أكد المهندس هشام عرفات وزير النقل، أن هناك العديد من المؤشرات الإيجابية في الاقتصاد المصري تشجع على التجارة وجذب الاستثمارات والسياحة إلى مصر، وأنها تقف اليوم على أرض راسخة ولديها قدرة فاعلة على الانفتاح والتفاعل في شراكات في إطار مبادرة الحزام والطريق.
جاء خلال كلمته اليوم الاثنين أمام منتدى “تحديد أثر طريق الحرير وإيجاد الفرص الاستثمارية بين الدول العربية والصين” الذي تنظمه الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالتعاون مع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا بمدينة الأسكندرية إعمالا لقرارات مجلس وزراء النقل العرب.
وقال عرفات ـ وفقا لبيان الوزارة اليوم ” إن مصر تقف اليوم على أرض راسخة ولديها قدرة فاعلة على الانفتاح والتفاعل في شراكات في إطار مبادرة الحزام والطريق، معتمدة في ذلك ليس فقط على ما لديها من موقع استراتيجي منحها مكانة وقدرة متميزة في ربط الشرق بالغرب، ولكن أيضا ما أنجزته خلال السنوات القليلة الماضية من ترسيخ لأركان الدولة المصرية وتحقيق الاستقرار وهزيمة للإرهاب وتفعيل وتعبئة قدرة مؤسسات الدولة المختلفة للمساهمة في إنجاح برنامج الإصلاح الاقتصادي والتشريعي الذي حقق حتى الآن نتائج أشاد بها العالم كله بمؤسساته الرسمية كالبنك الدولي وصندوق النقد ومؤسساته النوعية المتخصصة ما أسهم في رفع تصنيف مصر الائتماني.
وأضاف عرفات ” يأتي في قلب سياسة الإصلاح الاقتصادي التي تشهدها مصر المشروعات القومية الكبرى التي تقوم بها الدولة لتطوير البنية التحتية وخاصة في مجالات النقل ومنها مشروع إنشاء شبكة طرق كبرى وتطوير شبكة النقل البري والسككي وربطها بالمناطق اللوجيستية والموانىء البحرية، وذلك في إطار العمل الجاري لتطوير ورفع كفاءة المنظومة البحرية ووضع الخطط التنفيذية لمخطط شامل للموانىء حتى عام 2030، بما يسهم في دعم الموقع الاستراتيجي لمصر وربطها بطريق الحرير البري والبحري ودعم دورها كمعبر مهم للوصول للأسواق العربية والأفريقية والأوروبية”.
وتابع “إذا كنا نلتقي اليوم في هذا المنتدى تحت عنوان “تحديد آثر طريق الحرير وإيجاد الفرص الاستثمارية بين الدول العربية والصين” وبمشاركة ممثلين ليس فقط من الصين والدول العربية ولكن أيضا بتمثيل لإيطاليا كأحد الشركاء الإقليميين المهمين، فإن ذلك يعكس الحرص على دعم هذه المبادرة وتحقيق الاستفادة والرخاء للجميع في ظل عالم نأمل أن تسود بين دوله وشعوبه روح التكامل والعمل من أجل مصير مشترك أفضل للجميع”.
وأوضح عرفات أن الدول العربية والصين ترتبط بعلاقات تاريخية وثيقة قائمة على التعاون والاحترام والدعم المشترك تجددت في العصر الحديث بإقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والصين عام 1956، وتوجت بإنشاء منتدى التعاون الاقتصادي العربي الصيني عام 2004، وجاءت مبادرة الرئيس الصيني شي جين بينج التي أطلقها عام 2013 لإحياء الحزام والطريق لتمثل فرصة لتطوير هذه العلاقات، وهو ما انعكس في قيام الصين بتعزيز شراكتها الاستراتيجية مع 11 دولة عربية وإبرامها لاتفاقيات تعاون بشأن المشاركة في بناء “الحزام والطريق” مع تسع دول عربية.
وقال إنه على مستوى العلاقات الثنائية بين مصر والصين، فقد شهدت هذه العلاقات تطورات استراتيجية غير مسبوقة خلال الأعوام الأخيرة ومنذ انعقاد القمة المصرية الصينية عام 2014 وحتى الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي للصين في بداية هذا الشهر للمشاركة في أعمال منتدى التعاون الاقتصادي والصيني الأفريقي “فوكاك” والتي شهدت أيضا إبرام عدد من اتفاقيات التعاون في العديد من المجالات.
وعلى الصعيد الاقتصادي، قال عرفات” لقد تطور حجم التبادل التجاري بين مصر والصين وكذلك حجم وتنوع الاستثمارات إلى جانب التعاون العلمي والتكنولوجي، فقد بلغ حجم التبادل التجاري في الربع الأول من العام الحالي 2,835 مليار، كما أن حجم التجارة الثنائية شهد نموا بنسبة 24% على أساس سنوي خلال السبعة أشهر الأولى من العام الجاري ليصل إلى 7,5 مليار دولار أمريكي، وبلغت الصادرات الصينية لمصر 6,5 مليار دولار بينما بلغت الواردات الصينية من مصر مليار دولار أمريكي بما يمثل زيادة تبلغ 60% عن عام 2016″.
وأشار إلى أن الاستثمارات الصينية المباشرة في مصر شهدت ارتفاعاً يقدر بقيمة 106 ملايين دولار في النصف الأول من عام 2017 بزيادة تقدر بـ75 % عن ذات الفترة من العام السابق له، وبهذا احتلت المرتبة السادسة في قائمة الدول المستثمرة في مصر بعد أن كانت في المركز الـ 15 عام 2016، إضافة إلى استثمارات الصين في منطقة السويس للتعاون الاقتصادى والتجاري الصينى المصرى.
وأضاف ” لقد شهد التعاون بين المؤسسات المالية الصينية مع البنوك المصرية عام 2017 أبعادا جديدة من خلال الاتفاق على تبادل العملات المحلية مما يتيح تبادل المعاملات التجارية بين البلدين بعملتيهما دون التقيد بالدولار، خاصة بعد اعتماد صندوق الدولي لليوان الصيني كعملة رسمية للمبادلات التجارية الدولية”.
وأعرب عرفات عن تطلعه للوقوف خلال هذا المنتدى على رؤية المشاركين من الجانب الصيني والشركاء الإقليميين بالمبادرة من الدول العربية وإيطاليا، وأن يكلل الحوار بين الدول المشاركة بالنجاح في بلورة فكر مشترك حول سبل التعاون في إطار هذه المبادرة التاريخية.
المصدر : أ.ش.أ