سوق الائتمان يواجه أسوأ أعوامه منذ الأزمة المالية العالمية


سحب المستثمرون أكثر من خمسة مليارات دولار من صناديق الاستثمار في سندات الشركات الأسبوع الماضي حيث يتجه سوق الائتمان نحو تسجيل أسوأ عام منذ الأزمة المالية منذ عقد من الزمان وتتزايد المخاوف أيضاً بشأن التوقعات لعام 2019.

ذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” أن ارتفاع أسعار الفائدة فى الولايات المتحدة وتقلص الميزانية العمومية للاحتياطي الفيدرالي الأمريكى، وإنهاء البنك المركزي الأوروبي برنامج شراء السندات الخاص به أدى إلى إثارة مخاوف بشأن حقبة جديدة من تشديد السياسة النقدية التي يمكن أن تنتشر في الأسواق المالية.

وأوضحت الصحيفة البريطانية أن ديون الشركات برزت كواحدة من المخاوف الرئيسية حيث توقع بول تودور جونز، مدير أحد صناديق التحوط “بعض اللحظات المخيفة” إلى جانب الاحتياطي الفيدرالي، الذى أبرز المخاطر في تقرير الاستقرار المالي الأسبوع الماضى.

وارتفع عائد سندات الشركات الأمريكية بشكل مطرد العام الحالى إلى أعلى مستوى له منذ ثماني سنوات بنسبة 4.36% يوم الخميس الماضى وتسبب ذلك في خسارة بلغت 3.9% للمستثمرين حتى الوقت الراهن من عام 2018 مما يضعها في مسار أسوأ عام بالنسبة لقطاع الائتمان منذ عام 2008 ورابع أسوأ عام منذ عام 1973 على الأقل.

وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد التدفقات الكبيرة في معظم فترة ما بعد الأزمة العالمية بدأ المستثمرون الآن في الخروج من صناديق سندات الشركات خاصة الصناديق ذات المخاطر العالية.

وكشفت بيانات “فاينانشيال تايمز” ان صناديق السندات عالية المخاطر سجلت تدفقات خارجة بقيمة 2.9 مليار دولار في الأسبوع الماضى وبلغت قيمة عمليات الاسترداد ما يقرب من 9 مليارات دولار على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية وما يقرب من 65 مليار دولار منذ بداية العام وحتى الوقت الحالى.

وقال ديفيد البيرتشت، رئيس الاستثمار فى شركة “نيو فليت” لإدارة الأصول “لقد جفت سيولة البنك المركزي” ولكن لا يزال الاقتصاد في حالة جيدة.

يأتى ذلك فى الوقت الذى تحول فيه المستثمرون من صناديق سندات الشركات ذات التصنيف الائتماني المرتفع والتي عانت من تدفقات خارجة بلغت 2.5 مليار دولار في الأسبوع الماضي.

وفي سوق الولايات المتحدة الكبير بلغت ديون الشركات كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي مستوىً قياسيًا مخترقة الذروة السابقة التى تم تسجيلها عام 2008 وفقاً لإدوارد مارينان، رئيس استراتيجية الائتمان في بنك “HSBC”.

وأشار مارينان ، إلى أنه في بيئة اقتصادية معاكسة أو في حالة حدوث صدمة خارجية فإننا نتوقع المزيد من التدفقات الخارجة فى هذا القطاع والذى من شأنه أن يشكل تحديًا خطيرًا لمجمع الائتمان الأمريكي الأوسع نطاقاً.

وبالإضافة إلى الشعور بالغموض أعلن بنك “مورجان ستانلي” في الأسبوع الماضى أن السوق الهابط في قطاع الائتمان الأمريكي يجري بالفعل متوقعاً أن تكون الفروق قد وصلت إلى أدنى مستوياتها في فبراير.

وقال آدم ريتشموند، استراتيجي لدى البنك الأمريكى إن سوق الائتمان واجه رياحا معاكسة العام الجارى والتى تراوحت بين ضعف التدفقات وشروط السيولة الأكثر تشددا لكن تم دعمها من قبل الاقتصاد الأمريكي القوى.

وتوقع أنه في عام 2019 سيكون الأمر أكثر تشددا على كلا الجبهتين وسط تشديد السياسة النقدية وتلاشى مقومات الاقتصاد المزدهر مع تباطؤ النمو وتوقعات تراجع الأرباح.

لمتابعة الاخبار اولا بأول اضغط للاشتراك فى النسخة الورقية او الالكترونية من جريدة البورصة

منطقة إعلانية

نرشح لك


https://alborsanews.com/2018/12/01/1157113