
نصار: القاهرة تستضيف الجولة الأولى للتفاوض منتصف شهر يناير المقبل
وقعت مصر ودول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي وثيقة الإطار العام للمفاوضات الخاصة باتفاق التجارة الحرة بين الجانبين، واتفقوا على عقد الجولة الأولى من المفاوضات منتصف شهر يناير المقبل بالقاهرة.
قال المهندس عمرو نصار وزير التجارة والصناعة إن هذا التوقيع يأتي تتويجاً للزيارة الناجحة للرئيس عبدالفتاح السيسي لروسيا الاتحادية منتصف شهر أكتوبر الماضي والتي اتفق خلالها معتيجران سركسيان، رئيس المفوضية الاقتصادية للاتحاد الأوراسي على ضرورة الإسراع ببدء المفاوضات الخاصة باتفاق التجارة الحرة بين مصر والاتحاد الأوراسي.
وقالت الوزارة فى البيان إن الجانب المصري وقع عنه المهندس عمرو نصار وزير التجارة والصناعة وعن دول الاتحاد فيرونيكا نيكشينيا وزيرة تجارة الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، وحضر التوقيع إيهاب نصر، سفير مصر في روسيا والوزير مفوض تجارى ناصر حامد رئيس المكتب التجاري المصري بموسكو.
واتفق الطرفان على عقد منتدى أعمال مشترك بين مصر ودول الاتحاد خلال النصف الأول من العام المقبل لتعزيز علاقات الشراكة الاقتصادية والتجارية بين مجتمعي الأعمال بالجانبين، والاتفاق على ضرورة الانتهاء من اتفاق التجارة الحرة بين مصر ودول الاتحاد خلال عام 2019، الذى يحظى بدعم سياسي كبير من وزراء ورؤساء الاتحاد الأوراسي”.
وأضاف الوزير أن معدلات التبادل التجاري بين مصر ودول الاتحاد الأوراسى قد شهدت زيادة كبيرة خلال عام 2017، وبلغت قيمة التبادل التجاري بين مصر ودول الاتحاد 6 مليارات و786 مليون دولار منها 6 مليارات و241.9 مليون دولار واردات لمصر، و544.7 مليون دولار صادرات مصرية، وتشير التوقعات الأولية لهذا الاتفاق إلى أن قيمة التبادل التجاري بين مصر ودول الاتحاد ستتضاعف بعد توقيع الاتفاق النهائى ليسجل 15.7 مليار دولار، كما سترتفع الصادرات المصرية إلى دول الاتحاد إلى 1.9 مليار دولار.
حدد نصار أهم الصادرات المصرية لدول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي تتمثل في السلع الزراعية والآلات والمعدات والمنتجات الدوائية بينما تتضمن أبرز الواردات المصرية من دول الاتحاد القمح والمعادن والصناعات الكيماوية والمنتجات البلاستيكية والسيارات والجرارات.
وأشار إلى أن وثيقة الإطار العام للاتفاق تستهدف ايجاد نقاش مستمر حول قضايا التعاون الاقتصادي الثنائي والدولي ذات الاهتمام المشترك وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية وتحرير التجارة بين الأطراف من خلال إنشاء إطار قانوني مؤسسي طويل الأجل ومستقر، بالإضافة إلى التشجيع على توثيق التعاون والمساهمة في زيادة التجارة الدولية، وكذا توفير المجال للتفاوض في المستقبل بشأن أية قضايا إضافية.
أشار إلى أن أهم مبادئ التفاوض بالاتفاق تستند إلى الحقوق والالتزامات التي وضعتها منظمة التجارة العالمية كما ستتناول مفاوضات الاتفاق على عدد من الملفات التي تتضمن الأحكام القانونية، والتجارة في البضائع وقواعد المنشأ وإدارة الجمارك وتيسير التجارة، بالإضافة إلى التدابير الصحية وتدابير الصحة النباتية، والعوائق الفنية أمام التجارة، إلى جانب المعالجات التجارية، والتجارة الإلكترونية، وحقوق الملكية الفكرية، فضلاً عن المنافسة والتعاون القطاعي.
وأضاف نصار أن إطار الاتفاق ينص على أن تكون وزارة التجارة والصناعة المصرية والمفوضية الاقتصادية للاتحاد الأوراسي هما الطرفان الرئيسيان في المفاوضات، واقتصار المشاركة في المفاوضات على المسئولين الحكوميين حيث يقوم كل طرف بتعيين رئيس مفاوضين وكبار مفاوضين ومراكز اتصال ومنسقين عن الاطراف المشاركة في المفاوضات، لافتاً إلى أن المدة المحددة لكل جولة مفاوضات لا تتخطي الـ5 أيام على أن تقوم كل مجموعة عمل بإعداد تقرير مشترك عن نتائج الجولة.
وأوضح أن هذا الاتفاق سيسهم في تعزيز وتطوير العلاقات المشتركة بين مصر ودول الاتحاد الأوراسي الذي يضم كلاً من روسيا الاتحادية، وبيلاروسيا، وكازاخستان، وأرمينيا، وقيرغيزستان، مشيراً إلى أن مصر تمثل محوراً رئيسياً لصادرات دول الاتحاد للنفاذ لمختلف الأسواق الإفريقية والعربية والتكتلات الاقتصادية الأخرى التي ترتبط مصر معها باتفاقات تجارة حرة، كما تمثل دول الاتحاد نافذة متميزة للصادرات المصرية بمنطقة شمال ووسط قارتي آسيا وأوروبا.
ولفت إلى ضرورة تشجيع مجتمع الأعمال والشركات الصناعية من دول الاتحاد الأوراسى على زيادة استثماراتها في مصر خاصة في ظل تبني الحكومة المصرية لعدد من المشروعات الضخمة التي تتضمن مشروع العاصمة الإدارية الجديدة ومشروع تطوير محور قناة السويس والمنطقة الصناعية الروسية في مصر الأمر الذي يمثل فرص استثمارية هائلة أمام المستثمرين من دول الاتحاد، مؤكداً أهمية الدور الذي يلعبه القطاع الخاص في تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين مصر ودول الاتحاد.
قالت فيرونيكا نيكشينيا وزيرة تجارة الاتحاد الاقتصادي الأوراسي إن الاتحاد حريص على بدء المفاوضات الخاصة باتفاق التجارة الحرة مع مصر وتسريع وتيرتها لتحقيق نتائج ملموسة في أسرع وقت ممكن، والفترة الماضية شهدت تحركًا مكثفًا من جانب الاتحاد ومصر للوصول إلى أرضية مشتركة بشأن صياغة الإطار العام للمفاوضات.
وأضافت نيكشينيا أن مصر تمثل أحد أهم الأسواق المحورية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وتمثل محور ارتكاز لعبور منتجات دول الاتحاد إلى الدول الإفريقية، والمرحلة المقبلة ستشهد مزيداً من التعاون بين الجانبين خاصة بعد توقيع اتفاق التجارة الحرة، الأمر الذي سيحدث نقلة نوعية في مستوى العلاقات التجارية والاقتصادية بين مصر ودول الاتحاد الأوراسي.