خلال أيام ستعقد دورة جديدة من دورات مؤتمر الشباب، الذى يحضره ويشارك فيه باستمرار الرئيس عبدالفتاح السيسى.. والمؤتمر القادم قد يكون مؤتمراً صعباً فى توقيته وساخناً فى مناقشاته.. فلماذا صعب ولماذا ساخن؟.. هذا المؤتمر سيكون أول ظهور للرئيس السيسى منذ فترة طويلة وتحديداً عقب القرارات الصعبة لزيادة أسعار الكهرباء والوقود وهى فترة لم يعتد الشعب على مثل هذا الغياب للرئيس السيسى الذى كان كل أسبوع إما يحضر افتتاح مشروع وإما يتفقد بعضها ومن خلالها يوجه بعض الرسائل للشعب.
ومن هنا فإن المواطنين ينتظرون لقاء الرئيس ليبرر لهم أسباب هذه الزيادات المتلاحقة ومتى ستنتهى.. ومتى سيجنى المواطن ثمار برنامج الإصلاح.
فالإجابات تتطلب شفافية وتتطلب أيضاً قرارات جريئة لعلاج الآثار السلبية لبرنامج الإصلاح بذات الجرأة فى اتخاذ قرارات زيادة أسعار السلع والخدمات وكيفية تحقيق العدالة فى توزيع الأعباء على فئات الشعب كل حسب قدرة تحمله.. أما سخونة المناقشات المتوقعة فإن كثيراً من التساؤلات باتت فى حاجة إلى إجابات واضحة مرتبطة بسياسات وتوقيتات ولم يعد أحد فى حاجة إلى إجابات عامة أو جمل مطاطية.. نحتاج أن نفهم لماذا التأخير فى تحسين جودة الخدمات للمواطنين رغم الثورة التكنولوجية ولماذا لا نستخدمها.. إلى متى سنعجز عن حل لغز الدعم وإلى متى ستظل حالة الجمود تسيطر على المشهد السياسى ونحن مقبلون على انتخابات برلمانية العام القادم وانتخابات محليات لا أحد حتى الآن يعرف متى ستتم وبأى نظام انتخابى وأين الشباب فى تحمل مسئوليات القيادة وأين الشباب الذين حصلوا على برنامج التأهيل الرئاسى من تولى مناصب قيادية فى قطاعات وأجهزة الدولة.
ومتى ستتجاوز مصر مرحلة صفر المونديال والتمثيل المشرف فى حالة الوصول للنهائيات ولماذا لا تتم محاسبة الخروج المبكر والمزرى للمنتخب فى مونديال روسيا.. ولماذا تنظم قطر كأس العالم 2022 وتتقدم المغرب لتنظيم البطولة ولا نتقدم نحن، لأننا مازلنا لم نتجاوز مرحلة صفر المونديال عندما طلبنا تنظيمه فى عهد الرئيس مبارك، حيث اكتشفنا أننا غير مؤهلين فليس لدينا منظومة واضحة فى كل شىء أو بمعنى آخر ليس لدينا كتالوج لأى خدمة أو لأى قطاع الأمور عشوائية كل أجهزة الدولة وقطاعاتها وخدماتها تفتقد للجودة لأنه لا يوجد نظام أو كتالوج.. حتى الدولة نفسها لا أحد يعرف أى نظام سياسى نعيشه وأى نظام اقتصادى تسير به الأمور.. فلا أحد يعرف حتى الآن موعد انتخابات المحليات وانتخابات مجلس النواب القادمة ستجرى بنظام الفردى أو القائمة أو كلاهما معاً.. ولا أحد يدرى من سيخوض انتخابات الرئاسة القادمة بعد 3 سنوات من الآن.. للأسف إننا مازلنا كما قال الرئيس السيسى فى أحد لقاءاته إننا كنا شبه دولة عقب أحداث 25 يناير.. وهذا حالنا الآن مازلنا نعيش فى مرحلة شبه دولة نعم عادت مؤسسات الدولة وعاد الاستقرار ولكن عادت مؤسسات الدولة بدون الكفاءة المرجوة بعد أحداث ثورتين وعاد الاستقرار، ولكن ليس هناك أمان فمازال المواطن معرض للبلطجة والترويع بالأسلحة وبالكلاب والأطفال تخطف وعصابات الاتجار بالبشر تنتشر والفساد مستشرى ولم يرتدع أحد من الحملات المكثفة للرقابة الإدارية.. لماذا..
سيدى الرئيس ما أطرحه هو حوار الشارع فى كل بيت وعلى المقاهى وفى وسائل المواصلات قد لا تسمعه فى مؤتمر، الناس تنتظر منك الكثير فأنت من أخذت على عاتقك هذا الحمل الثقيل ولكنك آثرت أن تحمله وحدك أنت والجيش المصرى.. ولكن الحمل يثقل والتحديات كثيرة.. فلماذا لا تشارك الشعب فى تحمل المسئولية معك حاورهم ودعهم يحاورونك حتى يكون القرار مشتركاً يتحمل الجميع تبعاته لا تتحمل لوحدك مسئوليته.
سيدى الرئيس لقد أنجزت الكثير فى الفترة الرئاسية الأولى ولا أحد ينكر ذلك إلا جاحد ولكن تحقيق الانتماء وترسيخه أهم من بناء كوبرى أو طريق.. افتح الباب للأحزاب والمؤسسات المجتمع المدنى أن تطرح أفكارها وتناقش بغرض المصلحة العامة، فليس كل من ينتقد أو يعارض هو من أهل الشر.
سيدى الرئيس إن الشعب اختارك وأيدك ووقف بجانبك، لأنه وجد رجلاً أنقذ البلاد فى وقت صعب ووقتها كان الجميع من كل فئات الشعب بجانبك نريد أن نرى هذا المشهد من جديد، ولكن هذه المرة فى حوار وطنى أو فى مشاركة لكل الفئات فى تحمل المسئوليات تجاه الوطن.