سحب المستثمرون أكثر من تريليون دولار من صناديق الأسهم التي تركز على المملكة المتحدة منذ الاستفتاء على الخروج الاتحاد الأوروبي في عام 2016 وسط تزايد المخاوف بشأن التأثير المدمر لخروج بريطانيا من الكلتة الموحدة على قطاع الشركات.
وأوضح صندوق المحافظ الاستثمارية الناشئة “إى بى إف آر” أن عدم اليقين الشديد في قطاع الأعمال بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى بالإضافة إلى احتمال تشكيل حكومة عمالية بقيادة جيريمي كوربين، أفقد صناديق الأسهم البريطانية بريقها وهو الأمر الذى تسبب في هروب 1.101 تريليون دولار من صافي التدفقات الخارجة منذ يونيو 2016 .
وذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” أن المستثمرين سحبوا الأموال من صناديق الأسهم في المملكة المتحدة أسبوعياً منذ أن صوتت بريطانيا على مغادرة الاتحاد الأوروبي.
وارتفعت التدفقات الخارجة إلى 19.4 مليار دولار في الأسبوع الذى قدمت فيه رئيسة الوزراء تيريزا ماي، مسودة خطة الانسحاب إلى مجلس الوزراء وهو أعلى مستوى من التدفقات الخارجة منذ الأزمة المالية العالمية.
وفي الأشهر الـ12 التي سبقت التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي جذبت صناديق الأسهم البريطانية تدفقات بلغت 127 مليار دولار.
وأجرت شركة “شرودرز” لإدارة الأصول، دراسة استقصائية الشهر الحالى لعدد 400 مستشار مالي أفادوا بأن 35% من عملائهم قاموا بنقل الأصول خارج المملكة المتحدة العام الجارى أو يفكرون في القيام بذلك بزيادة قدرها 21% في مسح العام السابق.
وصنفت الشركة التى تتخذ من لندن مقراً لها الولايات المتحدة على أنها الوجهة الأولى للأموال التي أعيد تخصيصها من أصول المملكة المتحدة.
يأتى ذلك فى الوقت الذى اكتسبت فيه الأسهم اليابانية والأسواق الناشئة أيضًا أعمالًا جديدة من عمليات إعادة التخصيص.
وأشار المحللون في المملكة المتحدة إلى أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى هو أكبر قلق يواجه عملاءهم خلال الأشهر الـ 12 المقبلة.
وفي الشهر الماضي كشف مسح أجراه “بنك أوف أمريكا” أن سوق الأسهم في المملكة المتحدة أصبح الأقل شعبية بين فئات الأصول العالمية.
وقال مارك هيفيلي، كبير مسؤولي الاستثمار العالمي في بنك “يو بى إس” السويسرى إن العديد من المستثمرين يعتقدون أن الأسواق المالية في المملكة المتحدة ليست قابلة للتحليل الاقتصادي الرشيد فى الوقت الحالى.
وحذر البنك السويسرى من أن المزيد من المؤسسات الدولية يمكن أن تلغي العقود مع الشركات البريطانية مع اقتراب نهاية العام الحالى اذا لم يتم التوصل لاتفاق بين المملكة المتحدة والاتحاد الاوروبي.
وقالت لوسي ماكدونالد، رئيسة قسم الاستثمار في الأسهم العالمية لدى “أليانز جلوبال إنفستورز” إن المخاطر المتعلقة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أصبحت أفضل في الوقت الحالي لكن المخاوف حقيقية وغير قابلة للتحديد إلى حد كبير لذا يبدو من الأفضل الانتظار حتى نرى المزيد من القيمة تظهر في الأسهم البريطانية من جديد .