عمقت الليرة خسائرها عقب تصريحات للرئيس التركي “رجب طيب إردوغان” بالإضافة إلى تلميحات من نظيره الأمريكي “دونالد ترامب” بتقييد العلاقات التجارية مع أنقرة.
وفي ظل التراجع الحاد إلى مستويات قياسية أمام الدولار، دعا “إردوغان” الأتراك إلى تحويل العملة الصعبة والذهب التي بحوزتهم إلى ليرة من أجل دعمها معلقا: “تركيا سترد على من شنوا حربا اقتصادية ضدها”.
وخاطب أردوغان حشدا في مدينة بايبورت بشمال شرق البلاد قائلا ”الدولار لا يستطيع عرقلة مسيرتنا. لا تقلقوا“.
”هكذا سيكون رد شعبنا على من يشنون حربا اقتصادية ضدنا“.
ترجع الخسائر الحادة لليرة اليوم إلى المخاوف بشأن نفوذ أردوغان على السياسة النقدية والعلاقات المتدهورة مع الولايات المتحدة مما أطلق حالة فزع في السوق نالت أيضا من أسهم البنوك الأوروبية.
وقال أردوغان إن تركيا تواجه تقلبات مالية مصطنعة وإن على الشعب ألا يولي انتباها كبيرا لأسعار الصرف الأجنبي وأن يركز بدلا من ذلك على ”الصورة الكبيرة“.
على الجانب الآخر، صرح الرئيس الأمريكي “ترامب” بأن إدارته سوف تضاعف الرسوم الجمركية على واردات واشنطن من الصلب والألمنيوم من تركيا، في تصعيد للأزمة بين البلدين.
وقال ترامب في تغريدة على تويتر صباح يوم الجمعة ”أصدرت للتو أمرا بمضاعفة رسوم الصلب والألومنيوم فيما يتعلق بتركيا في الوقت الذي تتراجع فيه عملتهم، الليرة التركية، تراجعا سريعا أمام دولارنا القوي جدا!“
وأضاف ”رسوم الألومنيوم ستصبح 20 بالمئة والصلب 50 بالمئة. علاقاتنا مع تركيا ليست جيدة حاليا!“
جاء إعلان ترامب بعد أقل من ساعة على حث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأتراك على المساعدة في الدفاع عن البلاد في مواجهة ما وصفها بحرب اقتصادية على أنقرة. وناشد أردوغان حشدا في مدينة بايبورت تحويل الدولار والذهب إلى الليرة لدعم العملة المتراجعة.
وفي مارس آذار، فرضت الولايات المتحدة، أكبر مستورد في العالم للصلب، رسوما بنسبة 25 بالمئة على واردات الصلب وعشرة بالمئة على واردات الألومنيوم من مجموعة دول.
ومنذ ذلك الحين تدهورت علاقتها مع تركيا، سادس أكبر مُصدر للصلب إلى الولايات المتحدة، مما دفع أنقرة إلى إرسال وفد هذا الأسبوع إلى واشنطن للاجتماع مع وزارتي الخارجية والخزانة. لكن تلك المحادثات التي جرت يوم الخميس لم تُظهر دلائل على إحراز تقدم.
وإطلاق سراح برانسون، المقبوض عليه منذ 2016، أولوية قصوى للولايات المتحدة التي تخوض نزاعا مع تركيا بشأن احتجاز ثلاثة موظفين محليين في السفارة الأمريكية وقضايا تجارية وخلافات بشأن سوريا.
وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات ضد وزيري العدل والداخلية التركيين بسبب عدم إطلاق سراح قس أمريكي اتهمته أنقرة بالتورط في أعمال إرهابية.
وعلى أثر هذه الأنباء السلبية، قفز الدولار الأمريكي بنسبة 20.2% إلى 6.670 أمام الليرة التركية في تمام الساعة4:35 مساءً بتوقيت مكة المكرمة.
وقال الكرملين في بيان إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ناقش العلاقات الاقتصادية والتجارية في اتصال هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان يوم الجمعة.
وأضاف الكرملين أن الزعيمين تحدثا أيضا عن نجاح مشاريع إستراتيجية مشتركة بين البلدين، وخصوصا في مجال الطاقة.
ارتفعت أسعار الذهب يوم الجمعة مع تعزز الطلب على المعدن كملاذ آمن بفعل أزمة الليرة التركية بينما يشهد الدولار صعودا أيضا مما يرفع تكلفة الذهب لمشتريه بالعملات الأخرى.
وتدافع المستثمرون على الدولار كملاذ آمن في ظل انهيار العملة التركية بما يصل إلى 23 بالمئة إلى مستوى قياسي منخفض وانحدار الروبل الروسي إلى أقل سعر له في أكثر من عامين وملامسة اليورو والجنيه الاسترليني أضعف مستوياتهما في عام.
وقال أولي هانسن المحلل في بنك ساكسو إنه مع امتداد اضطرابات تركيا إلى أسواق أخرى فإن الذهب، الذي ينظر إليه تقليديا كاستثمار آمن في أوقات الضبابية، قد استقطب بعض الاهتمام الإضافي.
وأضاف ”هناك معركة قائمة بين تعزز الدولار وبعض الطلب على الملاذات الآمنة الناشئ عن خطر انتقال عدوى انهيار الليرة.“
وفي الساعة 1345 بتوقيت جرينتش كان السعر الفوري للذهب مرتفعا 0.2 بالمئة عند 1214.71 دولار للأوقية (الأونصة) مع صعود الدولار مقابل سلة عملات رئيسية. ويتجه الذهب لإنهاء الأسبوع دون تغير يذكر بعد تراجع السعر لأربعة أسابيع متتالية.
وارتفعت عقود الذهب الأمريكية الآجلة 0.2 بالمئة إلى 1222.80 دولار للأوقية.
هوى الذهب 11 بالمئة من ذروة أبريل نيسان إلى أدنى مستوى في عام 1204 دولارات المسجل الأسبوع الماضي مع صعود الدولار إلى أعلى مستوياته في 13 شهرا وسط تخارج المستثمرين من مراكز الذهب وبدء المضاربة على انخفاض أسعاره.
ونزلت الفضة 0.1 بالمئة في المعاملات الفورية إلى 15.39 دولار للأوقية وانخفض البلاتين 0.1 بالمئة أيضا إلى 829.49 دولار بينما ارتفع البلاديوم 0.4 بالمئة إلى 910.80 دولار للأوقية.