
مثل المرض والإرهاب، تزدهر الهجرة الجماعية أيضاً فى سياق حدود أفريقيا التى يسهل اختراقها، ففى عام 2017 فر من القارة 36 مليون مهاجر دولى وتقول البيانات التاريخية، إن 50 مليون مهاجر فقط نزحوا إلى أوروبا وحدها على مدار أكثر من قرن، من 1815 إلى 1930، مما يشير إلى فارق الأعداد المذهل.
وعلى الصعيد العالمى، بلغت الهجرة والتهجير الجماعى مستويات جديدة وكشف تقرير أعدته لجنة الإنقاذ الدولية عام 2016 أن 65 مليون شخص وهو رقم يفوق أى وقت مضى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية قد تم تشريدهم قسرًا فى تلك السنة، ويخلص التقرير إلى أن واحد من بين كل 122 شخصاً فى العالم أصبح الآن إما لاجئاً أو نازحاً داخلياً أو طالباً للجوء.
فى أوروبا، تسببت الهجرة الجماعية غير المنظمة بما فى ذلك 400 ألف مهاجر لاجئ من أفريقيا الذين عبروا من ليبيا إلى إيطاليا بين عامى 2014 و2017 فى اضطراب واسع النطاق وأزمة إنسانية هائلة رغم معدلات الوفيات فى قوارب الموت الغارقة.
وفى 2015 و2016، دخل أكثر من 2.3 مليون مهاجر ولاجئ إلى الاتحاد الأوروبى بطريقة غير شرعية، وتقدّم أكثر من 2.5 مليون شخص بطلب للجوء ولم تكن تكلفة إدارة التدفق ضئيلة ففى نوفمبر 2017، أقر البرلمان الأوروبى ميزانية تتضمن 728 مليون يورو لـ«الأموال المرتبطة بالهجرة».
حفزت أزمة الهجرة فى أوروبا صعود الحركات القومية اليمينية المتطرفة .
وفى الأيام التى سبقت التصويت فى بريطانيا عام 2016 لمغادرة الاتحاد الأوروبى، صنفت الهجرة على أنها الأكثر أهمية بالنسبة للناخبين.
وحتى الآن، يأتى غالبية المهاجرين الوافدين إلى أوروبا من منطقة الشرق الأوسط ولا سيما سوريا، ولكن مع استمرار نمو سكان أفريقيا، فإن نصيبها من المهاجرين يزداد كذلك.
ووفقًا لتقرير الهجرة الدولية لعام 2017 الصادر عن الأمم المتحدة ، فقد ارتفعت الهجرة السنوية من أفريقيا منذ بداية القرن، من 21.6 مليون شخص عام 2000 إلى 36.3 مليون عام 2017 وهى أكبر نسبة مئوية فى أى منطقة بالعالم بما فى ذلك آسيا.
ويدرك القادة الأوروبيون هذا الاتجاه واتخذوا بعض الخطوات لإدارة الهجرة من أفريقيا.
ومن المنطقى أن يؤدى عدد سكان القارة المتزايد من الشباب فى الدفع نحو الحصول على حياة أفضل فى الخارج.