ارتفعت أسعار البترول إلى أعلى مستوى لها فى 4 سنوات بالقرب من 81 دولاراً للبرميل بعد يوم من قرار المنتجين العالميين عدم زيادة الإنتاج على الرغم من مطالبة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بتهدئة الأسعار.
واجتمعت المملكة العربية السعودية وروسيا وحلفاؤها داخل وخارج منظمة أوبك فى الجزائر يوم الأحد لمناقشة سياسة الإنتاج، ورفضت الدول الإعلان عن زيادات إضافية فى الإنتاج تتجاوز ما تم الاتفاق عليه فى يونيو الماضى.
وقالت صحيفة فاينانشيال تايمز، إن سعر مزيج برنت ارتفعت 2.02 دولار إلى 80.82 دولار للبرميل بحلول منتصف تعاملات الصباح في لندن – وهو أعلى مستوى منذ أواخر عام 2014 عندما انخفضت أسعار البترول، حيث فاقت الزيادة فى الإنتاج الطلب وأدت إلى تراجع قطاع الطاقة.
وقال كارستن فريتش من كومرتس بنك: “هذا هو رد سوق البترول على رفض مجموعة أوبك زيادة إنتاجها النفطى”.
ويقوم المشترون بوقف مشترياتهم من البترول الإيرانى خوفاً من العقوبات المالية من الولايات المتحدة، وقد أدى هذا إلى ارتفاع البترول الخام ودفع ترامب للضغط على المملكة العربية السعودية وحلفائها فى منظمة أوبك لزيادة الإنتاج للحفاظ على الأسعار تحت السيطرة.
وكتب ترامب على تويتر يوم الخميس: “إن احتكار أوبك يجب أن يخفض الأسعار!” ويشعر المسئولون الأمريكيون بالقلق من التأثير الذى قد تحدثه ديناميكيات سوق البترول العالمية على أسعار الوقود المحلية قبل انتخابات التجديد النصفي فى نوفمبر.
فى أواخر عام 2016، وافق المنتجون العالميون على الحد من إنتاجهم بواقع 1.8 مليون برميل فى اليوم لإعادة التوازن في سوق العرض الزائد. لكن الدول خفضت إنتاجها بمستويات أعلى بكثير وسط هبوط غير متوقع فى الإنتاج الفنزويلى والاضطرابات فى أماكن أخرى.
أدى ذلك إلى قيام الدول بالموافقة على زيادة الإنتاج في يونيو / حزيران لمراعاة التخفيضات الإضافية وتحقيق الإنتاج وفقاً لشروط الاتفاقية الأصلية، وقد تم إقرار هذا القرار يوم الأحد، حيث قال الوزراء إنه لا توجد ضرورة لمزيد من الزيادات بعد هذا المستوى فى هذا الوقت.
وقال وزير الطاقة السعودى خالد الفالح فى يونيو، إن الدول يمكن أن تضيف بسرعة مليون برميل يوميا من الإنتاج إلى السوق، لكن هذا لم يتحقق حتى الآن، مما دفع تجار البترول ومحللى قطاع الطاقة إلى التساؤل حول مدى قدرة الدول الكبرى المنتجة على زيادة العرض لتعويض الخسائر التى تكبدتها إيران.
وقال الفالح، إنه يعتقد أن سوق البترول “مزوّد بشكل كافٍ”، وقال إنه على الرغم من ارتفاع الأسعار، إلا أن المشترين لم يحتاجوا إلى مستويات إنتاج أعلى بكثير فى هذا الوقت.
وقال الفالح: “القضية الكبرى ليست مع الدول المنتجة، بل مع المصافى، إنها بالطلب”، لكنه أضاف أن سياسة الإنتاج يجب أن تكون “مستجيبة” فى حالة حدوث أى نقص فى الإمدادات أو مفاجآت فى السوق.
ولايزال من غير الواضح مدى شدة الانخفاض فى الصادرات الإيرانية، مما يزيد من المشاعر الصعودية فى سوق النفط، فقد انخفضت بالفعل أكثر من 500 ألف برميل يومياً منذ مايو إلى أقل من 2 مليون برميل يومياً.