقلين وتطبيقات ركوب المواصلات والمطاعم برزوا ضمن الفائزين الكبار عندما يتجمع المشجعون لمشاهدة المباريات أو الاحتفال بفوز فرقهم.
وشهد مركز تسوق «جى يو إم» والواقع فى مواجهة مبنى الكرملين ارتفاعًا بحركة البيع والشراء بنسبة 80% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضى.
وقال دوغ ستيل، صاحب مطعم «بابا بار آند جريل» إن التأثير هو أعلى بكثير من توقعاتنا وهذا يجعلنا سعداء للغاية.
وأوضح التقرير أن الانتعاش وصل إلى تجار التجزئة حتى أولئك الذين يبتعدون عن العاصمة الروسية موسكو ووضع المدن المضيفة الأخرى على المسار السياحى.
وكشفت البيانات أن مدينة سارانسك، الروسية أنفقت مئات الملايين من الدولارات لبناء ملعب وتوفير النقل لاستيعاب عشرات الآلاف من الزوار الذين هبطوا إلى روسيا لمؤازة منتخباتهم فى الأسابيع الأخيرة.
وقام المواطنون بتأجير شققهم وأبقوا الشركات مفتوحة لساعات عمل إضافية فى وقت متأخر لاستضافة المشجعين بعد المباريات الليلية.
وتسبب الطلب المرتفع بالمطاعم فى كثير من الأحيان فى حدوث نقص بتلبية طلبيات العملاء.
وعزز المشجعون المكسيكيون زيادة الأعمال التجارية فى مدينة يكاترينبورغ، الواقعة فى جبال الأورال حيث زادت عمليات الشراء بالمتاجر الرياضية وقاموا أيضاً بشراء الهدايا التذكارية.
وارتفعت مبيعات حلوى «تشاك تشاك» التقليدية فى مدينة كازان والكعك المحلى «لروستوف» وأنواع الحلوى الروسية الأخرى فى كل مكان.
وأوضح التقرير أن المشجعين قاموا أيضاً بزيارة المعالم الأثرية والمواقع الثقافية مثل متحف الحرب العالمية الثانية فى مدينة فولغوغراد، الروسية.
وذكرت الوكالة الأمريكية أن الأيام المشمسة ودرجات الحرارة المرتفعة فى بعض الأحيان جذبت مشجعى كرة القدم إلى منتجع سوتشى، وهى مدينة تقع فى إقليم «كراسنودار كراى»، على البحر الأسود.
وجذبت مدينة سوتشى، معدلات مرتفعة من الزوار الأجانب الصيف الحالى وعلى رأسهم المشجعين من البرازيل وأستراليا وقاموا بالجلوس على المقاهى الساحلية وزيارة المتنزهات.
وفى مدينة سانت بطرسبورغ، جنى أصحاب القوارب المال من خلال أخذ السياح عبر القنوات البحرية فى المدينة طوال الليل.
وتأمل روسيا فى الحصول على دفعة اقتصادية دائمة تتجاوز بكثير استضافتها لكأس العالم ولكن يجب عليها أولاً تعويض تكاليف الاستعداد لهذا الحدث.
جاء ذلك بعد أن أعلن رئيس الوزراء الأسبوع الجارى أن الحكومة ينبغى عليها أن تنفق 800 مليون روبل إضافى وهو ما يعادل 12.7 مليون دولار للحفاظ على مواقع كأس العالم بعد عودة الحشود إلى ديارهم.
وفى حين أنه من السابق لأوانه تقدير المكاسب الاقتصادية الإجمالية من هذا الحدث إلا أنه ينبغى على الحكومة أن تتوقعه على الأقل حيث تنبأ بها فلاديمير أغييف، خبير قطاع الرياضة فى جامعة موسكو الحكومية مستشهداً بالبيانات الأولية التى تشير إلى أن كأس العالم سيجلب 800 مليار روبل وهو ما يعادل 12.7 مليار دولار.
وحذرت وكالة «موديز» للتصنيف الائتمانى قبيل افتتاح البطولة أنه على الرغم من زيادة عائدات صناعة السياحة فإن كأس العالم ستقدم مساهمة قصيرة الأجل للاقتصاد الروسى.
وبحسب الوكالة فمن المستبعد أن تستمر معظم المناطق المضيفة فى اجتذاب السياح بعد ذلك لأنه من الصعب زيارتها فى ظل موجات البرد الشديدة ويجب عليهم التنافس مع وجهات أكثر جاذبية بأماكن أخرى.
ومع ذلك فإن البطولة تجلب مزايا ملموسة يأمل قادة الأعمال فى جعلها علامة دائمة حيث أفاد جو غبرديس، لدى مركز «جى يو إم» للتسوق فى موسكو بأن كأس العالم لديه تأثير جيد للغاية وسوف يترك انطباعًا جيدًا عن روسيا.