على والى يكتب: الملاك أشرف مروان 14 سبتمبر القادم

فى 6 أكتوبر 1973، نجحت القوات المصرية فى تدمير خط بارليف المنيع والعبور إلى الضفة الشرقية لقناة السويس. فى 27 يونيو 2007، توفى أشرف مروان زوج منى جمال عبدالناصر والرجل الثانى فى مصر فى وقت السادات واختفت مذكراته التى كان ينوى نشرها فى 6 أكتوبر 2007 حسب ما تم ذكره فى كتاب «الملاك» للكاتب الإسرائيلى يورى بار يوسف الذى كان يعمل محلل استخبارات فى جيش الدفاع الإسرائيلى.
فى 14 سبتمبر 2018 القادم ستنشر نتفليكس Netflix فيلم عن كتاب الملاك وكيف أنقذ أشرف مروان إسرائيل.
وأرى أن الحكومة المصرية لابد أن تجهز الرد بفيلم ومسلسل وحوارات مع عائلة أشرف مروان لتلافى أى تأثير ممكن أن يحدثه الفيلم.
لقد انتهيت من قراءة الـ320 صفحة لهذا الكتاب المكتوب باللغة الإنجليزية والذى يذكر الكاتب به أن أشرف مروان كان جاسوسا لإسرائيل وليس لمصر ويذكر فيه الكثير من الأدلة أهمها أن:
– أشرف مروان أعطى الكثير جدا من المعلومات الحساسة على الجيش المصرى فى الفترة من 1971-1973 وأنه فى كل مرة كان الموساد يذهب للتأكد من هذه المعلومات كان يجدها صحيحة %100.
– أشرف مروان أخبر الإسرائيليين بميعاد الحرب يوم 6 أكتوبر 1973 ولكنه ذكر أن التوقيت هو 6 مساء وليس 2 ظهرا.
– أن طريقة القتل تمت بنفس الطريقة لليثى ناصف ولما حدث لسعاد حسنى بجانب أن مصر انتصرت فى هذه الحرب وأن السادات نجح فى خداع إسرائيل وأن عائلة أشرف مروان تؤكد أن أشرف مروان كان يعمل لصالح مصر وأن السادات كان يقضى معظم وقته أثناء الحرب فى بيت أشرف مروان فبعد قراءتى للكتاب تأكد لى أن أشرف مروان كان يعمل لصالح مصر وذلك للأسباب التالية التى تم ذكرها داخل الكتاب:
– السبب الأول هو أن السادات أعطى لأشرف مروان وسام الجمهورية من الدرجة الأولى (أعلى وسام فى الدولة) عام 1978 لدوره فى نجاح الضربة الجوية فى حرب أكتوبر 1973، لم يأخذ وساماً على دوره فى حرب أكتوبر ولكن بالتحديد على دوره فى نجاح الضربة الجوية التى تمت فى أول ساعتين وذلك يؤكد أن السادات يعرف ويقدر دور أشرف مروان.
– السبب الثانى هو أنه تم تضليل إسرائيل وجهاز المخابرات لديها (الموساد) طيلة شهر سبتمبر 1973 بتخطيط بين السادات وأشرف مروان، ففى فبراير 1973 فجرت إسرائيل طائرة مملوكة للطيران الليبى كانت قادمة من بنى غازى للقاهرة ضلت طريقها ووصلت إلى سيناء، عندما حاول قائد الطائرة الهروب اصطادته المقاتلات الإسرائيلية وأوقعت الطائرة المدنية ومات بها حوالى 120 شخصاً من بينهم سلوى حجازى المذيعة المشهورة فى التلفزيون المصرى، أراد القذافى إيقاع طائرة مماثلة للعال (الطيران الإسرائيلي)، حاول السادات إيقافه ولكن بعد إصرار القذافى اتفقا على إيقاع طائرة العال القادمة من روما إلى تل أبيب فى شهر سبتمبر 1973، والخطة كانت كالتالى طبقا لما جاء فى الكتاب: طلب أشرف مروان صاروخين وقاذفة صواريخ إلى مكتب رئيس الجمهورية، طلب من منى عبدالناصر أن تسافر مع ووضعها فى أمتعتها، بما أنها ابنه رئيس جمهورية سابق لم يتم تفتيش الأمتعة ودخلت الصواريخ فى روما وقابل أشرف مروان المجموعة الإرهابية المنفذة فى شارع فيا فينيتو via Veneto الشهير، المهم الخطة المتفق عليها بين السادات ومروان هى أنه فى آخر لحظة يتم إبلاغ السلطات الإيطالية وتفشل الخطة ولا يتم قتل المدنيين. الذى يقوله الكتاب إن ما لا يعرفه السادات أن مروان أبلغ الموساد وأن رئيس الموساد بنفسه كان متواجداً فى إيطاليا لجعل المحاولة الإرهابية تفشل وأن الموساد هو الذى أبلغ السلطات الإيطالية، وفشلت المحاولة كما هو مخطط لها من السادات. ولكن الميزة الكبرى لمصر من تلك القصة أن الموساد الإسرائيلى تم شغله فى قصة فرعية فى الشهر السابق للحرب بينما كان السادات يخطط للحرب وآخر معلومة أعطاها مروان كانت فى آخر شهر أغسطس أن السادات ينوى الحرب فى آخر السنة، وأنا أرى أن هذه من أكبر خطوات التمويه التى نفذها السادات وتؤكد على خداع مروان لإسرائيل وتضليلهم بأحداث فرعية عن الهدف الرئيسى وقتها وهو الحرب.
– السبب الثالث هو أن الكاتب الإسرائيلى أهرون برجمان ذكر أيضا طبقا للكتاب أنه تحدث مع أشرف مروان عدة أيام قبل وفاته وأن أشرف كان ينوى نشر مذكراته فى 6 أكتوبر 2007 والتى كانت ستكون مثل «القنبلة» «يحكى بها كيف خطط مع السادات وطبخا هذه الخدعة».
الكتاب تم كتابته لأن إيلى زيرا Eli Zeira رئيس المخابرات الحربية الإسرائيلى وقت حرب 1973 كتب مذكراته عام 1993 والتى نشر بها أن المصدر الأساسى الذى اعتمدت عليها إسرائيل وقت الحرب هو فى الحقيقة كان يعمل لمصر. تتابع بعد ذلك اثنين من الصحفيين ونشرا تحليلهم وبيانات أخرى عن ذلك المصدر وأكدا أنه كان يعمل لصالح مصر وبحلول عام 2002 كان اسم أشرف مروان قد تم كشفه للعامة.
فى عام 2004، استضاف التليفزيون الإسرائيلى إيلى زيرا فى حديث والذى أكد أن أشرف مروان خدع إسرائيل. فى الأسبوع التالى، استضاف نفس البرنامج زفى زامير Zvi Zamir رئيس الموساد وقت الحرب الذى أكد أن إيلى زيرا مخطئ وأن أشرف مروان كان يعمل لإسرائيل، احتد الخلاف بين الرجلين حتى وصل للمحاكم الإسرائيلية فى عدة قضايا تم الحكم فيها فى 7 يونيو 2007 (20 يوماً قبل مقتل أشرف مروان) بأن إيلى زيرا مخطئ بكشف اسم الملاك أشرف مروان.
فى الأيام التالية كان يجهز أشرف مروان رده فى صورة نشر لمذكراته ولكنه لم يستطع وتوفى (أو تم قتله) يوم 27 يونيو 2007.
من وجهة نظرى، الناس لا تقرأ مثلما كانت تقرأ فى الماضى ولكنها «تتفرج» على التليفزيون والإنترنت بكثافة وبالتالى هذا الفيلم سيكون له تأثير سيئ فى مصر ولابد من وضع خطة مضادة لتلافى تأثيره.
أرى أننا لابد أن نجهز مجموعة حوارات مع المقربين من أشرف مروان فى تلك الفترة الحرجة فى تاريخ مصر الحديث لكى يعرف الناس وجهة النظر المصرية أولا.
وأرى أننا لابد أن نجهز مسلسلاً أو فيلماً عن حياة أشرف مروان طبقا لكثير مما جاء فى الكتاب ولما نعرفه من عائلته وأصدقائه ومن عملوا معه، فالكتاب يكفى لكى يقنعك بأنه عمل لمصر ولكنه مكتوب بطريقة يحاول إقناعك بالعكس.
المدة المتبقية لنشر الفيلم فى 14 سبتمبر 2018 هى مدة قليلة ولكنها كافية لتجهيز بعض الرد الوقائى.