تخشى إدارة الرئيس اﻷمريكي دونالد ترامب، من تفادي طهران لتأثير العقوبات المفروضة عليها، إذا قدمت روسيا يد العون لها من خلال شراء كميات كبيرة من البترول الإيراني وإعادة بيعه مرة أخرى وكأنه ملكها.
ومن المقرر إعادة فرض العقوبات اﻷمريكية التي تستهدف وقف صادرات البترول الإيراني بعد 5 نوفمبر المقبل، في خطوة تعد التدبير العقابي اﻷشد حتى الآن، عقب قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووى متعدد الأطراف الذي منح طهران تخفيفا للعقوبات.
ويسعى المسئولون اﻷمريكيون، جاهدين لإقناع الدول الأخرى بقطع واردات البترول الإيراني.. لكنهم قلقون من سعي طهران للبحث عن طرق بديلة للإمدادات.
وقالت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، إن روسيا تعارض قرار الإدارة اﻷمريكية بإعادة فرض العقوبات على إيران والانسحاب من الاتفاق النووي لعام 2015، الموقع بين الصين والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي وإيران أيضا.
وزار وزير البترول الإيراني، بيجان زنكنه، موسكو اﻷسبوع الماضي، من أجل لقاء نظيره الروسي ألكسندر نوفاك.
وناقش الثنائي ،آنذاك، التعاون بين البلدين وأعربا عن رغبتهما في تحقيق استقرار سوق النفط العالمي من خلال زيادة إنتاج البترول.
وبدأت روسيا زيادة إنتاجها البترولي منذ 5 شهور تقريبا، إذ رفعت الإنتاج بـ400 ألف برميل يوميا على اﻷقل، ليصل إجمالي الإنتاج إلى 11.4 مليون برميل يوميا تقريبا. ولكن يرجح زيادة الصادرات الروسية بشكل أكثر بعد تطبيق العقوبات الجديدة في 5 نوفمبر.
ويعتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إمكانية إضافة روسيا ما بين 200 ألف و300 ألف برميل يوميا في الأشهر المقبلة، وهو ما يراه المحللون، بمثابة مستوى واقعي إلى حد كبير.
وقال متداولو ومحللو البترول، إنه سيسهل نسبيا رصد أي عمليات نقل واسعة النطاق للبترول من إيران إلى روسيا، فكلا البلدين لا يملكان خطوطا لنقل البترول فيما بينهما، وبالتالي ستعتمد أي عملية نقل على ناقلات البترول البحرية بشكل شبه مؤكد، وربما يتم ذلك عبر بحر قزوين، مما سيسهل نسبيا تتبعه عبر إشارات الأقمار الصناعية والصور.
وأوضح العديد من المتداولين للصحيفة البريطانية أنهم لن يقبلوا البترول الإيراني المعاد تعبئته من روسيا.
وهناك سيناريو آخر يدور حول إمكانية حصول روسيا على البترول الإيراني نظريا واستخدامه في مصافيها الخاصة، مما يزيد بالتالي من إنتاجها المحلي المتجه للتصدير.
وقال جو مكمونيجل، كبير محللي سياسة الطاقة في شركة “هدجي” لإدارة المخاطر في واشنطن، إن روسيا لا تحتاج إلى البترول، كما أنها ستكون عرضة للعقوبات.
فحتى الآن تعد روسيا هدفا للعقوبات الأمريكية، ولكن انتهاك العقوبات على إيران سيتسبب في عواقب كبيرة.