التغيرات المناخية فى القارة الافريقية.. تهديد متعدد الأبعاد


 

يتوقع الخبراء تضاعف تأثيرات تهديدات المرض والإرهاب والهجرة بسبب التغيرات المناخية فى أفريقيا، فعلى الرغم من أن القارة لم تمثل سوى %3.7 من انبعاثات ثانى أكسيد الكربون العالمية اعتباراً من عام 2016، إلا أنها تواجه مخاطر إزالة الغابات والجفاف والتصحر بسبب ارتفاع درجات الحرارة العالمية وأنماط الطقس المتغيرة.
ووفقاً لدراسة أجريت عام 2017 بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومنظمة المعونة البريطانية، فإن إزالة الغابات فى غرب أفريقيا ربما كانت السبب فى تفشى «الإيبولا» عام 2014.وعلى مدى العقود الأربعة الماضية، حدثت 25 حالة تفشى لـ«الإيبولا» فى العالم من أصل 27 فى مناطق شهدت تدميراً بيئياً سريعاً.
وعلى نحو مماثل، يقدر تقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2003 أن ارتفاع درجة الحرارة بمقدار من 2 إلى 3 درجات مئوية قد يزيد من معدل انتقال الأمراض المعدية بشكل كبير، مما يعرض مئات الملايين من الأشخاص الآخرين لخطر الإصابة بالملاريا.
وفى الواقع، جعلت درجات الحرارة المرتفعة الأمراض المنقولة بواسطة البعوض أكثر فتكاً وقد يسمح ارتفاع مستويات البحار بظهور أمراض جديدة تنتقل عبر المياه.
وتشير تقديرات متحفظة لمنظمة الصحة العالمية إلى أنه بحلول عام 2050 سيموت 250 ألف شخص إضافى من الأمراض المعدية نتيجة للتغير المناخى.
ويشير تقرير صدر لوزارة الخارجية الألمانية إلى أنه فى الوقت الذى يقوض فيه تغير المناخ الأمن الغذائى ويقلل من المياه والأراضى المتاحة، يصبح الأشخاص المتضررين أكثر عرضة للتجنيد من قبل الجماعات الإرهابية التى تقدم سبل عيش بديلة وحوافز اقتصادية.
وتضرب تأثيرات تغير المناخ فى إفريقيا مناطق يعانى الشباب فيها بالفعل من نقص الفرص الاقتصادية بشكل حاد، ففى منطقة بحيرة تشاد المعرضة للجفاف، والتى تقع على الحدود مع نيجيريا وتشاد والنيجر والكاميرون وجدت بوكو حرام أرضاً خصبة للتجنيد.
بينما تتنافس المجتمعات الرعوية فى المنطقة على الموارد الطبيعية المتقلصة أصلاً فى وجه التصحر وندرة المياه مما يدفعها فى كثير من الأوقات إلى التحول لجماعات متطرفة طلباً للمساعدة.
وفى العام الماضى، تبنى مجلس الأمن الدولى قراراً يعترف رسمياً بالدور الذى لعبه تغير المناخ فى صعود «بوكو حرام» وغيرها من الجماعات المتطرفة فى المنطقة.
وأخيراً، يعد تغير المناخ محركاً رئيسياً للهجرة الجماعية وتقدر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو» أن 319 مليون هكتار من أفريقيا معرضة لمخاطر التصحر بسبب حركة الرمال.
ووفقاً للأمم المتحدة، يمكن أن يؤدى التصحر فى أفريقيا إلى إرسال ما يصل إلى 50 مليون مهاجر من بلدان جنوب الصحراء إلى مكان آخر بحلول عام 2020، وبحلول عام 2050، قد يؤدى تدهور الأراضى إلى نزوح ما يصل إلى 700 مليون أفريقى.
كما أن أحداث الطقس المتطرفة والكوارث الطبيعية تنتج أعداداً هائلة من اللاجئين فوفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة شهدت الفترة بين عامى 2008 و2015 نزوح 26.4 مليون شخص تقريباً بسبب الكوارث ذات الصلة بالمناخ كل عام.

لمتابعة الاخبار اولا بأول اضغط للاشتراك فى النسخة الورقية او الالكترونية من جريدة البورصة

مواضيع: أفريقيا

منطقة إعلانية



نرشح لك


https://alborsanews.com/2018/12/06/1159100