وعود “ماكرون” فشلت فى استرضاء غضب المتظاهرين


قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فى كلمة مدتها 13 دقيقة ألقاها من “قصر الإليزيه” الرئاسي إنه أنصت إلى هتافات الكثيرين الذين بدأت معاناتهم الاقتصادية في الظهور في الأسابيع الأخيرة وأنه سيتخذ خطوات فورية لتخفيف معاناتهم لمواجهة الاحتجاجات العنيفة والدعوات بالاستقالة.

وأوضح ماكرون، أنه سيسعى نحو إعادة تشكيل اقتصاد فرنسا من جديد معلناً عن تخفيضات ضريبية وزيادة الدخل للطبقة المتوسطة المتعثرة والفقراء كما تعهد بزيادة رواتب العمال الذين يحصلون على الحد الأدنى للأجور.

وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن كلمت ماكرون، والإجراءات المزمع اتخاذها بمثابة محاولة من قبل سياسي اعتبره شعبه منفصلاً عن التواصل مع المواطنين العاديين في ثالث أكبر اقتصاد في أوروبا.

وجاء هذا الخطاب بعد شهر من الاضطرابات التي أججتها حركة “السترات الصفراء” في العاصمة باريس وغيرها من المدن الفرنسية التى أعربت عن غضبها الشديد من سياسات ماكرون، الاقتصادية إلى جانب فشل حكومته في التركيز على السياسات التى تدعم الطبقة الوسطى الفرنسية المنسية.

ولكن ماكرون اعترف، بأنه يتحمل مسئولية عدم الرد بسرعة أكبر على مطالب المتظاهرين وهو الأمر الذى أعطى الشعب انطباعًا بأن لديه “أولويات أخرى” ولم يكن مهتمًا بمشاكلهم.

وقال ماكرون، إن رئيس الوزراء إدوارد فيليب، سيعلن عن تفاصيل خطوات حل الأزمة ولكن سيكون هناك مبلغ إضافي قدره 100 يورو أي حوالي 115 دولارًا للعمال الذين يحصلون على الحد الأدنى للأجور الشهرية اعتبارًا من يناير المقبل.

وأضاف أنه سيتم إلغاء الضرائب على أجور العمل الإضافي وأن المتقاعدين الذين يقل دخلهم عن 2000 يورو شهرياً لن يُطلب منهم دفع زيادة في ضرائب الضمان الاجتماعي بعد الأن.

وجاءت الانتقادات سريعاً من العديد من خصوم ماكرون، السياسيين الذين قالوا إن مقترحاته بعيدة عن تلبية احتياجات الناس.

ولم يقتصر الأمر على الخصوم السياسيين بل كانت تصريحاته بمثابة خيبة أمل للكثيرين في حركة “السترات الصفراء” الذين قالوا إن مقترحاته لم تتطرق إلى احتياجاتهم ووصفها البعض بأنها “نصف تدابير”.

واقترح المحللون السياسيون أن استرضاء الغضب تجاه ماكرون، يتطلب أكثر بكثير مما وعد به.

وقال توماس سنيجاروف، أستاذ العلوم السياسية في باريس “عندما يستمع الشخص إلى هتاف “السترات الصفراء” يسمع العديد من المطالب المختلفة ولكن هناك اتفاق على ضرورة استقالة إيمانويل ماكرون”.

ولكن في الوقت نفسه، لا يعتقد الكثيرون أن رحيله من شأنه أن يحسن وضعهم مما يوحي بأنهم غير متأكدين مما سيحسّن حياتهم حقاً.

وتولى ماكرون، الرئاسة عام 2017 لمدة خمس سنوات ووعد بجعل فرنسا أكثر قدرة على المنافسة اقتصاديا.

وتمثلت أحد خطواته المبكرة فى خفض الضرائب على الأغنياء لتحفيز الاستثمار ولكن مثل هذه التغييرات كانت تنفر العديد من العاملين الذين وصفوه بأنه “رئيس الأثرياء”.

وعلى الرغم من سعى الرئيس الفرنسى لتهدئة الشارع إلا أنه أظهر القليل من الميل للاستقالة حيث يحظى حزبه السياسي بأغلبية ساحقة في مجلس النواب ويحظى أيضاً بدعم كبير بين قادة الأعمال وكثير من سكان الحضر.

لمتابعة الاخبار اولا بأول اضغط للاشتراك فى النسخة الورقية او الالكترونية من جريدة البورصة

مواضيع: فرنسا

منطقة إعلانية

نرشح لك


https://alborsanews.com/2018/12/11/1160707