سى إن إن مونى: عملات تركيا والأرجنتين والهند والبرازيل وروسيا فى أزمة
تتعرض عملات اﻷسواق الناشئة إلى الانهيار، بدءا من البيزو الأرجنتيني وحتى الليرة التركية، فقد انغمس اقتصاد كلا البلدين في حالة من الاضطراب في عام 2018، حيث تراجعت العملات وتعرضت لضغوط ناجمة عن مجموعة من القوى، بما في ذلك ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية والصدامات السياسية والحرب التجارية العالمية.
وكشفت الضغوط مواطن ضعف العديد من الأسواق الناشئة، خاصة الاعتماد على التمويل من المستثمرين الأجانب، الذين هم أكثر عرضة لسحب أموالهم مع انخفاض قيمة العملات المحلية.
وقالت شبكة “سى إن إن مونى” اﻷمريكية إن المخاوف المتعلقة بالأرجنتين وتركيا دفعت المستثمرين القلقين إلى الانسحاب من الاقتصادات الأخرى التي ينظر إليها باعتبارها هشة، لتسلط بذلك الضوء على خمسة من أكبر الاقتصادات النامية الرئيسية في العالم التي تقع ضحية للانهيار في اﻷسواق الناشئة، وهي:
تركيا
تسبب مزيج قوي من السياسات التصادمية وارتباك السياسة الاقتصادية ورفع أسعار الفائدة الأمريكية في انهيار قيمة العملة التركية بأكثر من 40% مقابل الدولار اﻷمريكي منذ يناير الماضي.
كما سعت العديد من الشركات التركية إلى خفض تكاليف الاقتراض في السنوات الأخيرة عن طريق الحصول على قروض بالعملات الأجنبية، ولكن المراقبون يشعرون بالقلق من تخلف الشركات الآن عن سداد القروض لأن العملاء يدفعون بالليرة.
وقال المحللون، إن الضرر الذي لحق بالاقتصاد يظهر بالفعل في البيانات الاقتصادية، فالانخفاض الكبير في قيمة الليرة ترك اﻷفراد والشركات التركية فجأة في أسوأ حال، مما أضر بالإنفاق الاستهلاكي والثقة في الأعمال التجارية.
وقال جيسون توفي، كبير خبراء الاقتصاد المختص في شئون اﻷسواق الناشئة لدى مؤسسة “كابيتال إيكونوميكس”، في مذكرة للعملاء أصدرها مؤخرا، إنه لا يوجد مفر من حقيقة معاناة الاقتصاد التركي من تراجع كبير.
اﻷرجنتين
انخفض البيزو الأرجنتيني إلى أكثر من النصف مقابل الدولار اﻷمريكي منذ بداية العام الجاري.
ومع مواصلة انخفاض قيمة العملة، طلبت الحكومة اﻷرجنتينية من صندوق النقد الدولي بتسريع الإفراج عن دفعة بقيمة 50 مليار دولار من القرض المشروط المتفق عليه في بداية العام الجاري.
ورفع البنك المركزي الأرجنتيني، في نهاية اﻷسبوع الماضي، سعر الفائدة الرئيسي من 45% إلى 60%، في محاولة منه لتشجيع المستثمرين على التمسك بعملة البيزو، ولكن هذه الخطوة الاستثنائية أخفقت في وقف انهيار العملة.
وأوضح البنك المركزي أنه يخطط للحفاظ على أسعار الفائدة عند هذا المستوى حتى ديسمبر المقبل على الأقل، بينما يعتقد بعض المحللين أن سعر الفائدة لن يبدأ في الانخفاض حتى منتصف العام المقبل.
وقالت وكالة موديز للتصنيفات الائتمانية إن ما يقرب من 70% من ديون الحكومة اﻷرجنتينية بالعملات الأجنبية، وهو ما سيصبح أكثر صعوبة في الدفع مع انخفاض البيزو.
الهند
انخفضت الروبية الهندية إلى مستوى قياسي جديد لها مقابل الدولار اﻷمريكي، الجمعة الماضية، كجزء من عمليات البيع الأوسع في الأسواق الناشئة، كما أن قيمتها انخفضت بنسبة 10% تقريبا منذ بداية العام الجاري.
ولم يظهر اقتصاد الهند العديد من علامات الضعف حتى الآن، فهو الاقتصاد الرئيسي الأسرع نموا في العالم خلال الفترة الراهنة، ولكنه يواجه رياحا عكسية خطيرة، فهو يعتمد بشكل كبير على واردات الطاقة، مما يضعه في موقف ضعيف مع ارتفاع أسعار البترول، حيث ساعد هذا اﻷمر في رفع معدلات التضخم إلى مستويات غير مريحة بالنسبة للبنك المركزي الهندي.
بالإضافة إلى ذلك، هناك عوامل أخرى تؤثر على العملة المحلية، من بينها الحرب التجارية العالمية ورفع البنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة اﻷمريكية، مما يجعل الأصول المسعرة بالروبية وعملات الأسواق الناشئة الأخرى أقل جاذبية.
البرازيل
أثرت اﻷوضاع السياسية بشكل كبير على العملة البرازيلية في الأشهر الأخيرة، حيث انخفضت قيمة الريال البرازيلي بنسبة 20% مقابل الدولار منذ بداية يناير الماضي.
وتعرضت العملة لضغوط في بداية العام بسبب قيام سائقي الشاحنات بإضراب شامل في جميع أنحاء البلاد، مما أدى إلى ارتفاع التضخم وعرقلة النمو الاقتصادي.
وقال جوستافو رانجيل، كبير خبراء الاقتصاد لدى مجموعة “إي.إن.جى” المالية العالمية إن البنك المركزي البرازيلي لديه الكثير من الذخائر في شكل احتياطيات من النقد الأجنبي للتصدي لمزيد من الانخفاضات في العملة إذا لزم الأمر ذلك.
ويبدو أن الانتخابات الرئاسية المقرر انعقادها في أكتوبر المقبل تثير قلق المستثمرين الذين يأملون انتخاب الشعب البرازيلي لزعيم مؤيد للأعمال التجارية وقادر على إجراء إصلاحات مالية كبيرة، ولكن استطلاعات الرأي الأخيرة تظهر دعما قويا للمرشحين اليساريين مثل الزعيم السابق المسجون لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.
روسيا
تراجع الروبل الروسي في الأشهر الأخيرة في مواجهة العقوبات الاقتصادية، حيث انخفضت قيمة العملة الروسية بنحو 15% مقابل الدولار اﻷمريكي خلال العام الجاري.
وقال التقرير الذي أصدرته الشبكة اﻷمريكية إن روسيا عانت لسنوات من ضغوط ناجمة عن العقوبات الغربية، التي فرضت نتيجة تورط البلاد في الصراع في أوكرانيا، مشيرا إلى أن الضغوط تزايدت خلال العام الجاري بعد أن ربطت بريطانيا الكرملين بمحاولة قتل العميل الروسي المزدوج السابق سيرجي سكريبال، حيث أقرت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على العديد من الأفراد والشركات الروسية.
كما أن المستثمرين يخشون احتمالية فرض مزيد من العقوبات، بما في ذلك تدابير تستهدف البنوك وشركات الطاقة.
وبالإضافة إلى ذلك، عانت روسيا، مثل العديد من الدول اﻷخرى، من التعريفات الجمركية الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة على واردات اﻷلومنيوم والصلب.