
منصات الإنترنت وراء نجاح إضراب مدرسى ولاية فرجينيا الأمريكية
%58 من مناقشات العمال فى أفريقيا وآسيا تجرى عبر أدوات رقمية
يأمل الخبراء فى أن تلعب التكنولوجيا دوراً مركزياً فى المساعدة على إحياء دور النقابات خاصة فى الولايات المتحدة، حيث يحاول الناشطون إيجاد طرق جديدة مبتكرة لتنظيم العمالة.
ويحل استخدام وسائل التواصل الاجتماعى محل الاجتماع فى ما يسمى “الإجراء المتصل عبر الإنترنت”، حيث توفر منصات مثل “فيس بوك” و”واتساب” و”ريديت” و”هاستل” ميزات تسمح للمجموعات العمالية بالقيام بـ3 أشياء هى جمع المعلومات والتنسيق بين العمال وتوصيل صوت حملاتهم الدعائية إلى عالم أوسع.
وعلى صعيد المعلومات توفر مواقع الإنترنت مجالاً لتبادل المعرفة والأحداث فعلى سبيل المثال يعمل سائقو شركة “أوبر” بشكل مستقل لكن العديد منهم ينشطون فى مجموعات الدردشة والمنتديات الأخرى، وغالباً ما تختبر الشركة ميزات جديدة لتطبيقها على مجموعة صغيرة من السائقين دون إخبارهم بما يحدث.
ويقول “أليكس روزنبلت”، مؤلف كتاب “أوبرلاند”، وهو كتاب جديد عن الشركة، إن الاتصالات عبر الإنترنت هى محاولة للتغلب على عيب نقص المعلومات، كما أن المقارنة بين الملاحظات منتشرة على نطاق واسع بين مستخدمى منصات التعهيد الجماعى العالمى مثل “تركمان ميكانيكى” و”فريلانسر”، حيث يتم تداول اليد العاملة الرقمية.
ومن بين 658 عاملاً عبر الإنترنت فى إفريقيا جنوب الصحراء وجنوب شرق آسيا أجرى مقابلات معهم “مارك غراهام” وزملاؤه بجامعة “أكسفورد”، قال 58%، إنهم على اتصال من خلال وسيلة رقمية بعمال آخرين على الأقل مرة فى الأسبوع ومعظمهم هذه الوسائل تدور حول وسائل التواصل الاجتماعى، وتتركز محادثاتهم عادة عن كيفية بناء مهنة وتجنب عمليات الاحتيال، ولكن أيضاً حول الرواتب للوظائف وكيفية تحسينها.
أما بالنسبة إلى الهدف الثانى وهو التنسيق فيمكن القول، إنه بدون أدوات رقمية، فإن إضرابات المعلمين فى “ويست فيرجينيا” والولايات الأمريكية الأخرى فى وقت سابق من هذا العام لم تكن لتكون ناجحة بحسب وجهة نظر “جين مكاليفى” وهى منظمة قديمة للفعاليات ومؤلفة للعديد من الكتب حول النقابات.
ويشير تقرير لمجلة “إيكونوميست” البريطانية إلى أنه فى الولايات المتحدة وتحديداً بولاية “فرجينيا” أنشأ المعلمون مجموعة على “فيس بوك” كانت مفتوحة للزملاء المدعوين فقط.
وانضم حوالى 70% من المعلمين فى الولاية البالغ عددهم 35000 معلماً، وأصبحت المجموعة محور المناقشات حول ما يجب طلبه وكيفية تنظيم الاحتجاجات.
ويعد إضراب “ويست فرجينيا” مثالاً جيداً على الهدف الثالث وهو نشر الخبر والترويج للحملات الدعائية حيث تحولت مجموعة “فيس بوك” إلى مصنع للكتابات وكذلك نشر الصور المميزة أو مقاطع فيديو المنتشرة عبر الإنترنت.
وقد حدث نفس الشىء عندما رفضت سلسلة مقاهى “ستاربكس” السماح للعاملين بإظهار الوشم الموجود على أجسامهم إثر قرار إدارة برفض قيام موظفون بالتقاط صوراً للرسوم على أجسادهم وتحميلها على وسائل التواصل الاجتماعى.
ومع ذلك، فإن الخدمات مثل “فيس بوك” و”واتساب” ليست مصممة للنشاط الجماعى مما يخلق بعض القيود حيث تفتقر إلى الأدوات اللازمة للانتقال إلى ما هو أبعد من المناقشة إلى أشكال أكثر تنظيماً.
وعلى سبيل المثال تحد خدمة “واتساب” الذى تستخدمه العديد من برامج تشغيل “أوبر” من حجم مجموعات الرسائل النصية، كما أنها أيضاً عرضة للتضليل والتصيد.
وعلى “فيس بوك” إذا سألت موظفة عن حقوقها عندما تكون حاملاً فإن بعض التعليقات فقط قد تكون مفيدة وأحياناً غير لائقة كما تقول “أندريا دلهندورف” من “المنظمة المتحدة من أجل الاحترام” التى تدعم عمال التجزئة فى “وول مارت” وأماكن أخرى.
ونتيجة لذلك، بدأ الناشطون فى تطوير خدمات رقمية خاصة بالمجموعات العمالية مثل “Coworker.org”، حيث تم تأسيس الموقع عام 2013، ويساعد العمال على تجميع مطالبهم ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعى.
كما أطلق موظفو “ستاربكس” العديد من الحملات الناجحة ليس فقط حول الوشم، حيث دفعوا الشركة للتقليل من تكليف شخص بإغلاق المتجر فى وقت متأخر من المساء ليقوم بنفسه بفتحه عند بزوغ فجر اليوم التالى.