قالت وكالة أنباء “بلومبرج” إنه تم اعتقال المديرة المالية لشركة “هواوي” في كندا بسبب انتهاكات محتملة للعقوبات الأمريكية على إيران، مما أثار غضب الصين بعد أيام قليلة من التوصل إلى هدنة تجارية مع الولايات المتحدة بعد مفاوضات تجارية شائكة.
وقال إيان مكلويد ، المتحدث باسم وزارة العدل الكندية ، إن وانزهو مينج، المديرة المالية وابنة مؤسس الشركة الصينية سيتم تسليمها إلى الولايات المتحدة.
وواجهت مينج، الاعتقال بعد أن فتحت وزارة العدل الأمريكية، فى أبريل الماضى تحقيقاً حول ما إذا كانت الشركة الرائدة في صناعة الاتصالات قد باعت معداتها إلى إيران على الرغم من فرض عقوبات على الصادرات إلى طهران.
وأوضحت الوكالة الأمريكية أن أنباء اعتقال مينج، أثارت احتجاجًا قويًا من السفارة الصينية في كندا التى وصفته بأنه انتهاك لحقوق مواطنيها.
ومن المؤكد أن اعتقال المديرة المالية سيزيد من التوتر بين واشنطن وبكين بعد أيام من موافقة أكبر اقتصادين في العالم على هدنة في نزاعهما التجاري.
ومن المرجح أن يُنظر إلى اعتقال المديرة المالية للشركة الصينية على أنه هجوم على أحد أبرز شركات التكنولوجيا فى الصين.
وفى الوقت الذى تهيمن فيه شركات مثل “على بابا” و تينسنت” على العناوين الرئيسية للصحف بفضل النمو الكبير فإن شركة “هواوى” أيضاً تعد واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا العالمية مع عمليات تمتد عبر إفريقيا وأوروبا وآسيا.
وأضافت الوكالة الامريكية أن العقود الآجلة للأسهم في الولايات المتحدة والأسهم الآسيوية تراجعت فور إلقاء القبض على منج، حيث أثار المخاوف بشأن التوترات بين الولايات المتحدة والصين.
واشارت الوكالة الامريكية ان طموحات “هواوي” فى الوقت الحالى تتراوح بين الذكاء الاصطناعي وصناعة الرقاقات إلى الجيل الخامس من الشبكات اللاسلكية.
وأدى الجهد الأخير من قبل الشركة الصينية والذى كان دفعة هائلة لمستقبل الاتصالات عبر الهاتف المحمول والإنترنت إلى إثارة المخاوف في الولايات المتحدة لتصبح نقطة محورية لمحاولات واشنطن احتواء صعود الصين.
وقال نيل كامبلينغ، المحلل في شركة “ميرابو” للأوراق المالية المحدودة”قد يكون شركات مثل “تينسنت” و “علي بابا” أبطالاً محليين ومنصات ضخمة في حقوقهم الخاصة ولكن أصبحت “هواوي” قوة عالمية.
وأضاف أن حقوق الملكية الفكرية حيلة تبذل الولايات المتحدة وحلفاؤها كل ما في وسعهم لتقليص ثورة التكنولوجيا فى الصين.
وبعد الاعتقال أعلنت شركة “هواوي” أن عملية توقيف المديرة المالية فى كندا تمت نيابة عن الولايات المتحدة وسوف يتم تسليم منج، لمواجهة اتهامات غير محددة في المنطقة الشرقية من نيويورك.
وأضافت الشركة فى بيان أن عملياتها تتوافق مع جميع القوانين واللوائح السارية في مكان عملها بما في ذلك قوانين ولوائح الرقابة على التصدير وقوانين العقوبات المعمول بها في الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وأوضحت “بلومبرج” أنه من خلال استهداف شركة مثل “هواوى” فإن الولايات المتحدة تهدد بذلك إحدى شركات التكنولوجيا الرائدة لانتزاع الريادة في التقنيات المستقبلية وفطم الصين عن الاعتماد على التكنولوجيا الأجنبية.
و أصبحت “هواوي” فى الوقت الحالى في المرتبة الثانية في شحنات الهواتف الذكية وتطلق العنان لرواد الشبكات اللاسلكية من الجيل الخامس وتستعد لتصبح واحدة من أكبر شركات صناعة الرقائق حول العالم.
ومن غير الواضح حتى الوقت الحالى ما إذا كان اعتقال منج، قد يؤدي إلى فرض نفس نوع العقوبات التي تكبدتها شركة “زد تى إي” الصينية حيث ستكون مثل هذه الخطوة أكثر أهمية بكثير نظرًا لذروة النمو الحالية لشركة “هواوى” الصينية.
وفي أغسطس الماضى وقع ترامب، على مشروع قانون يحظر استخدام الحكومة لتكنولوجيا “هواوي” على أساس المخاوف الأمنية وطالب حلفاء الولايات المتحدة بفرض أو النظر في الحظر أيضاً.
وفي الشهر نفسه ، حظرت أستراليا استخدام معدات شركة “هواوى” لشبكات الجيل الخامس وفعلت نيوزيلندا نفس الشيء في الأسبوع الماضي بحجة حماية الأمن القومي.
وتناقش المملكة المتحدة حاليًا ما إذا كان يجب أن تحذو حذو هذه الدلو وفي نوفمبر الماضى قالت “هواوي” إن التحركات ضدها من شأنها أن يعوق تطوير شبكات الجيل الخامس في الولايات المتحدة وتهدد برفع الأسعار للمستهلكين.