بقلم / صلاح الدين علوى
رئيس مجلس إدارة والعضو المنتدب شركة جوبيتر كومز
العلاقات العامة فن يسبقه علم.. والشغف بالعلاقات العامة هو أساس نجاحك فى العمل بها
إذا كانت الأشياء تُؤخذ بالحجم، لكان الفيل ملك الغابة.. أؤمن جداً بهذه المقولة.. وأطبقها فى حياتى العملية والمهنية..
حتى بعد 10 سنوات من الآن.. ستبقى العلاقات العامة PR فناً يتبع علماً.. فهى فن يتعلمه الذى يحبون هذه المهنة ويتعلمون أصولها وكيفيتها وأخلاقيتها بعيداً عن المتطفلين..
فالعلاقات العامة هى علم وفن التأثير على الرأى العام فى كل صورة بما فى ذلك الدائرة الضيقة من الأسرة والعائلة ومروراً بالدائرة الأوسع من الأقارب والأصدقاء والزملاء ووصولاً إلى الدائرة الأكثر اتساعاً من أفراد المجتمع الواحد والشركات والمؤسسات والحكومات والشعوب.
لا أشك فى أن صناعة العلاقات العامة ستواصل تطورها لتكون أكثر قوة وتصبح إحدى المجالات الإستراتيجية التى لا يختلف عليها القاصى والدانى سيكون لها قانون ووضع تشريعى وأسسٌ للعمل بها.. سيتم تقنينها كمسمى بعيداً عن كلمة الاستشارات والتسويق.. فهى مجالٌ قائم بذاته يعمل به مجموعة من المحبين له والقائمين عليه.
فالمسئول عن العلاقات العامة هو شخص شغوف بهذه المهنة.. يمثل الشغف لديه أساس العمل بها لصعوبتها وأهمية أن تكون منتبهاً طوال يومك فى إجازاتك قبل أيام عملك وفى ساعات راحتك قبل ساعات وظيفتك.. فمهنة العلاقات العامة ليست مجرد وظيفة يمتهنها كل من أراد الوجاهة الاجتماعية، بل هى مهنة يمارسها وينجح فيها كل شغوف بها.. كل محب لها..
هذا شعارنا فى جوبيتر كومز، الشركة التى أسَّسها مجموعة من الشباب الشغوف بعلم وفن العلاقات العامة بكل جوانبها، والتى تعمل منذ تأسيسها على قيادة التغيير فى هذا مجال من خلال توفير مجموعة مبتكرة ومختلفة من الخدمات المتكاملة لتحقيق الأهداف المرجوة، هذا إلى جانب تقديم التدريب التطبيقى بعيداً عن النظريات لخلق مجموعة من الكوادر فى السوق.
كما نسعى دائماً إلى التأقلم والتفاعل مع التحولات الجديدة التى تشهدها المنطقة ككل، بل وصنعها أيضاً – من خلال نافذة استشرافية تقوم على الرصد، والتحليل، واتخاذ الخطوات الإجرائية للتعامل مع سيناريوهات السنوات المقبلة.
والشغف بالعلاقات العامة يجعلك متيقظاً ومتابعاً لكل ما يجرى حولك سواء فى الإعلام أو فى الرياضة أو فى الاقتصاد بجميع مجالاته أو فى الفن أو فى الأخبار التى أصبحت تصلنا فى حينها مع التطور التكنولوجى وكل ما يتناقله الناس فى أى مكان وزمان.. فقد تولد الفكرة التى تحقق الهدف من رحم المتابعة.. من رحم الاهتمام بالتفاصيل.. من رحم حب هذا المجال والإخلاص له.. من رحم التفانى فى العمل.. قطعاً لا أضعه فى مقامٍ ننسى فيه حياتنا وواجباتنا ومعتقداتنا، ولكنى أقول أنه لا نجاح لمسئول بالعلاقات العامة إلا من خلال الشغف بهذا المجال.
لذا قلت فى البداية أن المسألة لم تكن أبداً بكبر الحجم وكبر المؤسسة وبالكَمّ.. وإنما بجودة ما يقدمه أفرادها وبشغفهم بهذا المجال الذى يدفعهم لتقديم كل ما هو جديد وإلى الإبداع والوقوف على كل ما هو حديث ومتطور.
لم تعد مناحى الحياة بالحجم الأكبر بل بجودة ما تقدمه لشريك النجاح بعد التعلّم والقدرة على تقديم كل ما هو جديد، ما تقدمه من تقنيات وأساليب تخدم بها جميع المعنيين بالأمر من عملاء ومن أفراد ومجموعات وشركات وحكومات.
فالعلاقات العامة.. ليست مجرد مهنة للوجاهة الاجتماعية أو وضع أموال واستخدام سُلُطات فى مؤسسة لجذب مجموعة من العملاء للتربّح منهم.. بل أساسها التعاون وبناء العلاقات والحفاظ على معانى الإنسانية، لأن هذا المجال ببساطة يضم بين جوانبه كل ما نقوم به من إنسانيات و«إتيكيت» فى حياتنا اليومية السليمة.
العلاقات العامة هى شغف وعلم وفن.. فى البداية نحبها ونعشقها، ثم نتعلمها ونعرف أصولها وأخلاقياتها، وبعد ذلك يتسع لنا المجال لنبدع ونتفنن فيها.