اقتصادنا يا تعبنا
«الشعوب الأكثر سعادة هى شعوب أكثر إنتاجية»، مقولة تلقى بظلالها على وضع العديد من الدول؛ حيث إنه عندما يشعر الشخص بأنه سعيد يتملكه شعور بالقوة وحب للعطاء والطموح نحو المزيد من النجاح والتقدم. فالسعادة هى الشعور بالرضا وهذا ليس أمراً مستحيلاً كما نظنه نحن فى المنطقة العربية.. إنما تحقيقه ممكن (نموذج دولة الإمارات على مستوى المنطقة العربية)، وأصبح حقاً طبيعياً لكل فرد بالمجتمع؛ لكن الظروف المختلفة بين دولة وأخرى تجعل هناك تفاوتاً كبيراً بالقدرة على تحقيق ذلك.. والشعوب السعيدة لا تحتاج إلى رعاية الدولة من الولادة إلى الوفاة، بل تحتاج إلى الفرصة للتفكير بحرية وإلى التقرير بحرية وإلى العمل بحرية؛ حيث تكون أكثر قدرة على خلق تنمية اقتصادية متوازنة وإلى نمو اقتصادى مستدام وإلى رفاه اجتماعى مشترك، الشعوب السعيدة تدفع ضرائب أكثر وتتمتع بخدمات عامة وبنية تحتية أفضل وحكومة فعالة وقطاع عام منتج وقطاع خاص مبادر وقوة بشرية مبدِعة ومبتكرة وريادية.
كما أنه من المؤكد أن زيادة الدخل يمكن أن تؤدى لمزيد من السعادة الاقتصادية للشخص، فعلى الرغم من إمكانية وجود شخص يحصل على دخل منخفض، فإنه يتمتع بسعادة أكثر من شخص آخر يحصل على دخل مرتفع نتيجة وجود الرضا ورشاده الشخص فى توظيف دخله وتنظيم حياته بطريقه تحقق له السعادة، لكنه فى حالة تساوى الأشخاص فى رشادة السلوك الذى يحقق السعادة يكون الشخص الذى يحصل على دخل مرتفع أكثر سعادة من الشخص الذى يحصل على دخل منخفض، وهذا ما تؤكده استطلاعات الرأى التى تجرى دورياً فى الدول المتقدمة حول مدى سعادة الأفراد.
كما يمكن القول إن الأفراد فى الدول المتقدمة أكثر سعادة من الأفراد فى الدول النامية؛ حيث يحصل الفرد فى الدول المتقدمة على دخل مرتفع يتيح له الاختيار بين بدائل عديدة، فضلاً عن توافر معظم شروط تحقيق السعادة الاقتصادية.
ولعل أهم تقرير حالٍ يقيس المستوى السعادة عالمياً هو تقرير يُطلق عليه تقرير السعادة العالمى السنوى.. فمنذ عام 2012م تقوم منظمة الأمم المتحدة بنشر هذا التقرير، والذى يكون فى يوم 21 مارس من كل عام.. وهو يوم السعادة الذى تحتفل به جميع دول العالم.. ويضم التقرير 157 دولة حول العالم، ويعتمد تصنيف الدول فى هذه التقرير السنوى على 38 مؤشراً للسعادة، بدءاً من النظام السياسى، وصولاً للتعليم ونسب الفساد وحرية اتخاذ القرارات الحياتية ومعدل الصحة العامّة، واعتمد تصنيف هذا العام بشكل إضافى على تحليل أحوال ظروف العمل فى مختلف دول العالم، إضافة للوضع الاقتصادى والرفاهية الاجتماعية وآلية توزيع الثروة.
كما يرتكز التقرير على المسح العالمى لأحوال السعادة حول العالم والذى يجريه معهد Gallup.
وقد احتلت النرويج المرتبة الأولى عالمياً من حيث سعادة المواطنين بمعدل تقييم يعادل 7.5، تلتها الدنمارك فى المرتبة الثانية بعد أن تراجعت مرتبة واحدة عن التقرير السابق، وأيسلندا فى الثالثة، وسويسرا فى الرابعة، وفنلندا فى الخامسة، ثم هولندا وكندا ونيوزيلندا وسويسرا وأستراليا والسويد.
واحتلت اسرائيل المرتبة 11 عالمياً من ناحية السعادة متقدمة على بريطانيا وأمريكا، فى حين حلّت فلسطين فى المرتبة الثالثة عشرة عربياً و103 عالمياً.
أما على صعيد الدول العربية، فاحتلت الإمارات العربية المتحدة المرتبة الأولى عربياً، والمرتبة 21 عالمياً، محققة تقدم 7 مراتب عن التصنيف الأخير، حين احتلت المرتبة 28 عالمياً.
أمّا قطر، فاحتلت المرتبة الثانية عربياً و35 عالمياً، اعتماداً على نسبة الدعم الاجتماعى والصحة العامة والناتج الإجمالى المحلى للفرد الواحد.
وفى المرتبة الثالثة عربياً، جاءت المملكة العربية السعودية، التى احتلت المرتبة 37 عالمياً، متضمنة العناصر السابقة، إضافة إلى النسبة الجيدة فى حرية اتخاذ القرارات الحياتية، الأمر الذى يعتبر غريباً من الناحية العملية. فيما تراجعت مصر إلى المرتبة 104 عالمياً والرابعة عشرة عربياً، فى حين احتلت باقى الدول العربية المراتب الأخيرة فى تقرير السعادة العالمية، وبذلك تكون على قائمة أتعس الدول حول العالم، والتى تعتمد بشكل أساسى على تدنى نسبة الحالة النفسية للمواطنين.. لا شك أن التوترات الجيوسياسية فى المنطقة العربية وتوابع الأزمات الاقتصادية التى مرت بها منذ 2008 وما يشهده العالم من تباطؤ اقتصادى مع تصاعد النزعة الحمائية ووتيرة الحرب التجارية بين أمريكا والصين وتوابع أزمات الدول الناشئة حتى الآن أثرت على تصنيف العديد من الدول.. يا مين يجيبلى سعادتى.. يا مين يرفع من معنوياتى.. يا سلام على الستر والصحة والجيب عمران.. يعنى بالك فى قمة الروقان.. السعادة.. السعادة يا جدعان.. تأتى من روقان البال.. وروقان البال بييجى من حاجات كتيرة زى التقرير ما قال..