قبل 10 سنوات قرر مجدى يعقوب، جراح القلب العالمى، إنشاء مؤسسة أهلية مصرية غير هادفة للربح تعمل فى مجال الرعاية الصحية لتلبية الحاجة الملحة للعلاج المجانى من أمراض القلب للصغار والكبار، إضافة إلى تطوير الأبحاث الطبية، وإعداد جيل جديد من الكوادر والمتخصصين فى جراحات القلب.
منذ العام الأول لانطلاق مؤسسة «مجدى يعقوب» التى اختارت بلاد النوبة لتقديم خدماتها الخيرية، شرعت المؤسسة فى تحقيق أهدافها الثلاثة فى أسرع وقت ممكن، إذ بدأت فى إنشاء مركز أسوان الطبى الذى يقدم أعلى مستوى من الخدمات الصحية الأساسية المجانية للأقل حظا بأعلى معايير دولية، ووضع اللبنة الأولى فى إنشاء مركز أبحاث القلب الدولى الذى يساهم فى تقدم العلم والتكنولوجيا على مستوى العالم، إضافة الى تطوير مجموعة من الأطباء والعلماء وعلماء الأحياء من ذوى الخبرة المتراكمة فى هذا المجال الحيوى.
لم يكن مركز «يعقوب» مجرد مرفق طبى مميز يقدم خدمات طبية مجانية لفقراء الجنوب فحسب، بل كان سلاحاً رفع فجأة فى وجه مركزية الخدمة الصحية، التى تخدم قلب الدولة على على حساب أطرافها، وأملاً دب فى صدور فقراء الجنوب غير القادرين على تحمل تكاليف السفر للقاهرة قبل دفع تكاليف العلاج.. وحلمًا للدولة التى افتقرت للتميز الطبى فى شتى المجالات لسنوات طويلة.
بعد نحو 8 سنوات من نجاح مركز أسوان للقلب فى تقديم الخدمات الطبية المميزة لآلاف المصريين فى جميع أنحاء الجمهورية،
تدخل مؤسسة مجدى يعقوب مرحلة جديدة من التأثير، لكن هذه المرة على النطاقين العربى والأفريقى، إذ أعلن يعقوب، مايو الماضى، عن اعتزامه وضع حجر الأساس للمركز العالمى للقلب والأبحاث بأسوان لعلاج المزيد من الحالات غير القادرة على تحمل نفقات العلاج الباهظة بالمجان، ووضع مصر على الخريطة العالمية للأبحاث المتعلقة بأمراض القلب.
حلم «يعقوب» الذى يعتزم تحقيقه سيقع على ضفاف نيل أسوان على مساحة 37 فداناً بتكلفة 350 مليون دولار، من المتوقع أن يفتح أبوابه لاستقبال 80 ألف مريض بالعيادات الخارجية وإجراء 12 ألف عملية قلب مفتوح وقسطرة علاجية سنويًا، إضافة إلى إجراء مئات الجراحات الدقيقة للحالات المرضية غير القادرة بدلاً من السفر للخارج، ستكون بداية انطلاقة حقيقية لصناعة الصحة، وتحقيق عوائد دولارية كبيرة وتوفير خدمات طبية لائقة للمواطنين، إّذا تم تعميمها على أكثر من تخصص طبى.
يحلم «يعقوب»، بأن تنجح تجربته فى وضع مصر على الخريطة العالمية للأبحاث المتعلقة بأمراض القلب، ونحلم معه أن يكون المركز نواة لتقديم خدمات حقيقية للسياحة العلاجية، التى يمكن أن تحقق عوائد أعلى من إيرادات قناة السويس والسياحة مجتمعين إذا شرعت الدولة فى تنفيذ خطط حقيقية لتحقيق اعلى استفادة منها، وأن تكون أسوان بداية لإعادة توزيع الخدمات الصحية بشكل عادل على جميع المحافظات بدلاً من تركزها فى نطاق واحد.