
موجة البيع طالت جميع فئات الأصول من الأسهم للسندات إلى البيتكوين
كان يوم الثلاثاء الماضى من أصعب الأوقات بالنسبة للأسواق المالية خلال نصف قرن من الزمان مع انتشار الضعف عبر معظم الأصول ليترك المستثمرين دون أى مكان يختبئون فيه.
وقالت وكالة أنباء “بلومبرج”، إن أسواق الأسهم ترنحت لليوم الثانى على التوالى، مما دفع مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” نحو التصحيح.
وهوت أسعار البترول إلى المستويات التى شوهدت آخر مرة قبل عام فى حين أظهرت أسواق الائتمان علامات الاهتزاز.
وكان “البيتكوين” فى حالة هبوط حر فى حين بقيت الملاذات التقليدية مثل سندات الخزانة والذهب والين ثابتة.
وكشفت بيانات الوكالة الأمريكية انخفاض الأسهم بنسبة 2% وهبوط أسعار البترول بنسبة 6% إلى جانب التراجع فى سندات الشركات لتغلق الأسواق عند واحدة من أسوأ الخسائر فى جلسة واحدة منذ عام 2015.
وفقد مؤشر “ستاندارد آند بورز 500 ” مكاسبه لعام 2018 بعد تراجع أسعار البترول إلى أدنى مستوى لها فى عام واحد وسجلت صناديق المؤشرات أسوأ سلسلة من الانخفاضات منذ 2014.
وقال “ارى وايس”، رئيس قسم التداول لدى شركة “إنستينت” فى نيويورك، إنه على الرغم من عدم وجود ذعر فى الأسواق، إلا أن معظم المتداولين غير مقتنعين بأن عمليات البيع ستتباطأ فى أى وقت قريب.
وقالت “بلومبرج”، إن أرباح الشركات التى كانت وقودًا لأطول سوق صعودية تم تسجيلها على الإطلاق فى الأسهم الأمريكية يبدو أنها قد وصلت إلى ذروتها ولا تظهر الحرب التجارية للرئيس دونالد ترامب، أى علامة على التراجع.
وفى الوقت الذى كانت فيه الرسالة من الأسواق قاتمة لايزال الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى يبدو عازماً على رفع أسعار الفائدة مرة أخرى فى ديسمبر المقبل وهو ما يمثل صداعًا لحملة سندات الشركات.
وتحولت صناديق التحوط التى اندفعت نحو أسهم شركات التكنولوجيا فى نهاية شهر أكتوبر إلى البيع مرة أخرى الشهر الحالى، حيث كانت مسئولة عن معظم عمليات البيع فى القطاعات الرئيسية وفقاً لما أظهرته بيانات العملاء التى أعدها بنك “جولدمان ساكس” الأمريكى، وفى الوقت نفسه زادت الرهانات الهبوطية ضد مطورى برامج الإنترنت وصانعى المعدات الإلكترونية.
وقال “بروس ماكين”، كبير المحللين الاستراتيجيين لدى “كى بنك”، إن هناك الكثير من الأموال التى تبحث عن الاستثمار، ولكن ليس الكثير من الأماكن الجذابة بما فيه الكفاية.
وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أن الخسائر واصلت ملاحقة الأسهم الآسيوية أمس الأربعاء، حيث انخفض مؤشر “نيكى 225” للأسهم بنسبة 1% فى الساعة 11:25 صباحاً فى طوكيو فى حين انخفض مؤشر “هانغ سينج” فى هونغ كونغ بنسبة 0.5%، حيث اتسعت الهوامش على سندات الشركات فى المنطقة.
وأوضحت “بلومبرج”، أنه مع نوبات التقلب التى تنتقل من سوق إلى آخر كان 2018 العام الأصعب للاستثمار منذ أوائل السبعينيات، وقال “كيم فورست”، مدير محفظة فى مجموعة “فورت بيت كابيتال” إنه لا يوجد قطاع لا يعانى من مشكلة فى الوقت الحالى.
أضاف أن عمليات البيع منتشرة فى مختلف القطاعات وكل صناعة لديها علامة سوداء صغيرة لذا يقوم الجميع ببيع تلك الأسهم الملوثة بالأخبار السيئة.
وكان أكثر ما يشبه المعاناة هو التدهور فى قطاع الائتمان، حيث أظهرت مبيعات السندات علامات على التوتر ولذلك تسير نحو تسجيل أسوأ عام لها من حيث إجمالى العائدات منذ عام 2008 حيث يواصل بنك الاحتياطى الفيدرالى رفع أسعار الفائدة.
وقال كوينسى كروسبى، كبير المحللين الاستراتيجيين للسوق بشركة “برودنشيال فاينانشال”: “ينبغى على المستثمرين أن يحترموا دائماً ما تشير إليه أسواق الائتمان”.
وأوضح رئيس بنك الاحتياطى الفيدرالى فى “مينيابوليس”، “نيل كاشكارى”، الذى دعا مراراً للحذر بشأن رفع أسعار الفائدة، أن المزيد من تشديد السياسة النقدية قد يؤدى إلى حدوث ركود.
وأضاف “كاشكارى”: “أحد شواغلى تكمن فى أنه إذا قمنا برفع أسعار الفائدة فقد نكون السبب فى إنهاء التوسع وإثارة الركود القادم”.
وأكدّ على أن بنك الاحتياطى الفيدرالى يجب أن يتوقف عن رفع أسعار الفائدة ويرى كيف يستمر الاقتصاد فى التطور.
وأشار المستثمرون إلى أن تصاعد التوترات التجارية وعلامات التباطؤ التى تلوح فى الأفق والتصدعات فى سوق الائتمان كانت أهم الأسباب التى قادت الانخفاض الذى شاهدناه الثلاثاء الماضى.
وقال “أليك يونج”، المدير الإدارى لأبحاث الأسواق العالمية لدى “إف تى إس آى راسل” إنه من الواضح أن هناك قلقًا بشأن تباطؤ النمو العالمى.
وعلى الرغم من تراجع الأسواق يوم الثلاثاء الماضى فقد ارتفعت الأسهم فى أوروبا جنباً إلى جنب مع العقود الآجلة فى الولايات المتحدة صباح أمس الأربعاء لتقلص الخسائر بعد الانخفاض الحاد فى الأصول حيث استقر الدولار وتعافت أسعار البترول الخام.
وقادت البنوك وشركات الاتصالات تقدماً فى مؤشر “ستوكس أوروبا 600” فى وقت ارتفع فيه اليورو بفضل آمال التوصل إلى تسوية بشأن ميزانية إيطاليا.