عندما وضع رئيس الوزراء اليابانى شينزو آبي، خطة لإنشاء فئتين جديدتين لتأشيرة بلاده أراد أن يرضي الشركات اليابانية التي تعاني من نقص العمالة وأن يعزز توظيف المزيد من العمال الأجانب.
لكن صحيفة “فاينانشيال تايمز” ذكرت أن خطة رئيس الوزراء المثيرة للجدل لها انعكاسات عميقة بالنسبة لليابان حيث أشعلت نقاشا تجنبته البلاد منذ عقود وتساءلت الصحيفة هل يجب على الدولة الأسرع شيخوخة في العالم قبول المهاجرين لتحقيق الاستقرار في سكانها واقتصادها؟
وهناك عنصران من خطة آبي كانت من المحرمات في اليابان اﻷول أن هذا الإجراء سيخلق مسارًا مهما وصعبًا حيث سيصبح العمال الضيوف مقيمين دائمين والثانى أنه سيسمح لبعض العمال المهاجرين إحضار عائلاتهم.
وفي دفاعه عن خطته أمام البرلمان أصر آبي على أنه لا يتبنى سياسة الهجرة مؤكداً أن العقبات التي تحول دون الحصول على إقامة دائمة في اليابان كانت عالية وكان يحاول خفضها.
وكشفت البيانات ارتفاع عدد الأجانب في اليابان في السنوات الأخيرة وبلغت نسبة الزيادة 18% العام الماضى وحده ليصل عددهم إلى 1.28 مليون شخص لكن الغالبية منهم كانوا طلاب أو متدربون وتأشيراتهم تؤكد أنه من المستحيل البقاء على المدى الطويل.
وسيقوم إصلاح آبي المقترح بإصدار تأشيرات عمل في المناطق التي تعاني من نقص في العمالة وقطاعات مثل البناء والتشييد والتي تتضمن إمكانية الإقامة الدائمة لأولئك الذين يجتازون امتحاناً قوياً في اللغة اليابانية.
وقال تاكاشي ياماشيتا، وزير العدل “حتى الآن لم نقبل سوى العمالة الأجنبية ذات المهارات العالية”.
وأدت الخطة إلى رد فعل عنيف عبر الفصائل السياسية لكنها دفعت أيضاً أحد أحزاب المعارضة إلى تأييد الهجرة وهي المرة الأولى التي يقوم فيها أي حزب ياباني بذلك.
وقال يويشيرو تاماكي، زعيم الحزب الديمقراطي الوسطي إن حزبه يفضل سياسة هجرة أوروبية أو أمريكية.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن 54%من الجمهور يؤيدون خطة رئيس الوزراء بينما يعارضها 34% وهو أمر يعكس تغير بطئ في المواقف حيث أن أعداد السائحين والعاملين المؤقتين يعني أن الأجانب أصبحوا منتشرين بشكل متزايد في جميع أنحاء اليابان.
يأتى ذلك فى الوقت الذى يوجد فيه مجموعة متضخمة من السكان الأجانب في اليابان وهم الطلاب الذين يمكنهم العمل بشكل قانوني لمدة تصل إلى 28 ساعة في الأسبوع.
وسواء كانت خطط آبي سوف تمرر عبر البرلمان في الربيع المقبل أو لا فإن اليابان مصممة على ضرورة التعلم من أخطاء أوروبا والولايات المتحدة وتؤكد على أن أي مقيم دائم يجب أن يكون عامل منتج وعليه تحدث اليابانية بطلاقة.