4 تطبيقات لـ”بلوك تشين” فى مجال المعاملات المالية


أسواق المال.. زيادة فى دقة التداول وعملية تسوية بزمن قياسى
التخلص من السماسرة ورسوم الوساطة أهم المكتسبات

يمكن تحديد مميزات تكنولوجيا سلاسل التوريد بأسواق المال فى أنها ستقوم بدور الوسيط من خلال إنشاء سجل لامركزى وآمن، مما يعد كتلة بحثية فى حد ذاتها تمنح كل طرف قدرة على التحقق من صحة الصفقة وتسرع عملية التسوية، وتسمح بقدر أكبر من دقة التداول، ويمكن أن تنهى تماماً رسوم الوسطاء بل وقد تغيير من بعض الأداور عبر التأثير على عملية تحديد سعر السهم، كما جاء فى تقرير مؤسسة “ديوت” البريطانية.
وشهد التداول بالفعل تغيرات واسعة فى السنوات الأخيرة وبشكل ملحوظ مع إدخال أجهزة الكمبيوتر فى قلب العملية.
وفى المستقبل القريب، سوف يتغير تداول الأسهم بشكل أكثر دراماتيكية، لأن التكنولوجيا الجديدة لن توقف دور شركات الوساطة فحسب بل يمكن أن تحول البورصة نفسها لعمل غير مركزى، دون الحاجة إلى نظام مركزى لجلب العرض والطلب معاً فى مكان واحد.
ولا يعنى ذلك عدم الحاجة إلى المباني التقليدية بجميع أنحاء العالم ليحل محلها الحسابات الافتراضية بل ستجرى عملية التداول عبر شبكة هائلة من الخوادم المخصصة للبورصة بطريقة لا مركزية تعمل على أجهزة كمبيوتر لا حصر لها فى جميع أنحاء العالم.
وفى الواقع، يمكن أن يحدث هذا أسرع بكثير من المتوقع والسبب الرئيسى وراء عدم تسريع التطورات أكثر مما يمكن، هو أن مطورى تقنية سلاسل التوريد أكثر ندرة من مطورى البرامج الآخرين.
ويعتبر مؤشر “ناسداك” فى بورصة نيويورك صاحب مبادرة قوية فى التقنية الحديثة لكن الأمر اقتصر عندما أطلقت منصتها على الشبكة الداخلية لها مع بدء عملها فى 2015. وكان الهدف منها توسيع وتعزيز قدرات إدارة الأسهم التى توفرها منصة سوق “ناسداك” الخاصة.
وتقدم المنصة خدمات إلكترونية فعالة وكاملة تسهل إصدار ونقل وإدارة الأوراق المالية الخاصة بالشركات المتداولة فضلاً عن ميزتها فى توثيق عمليات المضاربة على الأسهم بشكل مضمون للغاية.
وتجرى التعاملات من خلال مفاتيح شخصية تثبت ملكية الأصول وهو متغير يستخدم للتوقيعات الرقمية لكن يمكن سرقته أو فقدانه بنفس طريقة فقدان كلمات المرور بسبب الاختراقات أو البرامج الضارة.
وتوصل المطورون بالفعل إلى حلول لحماية مالكى المفاتيح الخاصة وأصول تكنولوجيا سلاسل التوريد فعلى سبيل المثال، يمكن لجميع الأطراف داخل الشبكة الموافقة على أن غالبية الأطراف يجب أن يوقع قبل الاتفاق على الصفقة.
وسيؤدى ذلك إلى منع المتسللين من تغيير الملكية عن طريق سرقة مفتاح واحد، ويمكن برمجة مثل هذه المعاملات متعددة التوقيع مباشرة فى تطبيقات تداول الأصول.
وتمثل قابلية التوسع تحد آخر، نظراً لأنه يتم مشاركة البيانات الهائلة مع العديد من الأشخاص ما يعنى إنشاء قدر كبير من سعة التخزين للمعلومات ولأن كل قالب مرتبط بطريقة مشفرة بالشبكة، فإنه يتطلب الكثير من قوة الحوسبة للشبكة بالكامل لتأمين جميع المعاملات والتحقق منها.
ويحتاج العاملون بمجال أسواق المال لتطوير ذاتهم ليصبحوا جزءاً فعالاً من التطورات التكنولوجية وهذا يعني توظيف وتدريب مطورى تقنية سلاسل التوريد أو الشراكة معهم. فعلى الرغم من أن هذا التقنية لا تزال جديدة ولايزال يتم استكشاف إمكانياتها، فمن المهم أن تقفز الشركات لتوحيد القوى مع الأطراف الأخرى فى بيئة عملها.

العقود الذكية.. أتمتة الاتفاقات التجارية تكسر حاجز الزمان والمكان
التنفيذ التلقائى يتطلب دقة البيانات ووضوح البنود لتجنب المخاطر

تعتبر العقود الذكية واحد من أكثر التطبيقات الواعدة لتكنولوجيا سلاسل التوريد حيث يمكن تنفيذ الصفقات والاتفاقات التجارية تلقائياً، كما أنها تفرض التزام جميع الأطراف بالعقد دون وجود أى وسيط إضافى.
ويمكن وصف العقود الذكية بأنها برامج كمبيوتر تسهل أو تحقق أو تنفذ عملية التفاوض أو تنفيذ الاتفاق فى حد ذاته وكثيراً ما تشبه هذه العقود منطق الأحكام التعاقدية العادية ولذلك يمكن إجراء العديد من بنود العقد ذاتياً بشكل جزئى أو كلى.
ومن وصف هذا التعاقد الذكى تكون الفوائد واضحة فهى تكنولوجيا آمنة أكثر من العقود التقليدية، وأيضاً، يمكن أن تقلل من تكاليف المعاملات المرتبطة بالتعاقد لأنها تلغى دور الوسطاء، ومع ذلك تظل الحقيقة أن جودة المخرجات تعتمد على جودة المدخلات، فلا تعتبر العقود الذكية بأى حال من الأحوال تركيبة سحرية لها القدرة على فهم نوايا المستخدم وتكون دائما خالية من العيوب.
ولذلك يتطلب الامر الإشراف على إدخال النص بشكل دقيق، لأن النتيجة أكثر دراماتيكية من العقد التقليدى، نظراً لتلقائية التنفيذ كما أن قواعد العقد الذكى تسجل كرمز للكمبيوتر ولا يمكن تفسيرها بحرية وفقاً لنية العقد، ولكن فقط وفقاً للمعنى الحرفى.
وعلي سبيل المثال تم إنشاء منظمة DAO وهى منظمة مستقلة لا مركزية لتمويل رأس المال الاستثمارى وتعمل بدون موظفين وموجودة بالكامل ككود كمبيوتر على Ethhaum blockchain ونجحت فى توفير 150 مليون دولار أمريكى كتمويل جماعى فى مايو 2016، وبعد 3 أسابيع فقط، تم اختراقها واستنزاف ما يقرب من 50 مليون دولار من العملة المشفرة.
واكتشف أحد القراصنة ثغرة غير مقصودة فى مدونة العقد وتمكن من أخذ المال وهو أحد المستثمرين، ولم يكن هذا من الناحية الفنية عملاً غير قانونى أو اختراقاً بالمعنى الطبيعى، فالشفرة الحرفية المخترقة فى العقد سمحت بالفعل بحدوث ذلك بدون أن يبدو احتيالاً، وكما يوضح هذا المثال فإن هذا النوع من العقود لم يصل إلى المستوى المناسب من النضج بالمقارنة بالعقود القانونية المعقدة.
والحقيقة أنه من الصعوبة بمكان تحقيق صياغة دقيقة لا لبس فيها سواء كانت العقود مكتوبة على الورق أو مسجلة على تكنولوجيا سلاسل التوريد ولكن إذا كان نطاق العقد الذكى صغيراً بما فيه الكفاية مع تعقيد محدود، فإن متابعة الخطوات التالية للتنفيذ واختبار الصدق أسهل بكثير، وهذا هو السبب فى أن العقود الذكية تجرى بالفعل بمختلف القطاعات على سبيل التجربة.
ومن المجالات الناجحة لللعقود الذكية منتج التأمين على الحياة الذى تم تسجيله فى العقد الذكى لتكنولوجيا سلاسل التوريد لأن هذه العقود ذاتية التنفيذ تتطلب شروطاً واضحة لا لبس فيها تؤدى إلى دفع تعويضات يمكن تحديدها بشكل دقيق مسبقاً فى بوليصة التأمين.
وبالنسبة لشحن البضائع والعقارات فإن تطبيقات التعاقدات الذكية الأخرى أمر مثير للاهتمام، خاصة أن عملية الشحن تحتاج لعدد من الوسطاء الذين يتعاملون مع الأوراق والمدفوعات ويعنى التخلص منهم الحد من العبء الإدارى وتوفير الأموال المنفقة على مئات الملايين من الحاويات سنوياً وهذا يساوى ثروة مدخرات هائلة.
وفى العقارات، يمكن استخدام العقود الذكية للحفاظ على جميع عقود الإيجار ومراقبة المدفوعات والتحقق منها باستمرار وهذا يحسن إلى حد كبير عملية تدقيق العقود الإيجارية.

**توثيق المعاملات المالية.. تطوير إدارة تحديد هوية الأفراد عبر الإنترنت
البرمجيات الجديدة تختصر إجراءات تحديد هوية المتعاملين على الشبكة

عندما يتم نقل إدارة الهوية إلى تقنية سلاسل التوريد، يمكن للمستخدمين اختيار كيفية تعريف أنفسهم والذين سيتم إبلاغهم لأنه من متطلبات التقنية الحديثة تسجيل الهوية بطريقة ما، ولكن بعد ذلك يمكن إعادة استخدام هذا التعريف لخدمات أخرى وهى عملية خطيرة للغاية لأنها تتعلق بتسجيل تعاملات مالية لا رجعة فيها.
ولطالما كانت إدارة الهوية عبر الإنترنت عملية مستهلكة للوقت ومكلفة وبادئ ذى بدء هناك حاجة للتسجيل ويمكن للعميل التسجيل عبر الإنترنت ولكن الخدمات المالية مثل القروض أو الرهون العقارية أو التأمين تتطلب مستوى أعلى من الأمان للمؤسسات المالية للالتزام بقوانين “اعرف عميلك – KYC”.
وتتعدد طرق التوثيق المجربة مثل التحقق من وثائق الهوية الرسمية الحكومية، ولذلك يحتاج العميل إلى وسيلة للتوثيق وبعد ذلك يجب اعتماد طريقة يحتاج المستخدمون فيها لإثبات أنهم هم من يقومون بتسجيل الدخول إلى الخدمة فى كل مرة.
ومن أهم أدوات توثيق المعاملات المالية إثبات التفويض من خلال دليل على أنه مسموح لهم بفعل ما ينوون فعله، وأخيراً يحتاج المستخدم إلى اتخاذ جميع هذه الخطوات مرة أخرى لكل مقدم خدمة جديد يتفاعلون معه، وبالإضافة إلى ذلك يمثل تقديم هذه المعلومات خطراً على الخصوصية فهناك العديد من خدمات الإنترت والوسطاء الذين لديهم كميات كبيرة من معلومات الهوية المخزنة ويعرفون ما يستخدمه عملاؤهم.
ومما سبق يتضح أن واحدة من فوائد تكنولوجيا سلاسل التوريد هى حماية الخصوصية لأنه يمكن للمستخدمين اختيار كيفية تعريف أنفسهم ومع من يتم مشاركة هويتهم، لكن مازال هناك حاجة إلى تسجيل هويتهم بالطبع إلا أنه بمجرد حصولهم عليها، لا يحتاجون إلى تسجيل جديد لكل مزود خدمة، شريطة أن يكون هؤلاء المزودين متصلين أيضًا بنفس الشبكة، ومرة واحدة تكفى.
ويعيب هذه التكنولوجيا فقط كتقنية جديدة محدودية خيارات تحديد الهوية وهذا يعني أن معايير الهوية لم يتم تحديدها بعد وأن أفضل الممارسات لاتزال قيد التطوير.
ويجب أيضاً إجراء أبحاث حول مدى حماية الخصوصية فى ممارسة العملية، ومجرد تسجيل المعلومات على سلسلة التوريد يعنى انها تظل متاحة لجميع الأطراف فى الشبكة، لذلك يجب أن يكون المستخدمون على دراية بالحد من أى معلومات خاصة لا يريدون الكشف عنها.
ويقوم عدد من الشركات الناشئة بتطوير تطبيقات تكنولوجيا خاصة بإدارة الهوية فى سلاسل التوريد، وبعض هؤلاء يستخدمون منصة هوية مغلقة حيث يجب على المستخدمين فقط التعريف عن أنفسهم مرة واحدة لأحد البنوك أو شركات التأمين المرتبطة بهذه المنصة.
وعندما تكون المخاطر أقل، يوجد أيضاً مجال لمزيد من الهويات التى يسهل الوصول إليها كما هو الحال فى مجال التأمين متناهى الصغر، والذى يسمح لشركات التأمين بتحديد العملاء الذين يحتاجون فقط إلى الخدمة لفترة محدودة.
وتتيح تقنية سلاسل التوريد للمستفيد التتبع بالكاميرا الفعلية مع ربط المستخدم النشط بها وهذا التطبيق التكنولوجى لخدمة تحديد المستخدم أكثر أهمية من بيانات الهوية، ومما لا شك فيه أن قضية توثيق الهوية موضع بحث ومع الاستمرارية والتجربة لايزال هناك إمكانات جديدة يمكن استكشافها.

إدارة الأداء للقطاع المالى.. السجلات تكشف مناطق الضعف والقوة
المتابعة الفورية لأداء المهام تزيد شفافية المكافآت والترقيات

توفر تقنية سلاسل التوريد العديد من المزايا، بما فى ذلك الشفافية وتتبع المعاملات ويساعد هذا البنوك وشركات التأمين على إنشاء برامج ولاء ومكافآت أكثر جاذبية لموظفيها تناسب إدارة الأداء على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع وتعزز المشاركة.
ولطالما كانت المواهب مشكلة فى مجال الإدارة، ولكن مع تطور العديد من التقنيات الجديدة، أصبح الأداء العالى أكثر أهمية من أى وقت مضى نظراً لسهولة تتبعه، ونتيجة لذلك، اكتسبت إدارة الأداء تأثيراً مهماً وتدور جميع أنظمة إدارة الأداء الجديدة حول التعليقات على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، ويتم سماعها وتقديرها فوراً، حيث تحولت العمليات من أنظمة التسجيل إلى أنظمة مشاركة المهام، مما يؤدى إلى خلق ثقافة يجتهد فيها الناس ليكونوا أفضل فى منافسة مع أنفسهم.
وتدعم برامج الولاء والمكافآت جزءاً من نظام إدارة الأداء ولكى تنجح هذه البرامج تعتبر الشفافية وتتبع المعاملات أمراً بالغ الأهمية وهذا ما يتوفر فى تكنولوجيا سلاسل التوريد، ويمكن تقديم المكافآت فعلياً وفورياً للموظفين عبر الشبكة ويمكن أتمتها بالاتفاق على مقابل فى حال إتمام صفقة معينة.
ويجرى تطوير برامج الولاء والمكافآت على سلاسل التوريد لتشمل ما يشبه العملات المشفرة بحيث يمكن للموظف أن يرى تدفق المكافأت فوراً لحسابه، وترصد هذه التطبيقات بشكل فورى الجانب السلوكى للأداء أكثر من مجرد نتائج وبيانات لإعطاء ميزة إضافية لأصحاب المهارات مثل تبادل المعرفة وطلب رد الفعل والقدرة على الاتصال عبر الشبكة.
وغالباً ما تكون هذه المهارات صعبة التطوير داخل المنظمات، لكن نظام المكافآت الفورى يعزز الشعور بمزيد من التقدير لدى الموظفين، ويمكنهم فى بعض البرامج استبدال نقاط المكافآت بتذاكر لمباراة كرة قدم، أو رحلة إلى نيويورك أو هدايا لمؤسساتهم الخيرية المفضلة.
ويسهل فى مجتمع خدمات المال استخدام العملات المشفرة فى تعزيز برامج الولاءات والمكافآت لتشجيع الموظفين على مشاركة المعرفة والانتهاء من المهام فى الوقت المناسب، أو المشاركة فى فاعليات معينة والحصول على دورات تدريبية تطوعية بجانب الدورات الإلزامية.
ويمكن تعزيز تأثير هذه المكافأة من خلال مبدأ “من يأتى أولاً يخدم أولاً”، حيث يقوم الموظفون الأوائل بالتسجيل فى دورة تدريبية فيحصلون على المزيد من العملات، خاصة إذا أثبتوا أنهم على الطريق الصحيح وقد تحسنت فى النهاية مشاركتهم وأدائهم.

لمتابعة الاخبار اولا بأول اضغط للاشتراك فى النسخة الورقية او الالكترونية من جريدة البورصة

منطقة إعلانية



نرشح لك


https://alborsanews.com/2018/11/29/1156323