تعمل صناعة السيارات على توجيه الاقتصاد الألماني مرة أخرى ومن المتوقع أن ينتعش إنتاج السيارات فى ألمانيا مرة أخرى الربع الحالى بعد أن أعاق برنامج اختبار الانبعاثات الجديد، عمليات الإنتاج وجعل النمو الاقتصادي في حالة توقف تام خلال فصل الصيف.
لكن قوة الانتعاش الاقتصادي أصبحت موضع شك حيث إن شركات صناعة السيارات تشعر بآلام التوترات التجارية والتباطؤ فى الصين.
وذكرت وكالة أنباء “بلومبرج” أنه مع تمثيل ألمانيا لما يقرب من ثلث اقتصاد منطقة اليورو فإن أداءها الاقتصادى له أيضًا تأثيرات واسعة النطاق.
وكشفت البيانات تباطؤ نمو منطقة اليورو إلى 0.2% في الربع الثالث وهو الأضعف منذ أربع سنوات.
وتزامن التباطؤ فى الكتلة الأوروبية مع إجراء اختبار الانبعاثات، التي أضرت بمبيعات الموديلات الجديدة للسيارات في جميع أنحاء أوروبا ووصلت إلى هذا القطاع الحيوى في ألمانيا.
وعلى الرغم من تقلص الإنتاج الصناعي في الربع الثالث لكن وزارة الاقتصاد ترى تحسنا في المستقبل.
وكشفت بيانات جمعية صناعة السيارات الألمانية، أنه تم إنتاج حوالي 440 ألف سيارة جديدة في شهر أكتوبر مقارنة بـ 310 آلاف سيارة في أغسطس.
ونتيجة لذلك يمكن للنمو الألماني أن يتعافى إلى 0.8% وفقا لما ذكره دانيال فيرنازا، المحلل فى بنك “يوني كريديت” وعلى العملاء أن يستعدوا للانتعاش الكبير في الإنتاج الصناعي اعتبارًا من شهر أكتوبر الماضى.
ولكن البعض الآخر كان أكثر حكمة حيث يتوقع كل من ستيفان شيلبي، وراينر سارتوريس، الاقتصاديان في بنك “إتش إس بى سى” انتعاشًا متواضعًا بعد الانكماش التام في الربع الثالث.
وأوضحت الوكالة الأمريكية أن تباطؤ النمو في الصين قد يخفض معدل الطلب في السوق الأكثر حيوية لألمانيا.
وأشار منتجو قطع غيار السيارات إلى تراجع الطلب الصيني حيث قاموا بتقليص توقعاتهم المستقبلية للأرباح.
وكشفت البيانات انخفاض طلبات التصدير بنسبة 13% في أكتوبر الماضى مقارنة بالعام الماضي إلى جانب تراجع توقعات الإنتاج.
وفي الوقت الحالي، لا يزال المسئولون التنفيذيون يعربون عن ثقتهم حيث قال فرانك ويتير، المدير المالي لشركة “فولكس فاجن” إن مبيعات أكتوبر ستظل تشعر بوطأة التوترات التجارية لكن عليها أن تنتعش بعد ذلك.
وقدم المدير المالي لشركة “دايملر”، بودو أوبير، تصريحات مماثلة لكن هذا يتوقف على افتراض أن الطلب الصينى سيستقر بعد خمسة أشهر من تضاؤل المبيعات وربما حتى إدخال تخفيضات ضريبية على مشتري السيارات.
وقال كريستيان داهلهايم، مدير مبيعات “فولكس فاجن” إن تأثير التوترات التجارية على المعنويات في الصين سيشكل تحدياً لبقية نتائج العام بأكلمه حيث حذرت شركة “كونتننتال” من أن التباطؤ الأعمق من شأنه أن يهدد توقعات إيرادات الشركة.
وبالنظر إلى العوامل الخارجية، فإن صناعة السيارات تتعرض لضغوط من جهات مختلفة ويشمل ذلك خطر انخفاض السوق في الصين الذى يعد أكبر سوق للسيارات في العالم.