يتأهب سوق الغاز الطبيعى المسال لارتفاع مستوى الطلب من الصين فى فصل الشتاء؛ حيث تلجأ إليه «بكين» لسد احتياجاتها من الطاقة، فى وقت تتخلى فيه عن استخدام الفحم.
وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، أنَّ الحكومة الصينية ساعدت على الحد من تلوث الهواء بمدنها من خلال شراء الغاز الطبيعى المسال، خلال الشتاء الماضى.
وبالنسبة لبعض المحللين، فإنَّ هذه الخطوة قد تؤدى إلى زيادة الأسعار فى فصل الشتاء، وربما يرتفع سعر الغاز بنسبة تصل إلى 40%، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضى.
وبلغ مجموع واردات «بكين» من الغاز الطبيعى المسال التى عادة ما يتم تجميدها فى المحطات الساحلية قبل تحميلها على الناقلات 38 مليون طن عام 2017 بزيادة قدرها 46% على العام السابق.
وأوضحت الصحيفة البريطانية، أنَّ هذا الارتفاع فى الواردات دفع الصين لتتفوق على كوريا الجنوبية لتصبح ثانى أكبر مشتر للغاز الطبيعى المسال فى العالم بعد اليابان.
وعلى الرغم من توقع البعض أن تؤدى حملة بكين لمكافحة التلوث إلى زيادة الطلب فى الأشهر المقبلة، أشار تريفور سيكورسكى، رئيس قسم الغاز الطبيعى والكربون لدى شركة «إنرجى اسبكتس» إلى أن المشتريات الصينية مستمرة على مدار العام بأكمله.
وكشفت بيانات الجمارك الصينية، أنه فى الأشهر الثمانية الأولى من العام الجارى استوردت الصين 33 مليون طن بزيادة نسبتها 50% على الفترة نفسها من العام الماضى.
وعلى مدار العام بأكمله تتوقع شركة «وود ماكينزى» الاستشارية فى مجال الطاقة، ارتفاع الواردات الصينية بنسبة 37% إلى 52 مليون طن.
وسواء احتفظت الصين بمخزوناتها من الغاز الطبيعى المسال التى تم تجديدها على مدار العام، فإنَّ عدم اليقين الرئيسى للتجار والمحللين يتمثل فى محاولة التنبؤ بحجم الطلب خلال فصل الشتاء.
وفى الوقت نفسه، ظل الطلب الصينى على السلع الاستهلاكية والصناعية قوياً، خلال فصل الصيف الماضى.
ويبلغ السعر الفورى للغاز الطبيعى المسال نحو 12 دولاراً لكل مليون وحدة حرارية، وهو ما يزيد بنسبة 40% على الفترة نفسها من العام الماضى.
وأشارت الصحيفة إلى أن سوق الغاز الطبيعى المسال أصبح مقيداً بالفعل بفضل الطلب القوى من أوروبا؛ حيث أدى الطقس البارد بداية العام إلى استنزاف المخزونات بمجرد انخفاض الإمدادات الروسية.
يأتى ذلك فى الوقت الذى أدت فيه القفزة بائتمانات الكربون الأوروبية التى زادت الطلب على الوقود الأنظف إلى زيادة الضغط على أسعار الغاز بالمنطقة.