
“فانون”: الحكومة المصرية نفذت إصلاحات جريئة على أرض الواقع
“OPIC” الأمريكية تدرس دعم الشركات للاستثمار فى السوق المصرى
“إيرينا” تتوقع اعتماد مصر على الطاقة المتجددة لتوفير 50 % من احتياجاتها
أمريكا ترفض استخدام القوة العسكرية بشرق المتوسط.. وتدعم حق قبرص فى التنقيب
تدرس مؤسسة الاستثمار الخاص عبر البحار “OPIC” الأمريكية تقديم دعم للشركات الأمريكية للاستثمار فى مجال الطاقة بالسوق المصرى.
قال فرانسيس فانون، مساعد وزير الخارجية الأمريكى لموارد الطاقة، إنه التقى عدداً من مسئولى الحكومة الأمريكية وشركات القطاع الخاص الذين أكدوا ترحيبهم بالاستثمار فى قطاع الطاقة المصرى.
وتأسست مؤسسة الاستثمار الخاص عبر البحار”OPIC”، عام 1971، وهى وكالة حكومية أمريكية تساعد الشركات على الاستثمار فى الأسواق الناشئة، وتوفر للشركات الأدوات اللازمة لإدارة المخاطر المرتبطة بالاستثمار الأجنبى المباشر، وتعزيز التنمية الاقتصادية فى بلدان تلك الأسواق.
أضاف فانون فى مقابلة مع عدد من الصحفيين خلال المائدة المستديرة التى نظمتها السفارة الأمريكية بالقاهرة على هامش زيارته لمصر: “الحكومة المصرية لا تسعى فقط لجذب الاستثمارات الأمريكية فى مجال الطاقة، إنما اتخذت عدد من الإصلاحات الجريئة على أرض الواقع لتهيئة المناخ أمام المستثمرين الأجانب للاستثمار بمصر، ومنها الالتزام بسداد مستحقات الشركات الأجنبية العاملة بقطاع البترول، ورفع الدعم تدريجياً عن الطاقة”.
أشار إلى أن الاصلاحات تساعد المسئولين الحكوميين على تشجيع الشركات الأمريكية والقطاع الخاص للاستثمار فى مصر. أوضح “فانون”، الذى تولى منصب مدير عام بشركة “ميرفى للزيوت” قبل منصبه بالخارجية الأمريكية: “توجد مقولة شائعة أن كل حجر تحته ثروات يمكن استكشافها، لكن ما يجعل الأمر صالح للاستثمار هو ما فوق تلك الصخور، وأقصد هنا سياسات البلد والإصلاحات التى تمكن الدولة من استكشاف تلك الثروات والاستفادة منها، وهو ما تقوم به مصر حالياً”.
وقال إن الشركات الأمريكية مستثمرة فى مصر منذ أكثر من 100 عام، ومنها على سبيل المثال “أباتشى” و”جنرال إليكتريك” و”أكسون موبيل” وهى مستمرة فى تواجدها بالسوق المحلى بالرغم من التوترات السياسية التى عانت منها منطقة الشرق الأوسط مؤخراً.
وتابع “فانون”: “لا تهدف تلك الشركات للربح السريع إنما الاستثمار طويل الأمد والالتزام الكامل تجاه مصر، وتطوير القدرات البشرية من خلال الاستعانة بالعمالة المصرية وتدريبهم وتبادل الخبرات معهم، وتسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى الاهتمام بنشر المجالات التطبيقية والعلمية فى مصر”.
أضاف أنه قام بزيارة إقليمية للمنطقة بدأت بإسرائيل ثم قبرص وختاماً مصر، وعقد خلالها عدداً من الاجتماعات مع مسئولين حكوميين، وممثلى القطاع الخاص والجهات المعنية بقطاع الطاقة بهدف التعرف على التطورات التى تتم فى قطاع الطاقة بالمنطقة، كدور من الولايات المتحدة لدعم عمليات التنقيب عن الغاز فى منطقة شرق المتوسط.
وقال: “لن تكون تلك زيارتى الأخيرة لمصر، هناك زيارات أخرى، خاصة مع رغبة الجانبين المصرى والأمريكى بزيادة الاستثمارات المشتركة فى قطاع الطاقة المتجددة بمصر”.
أشار إلى أن الانطباع الذى تكون لديه خلال زيارته لمصر أن البلد مؤهلة للاستثمار وبها فرص كبيرة خاصة مع توافر مصادر الثروات الطبيعية.
أضاف أن قطاع الطاقة من القطاعات الهامة عالمياً ويمكن أن يؤدى لنزاعات إقليمية ودولية، ومن هنا أدركت الولايات المتحدة الأمريكية أهمية القطاع ومنذ 2010 شكلت فريقا متكاملا لإدارة شئون الطاقة، بوزارة الخارجية للعمل على قضايا الطاقة.

أوضح أن مصر لها دور محورى فى تنمية قطاع الطاقة، خاصة فى عملية استكشافات الغاز بمنطقة شرق المتوسط. أوضح أن الولايات المتحدة الأمريكية تؤكد دعمها لقبرص فى حقوقها للاسكتشاف فى المناطق الاقتصادية الخاصة بها والثروات الطبيعية يجب أن يتم مشاركتها وفقاً للقانون والاتفاقيات الدولية.
وقال “ترفض الولايات المتحدة الأمريكية أى تهديد أو استخدام القوة العسكرية فى تسوية هذه النزاعات لتعارضها مع فكرة التطوير السلمى للثروات الطبيعية”.
أضاف أن مصر وقبرص وإسرائيل إقليم واحد من ناحية التنقيب عن الغاز فى شرق المتوسط والتعاون فيما بينها يخدم التنمية فى أوروبا التى تسعى لتنويع مصادر الطاقة التى تحصل عليها.
أوضح “فانون” أن الولايات المتحدة الأمريكية تتابع باهتمام خطة مصر لتنويع مصادر الطاقة، عقب البحث والتنقيب عن الغاز واكتشاف حقل “ظهر”، والتوسع فى مجالات الطاقة المتجددة كمحطة “بنبان” فى أسوان للطاقة الشمسية، وهذا التنوع يفتح شهية المستثمر الأمريكى للاستثمار بمصر.
ورد “فانون” على سؤال حول تأخر أمريكا فى الاستثمار بمجال الطاقة الجديدة والمتجددة والتنقيب عن الغاز فى مصر رغم دخول شركات ألمانية ونرويجية وإيطالية للاستثمار بمصر وقال إن قرار الاستثمار فى قطاع الطاقة يأتى من شركات القطاع الخاص ولا يتبع توجهات الحكومة وأؤكد أن الشركات الأمريكية ليست متأخرة، وتتمتع بميزة تنافسية كبيرة فى مجال الطاقة الجديدة والمتجددة عن نظيرتها من الشركات الأخرى خاصة أنها تستخدم أحدث التكنولوجيات التى لها سجل متميز فيما يتعلق بالحفاظ على الصحة العامة والبيئة.
أضاف: “ليس المهم من بدأ إنما الأهم من الذى سيحقق نجاحاً كبيراً فى النهاية”. أوضح أن عدداً من شركات الطاقة الأمريكية المستثمرة بمصر أبدت اهتماماً بتوسيع نطاق استثماراتها خلال الفترة المقبلة، خاصة مع توجه الحكومة المصرية لزيادة الاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة.
أشار إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الجديدة والمتجددة “إيرينا” تتوقع أن 50 % من موارد الطاقة بمصر ستكون متجددة قريباً، خاصة مع توجه مصر لتدبير احتياجاتها من الطاقة بنسبة 20% من استخدامات الطاقة المتجددة بحلول عام 2022 ترتفع إلى 27% عام 2025.