المغالاة فى أسعار اللاعبين تنعش آمال مواهب «الدرجة الثانية»
1.2 مليون جنيه أكبر قيمة عقد أبرمه «الإسماعيلى» فى الانتقالات الصيفية
اتجهت أندية الدرجة الأولى فى الدورى الممتاز لكرة القدم للبحث عن لاعبين جدد من أصحاب المواهب أو ما يطلق عليهم «الحريفة» فى أندية الدرجات الأدنى «المظاليم» عبر كشافين، لمواجهة موجة المغالاة فى أسعار اللاعبين التى شهدها الدورى خلال الأشهر الماضية والمزايدات بين الأندية والسماسرة على اللاعبين.
ويأتى هذا الاتجاه من الأندية لتدعيم صفوفها بلاعبين من ذوى المهارات، لكنهم لم يصلوا بعد مرحلة الشهرة ما يقلل التكاليف المالية للتعاقد معهم بأقل، مما هو متداول فى السوق حالياً.
وسبق نادى مصر المقاصة خلال السنوات الماضية، الأندية فى هذا المجال ومنذ وجوده فى بطولة الدورى الممتاز فى موسم 2010 – 2011، قدم عناصر متميزة ضمهم من أندية الدرجات الأدنى وبمقابل مالى بسيط.
وقال وليد هويدى المشرف على الكرة بنادى مصر المقاصة لـ«البورصة»: «كان لدينا خطة محددة أساسها فريق من الكشافين لضم العناصر المتميزة من الدرجات الأدنى، بمقابل مالى بسيط وتقديمهم بأفضل شكل وإشراكهم فى المباريات بصورة منتظمة، ليتألقوا مع الفريق وبالتالى يمكن الاستفادة منهم سواء فنياً أو مادياً.
وأضاف: «كان لدينا فريق من الكشافين يقوده مجدى عاشور يعمل فى كل أنحاء الجمهورية لضم لاعبين موهوبين يمكن أن يستفيد منهم النادى».
وذكر أن نادى مصر للمقاصة ضم أيمن حفنى من البدرشين مقابل 100 ألف جنيه، ومحمود عبدالعاطى «دونجا» من نجوم المستقبل فى صفقة انتقال حر، ومحمد جابر «ميدو» من الألمونيوم مقابل 600 ألف جنيه، وكانت صفقة كبيرة فى وقتها، ورشحه الحكم المعتزل حسن أنور الذى يعمل حالياً بالنادى، وأحمد الشيخ من تليفونات بنى سويف مقابل 200 ألف جنيه، وحسين الشحات من الشرقية للدخان مقابل 500 ألف جنيه قبل أن يتم بيعه للعين الإماراتى مقابل 3.15 ملايين دولار.
وأضاف أن وضع اللاعبين تحت المراقبة طوال موسم بالكامل، واكتشاف قدراتهم وتوظيفهم فى الأماكن التى يُجيدون فيها، والدفع بهم بشكل منتظم هى الشروط الاساسية لنجاح هذه التجارب، كما حدث مع مصر للمقاصة».
وخلال الفترة الماضية ضم النادى الأهلى يوسف الجبالى لاعب الشمس مقابل مليون جنيه، ومصطفى البدرى لاعب أسوان مقابل 3 ملايين جنيه، وأحمد علاء مدافع الداخلية مقابل 10 ملايين جنيه، وعمار حمدى لاعب النصر بنفس المقابل، مع الوضع فى الاعتبار أن هذه الأرقام لم تعد كبيرة فى ظل رغبة الإسماعيلى فى بيع لاعبه محمود متولى مقابل 60 مليون جنيه، وانتقال محمد مجدى «أفشة» لاعب إنبى إلى الأسيوطى «بيراميدز» مقابل 30 مليون جنيه، كما أن الأهلى نفسه اشترى اللاعب صلاح محسن من إنبى مقابل 42 مليون جنيه قبل نهاية الموسم الماضى.
وقال ربيع ياسين المدير الفنى لمنتخب مصر للشباب لكرة القدم مواليد 2001، إن الخطوة التى انتهجتها الأندية لمحاربة الارتفاع الكبير فى سوق انتقالات اللاعبين جاءت متأخرة كثيراً، لأن مصر مليئة بالمواهب التى يمكن الاستفادة بها.
وأشار إلى أن دولة مثل كرواتيا عدد سكانها 4 ملايين نسمة وصلت نهائى كأس العالم وعدد سكان مصر يتجاوز 100 مليون نسمة، لذلك لابد من السعى وراء اكتشاف اللاعبين الصغار فى الأقاليم».
وأضاف أن قطاع الناشئين فى الأندية يحتاج للاهتمام من الإدارات للاستفادة بالعناصر المميزة، فليس من المنطقى ألا يستفيد النادى من كل هؤلاء اللاعبين الذين يقدم لهم الرعاية والدعم وفى النهاية لا يجدون لهم مكاناً فى الفريق الأول، ويضطرون للانتقال للأندية الأخرى، وهو ما يعد خسارة كبيرة لناديهم، ويقتل كذلك الطموح لدى اللاعبين لشعورهم بانعدام الحصول على الفرصة مع أنديتهم.
وختم ربيع ياسين: «لابد من العمل بجد للكشف عن المواهب على مستوى مصر، وكذلك الاهتمام بقطاع الناشئين، وتدخل الدولة من خلال تقنين أسعار اللاعبين بدلاً من الأرقام الخيالية التى نسمع عنها فى سوق انتقالات اللاعبين، كى نستطيع التصدى لهذه الظاهرة التى باتت تؤثر بشكل كبير على جودة اللاعبين المصريين فيما يخص المنتخبات على مستوى الناشئين والشباب والأوليمبى والمنتخب الأول».
وحقق النادى الأسماعيلى إيرادات كبيرة من الانتقالات الصيفية، ببيع محمد فتحى للأسيوطى «بيراميدز» مقابل 28 مليون جنيه، ودييجو كالديرون للفيصلى السعودى مقابل مليون و450 ألف دولار، وإعارة محمد عواد مقابل 1.5 مليون دولار للوحدة السعودى، وبيع إبراهيم حسن وبهاء مجدى للزمالك مقابل 20 مليون جنيه.
كما ضم محمد مجدى ومحمد الشامى واتبع النادى سياسة مختلفة فى تعاقداته هذا الصيف اتخذت مسارين، أولهما التعاقد مع لاعبين بعقود حرة منهم عصام الحضرى والتونسى لسعد الجزيرى والكاميرونى ماندوجا، والثانى التعاقد مع لاعبين صغار مقابل مبالغ صغيرة أو عقود حرة مثل النيجيرى الشاب تارو «انتقال حر»، وسليم عبدالخالق من الأسيوطى «انتقال حر» ومكرم عبدالمجيد من صيد المحلة مقابل 150 ألف جنيه، ومحمود علاء وعبدالخالق عواد من طوخ، وكانت أكبر قيمة مالية دفعها الإسماعيلى فى الانتقالات الصيفية هى مليون و200 ألف جنيه لشراء عقد طارق طه من نادى سموحة، وعلاء عبدالعظيم من المنصورة مقابل 800 ألف جنيه.
نتاج تجربة المقاصة فى تجربة «الحريف»
أيمن حفنى من البدرشين مقابل 100 ألف جنيه
أحمد الشيخ تليفونات بنى سويف 200 ألف جنيه
ميدو جابر الألمونيوم 600 ألف جنيه
حسين الشحات الشرقية للدخان 500 ألف جنيه
محمود عبدالعاطى «دونجا» نجوم المستقبل «انتقال حر»
كتب: عبد الرحمن الشويخ