يبدو أن صفقة اندماج شركتي الإمارات للطيران، ومقرها دبي، والاتحاد للطيران، ومقرها أبو ظبي، ستكون الصفقة اﻷهم في عالم صناعة الطيران خلال العقد الزمني الجاري، وذلك في حال إتمامها.
ونقلت وكالة بلومبرج عن عدد من اﻷشخاص المطلعين على اﻷمر إن المسؤولين التنفيذين في شركتي الطيران يخططون بهدوء لخلق ما يمكن أن يكون أكبر شركة طيران من حيث كثافة حركة المسافرين، مضيفين أن مجموع إيرادات الشركتين مجتمعة سيكون 29.3 مليار دولار، مع سيطرتهما على حوالي 5% من خطوط الطيران في العالم.
ونفت الشركتان علنا أي محادثات اندماج، ولكن المناقشات لاستحواذ طيران الإمارات على أعمال طيران الاتحاد، لا تزال مطروحة على الطاولة، فهي تجري بين الحين والآخر لبعض الوقت، وذلك بحسب أقوال أشخاص رفضوا الكشف عن هوياتهم لاعتبارات خاصة.
وقال هؤلاء اﻷشخاص أيضا إن أي صفقة سوف تواجه تحديات مكافحة الاحتكار وكذلك تحديات سياسية.
ويمكن أن يؤدى اندماج الشركتين إلى ارتفاع أسعار التذاكر وفقا لمجلة “بلومبرج بيزنس ويك” التى نقلت عن محللي مؤسسة “بلومبرج إنتليجنس” قولهم إن المسافرين في أوروبا وآسيا يمكن أن يتوقعوا ارتفاع أسعار تذاكر الطيران.
ومن شأن هذا الاندماج الحد من الضغط المفروض على الشركات المنافسة، مثل شركة “لوفتهانزا” اﻷلمانية والخطوط الجوية الفرنسية “كيه إل إم” اللتين تسيران رحلاتهما على نفس المسارات الجوية.
بالإضافة إلى ذلك، من شأن أي اتفاق أن يبعث الحياة في نموذج المحور الرئيسي في الخليج من خلال منح المجموعة السيطرة على أكبر مطارين رئيسيين للمسافرين.
وقال جورج فيرجسون، المحلل لدى شركة “بي.أي”، إن شركتي الطيران بإمكانهما تقاسم التركيز على المطارات بمناطق مختلفة، مع تركيز أبوظبي على المسافرين في الولايات المتحدة، بما أنها تمتلك بالفعل منشأة تخليص أمريكية تسرع عمليات المرور، بينما يمكن أن تركز دبي على المسافرين الأوروبيين.
واستخدمت خطوط طيران الإمارات، التي تتخذ من دبي مقرا لها، نظام المركزية لتحويل نفسها إلى أكبر ناقل للمسافات الطويلة في العالم، ولكنها تواجه ضغوطا مع تصاعد أعداد المطارات المنافسة في آسيا وسرعة نمو عدد مسارات المسافات الطويلة المباشرة منخفضة التكلفة.
ومن خلال الدعم الذي يقدمه طيران الإمارات، وهي أكبر وأفضل مشتري للطائرات وعميلا هاما ﻷكبر صانعي الطائرات النفاثة، سيحصل طيران الاتحاد على مزيد من الدعم خلال عمليات التفاوض مع شركتي “إيرباص” و”بوينج” لإلغاء جزء من الطلبات التى تصل الآن إلى 174 طائرة بقيمة 46 مليار دولار، حيث توفر عمليات الاندماج إمكانيات أكثر كفاءة عبر الحد من التداخل على مسارات الطيران، مما يقلل الحاجة إلى مزيدا من الطائرات.
وقالت المجلة اﻷمريكية إن أبوظبي الغنية بالبترول أقدمت على إنقاذ دبي بعد الأزمة المالية العالمية في عام 2008، كما أنها لا تزال تشكل الركيزة الأساسية لاحتياطي النفط في الإمارات، ولكن دبي قامت بعمل جيد في تطوير قطاع السياحة كما أنها تمتلك أقوى شركة طيران، مضيفة أنه بينما تعاونت المدينتان في الماضي لتعزيز الأعمال التجارية، ستتطلب أي صفقة بينهما تنازلات دقيقة.