قالت صحيفة “فاينانشيال تايمز”، إن الانفاق التجارى تراجع فى إيران مع سريان العقوبات الأمريكية على اقتصاد البلاد، ما يعزز حالة عدم اليقين فى البلاد.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن العديد من التجار الإيرانيين أنهم لا يثقون بأى شخص ولا يعرفون ما قد يحدث فى الأسواق فى هذه اللحظات معربين عن قلقهم من الأيام والأسابيع المقبلة.
وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن مثل هذه التصريحات تخالف ادعاءات قادة إيران الذين سعوا للتقليل من أهمية العقوبات الأمريكية.
وكان الرئيس الايرانى حسن روحانى، قد وعد بأن البلاد سيظل لديها ما يكفى من المعروض لتفادى النقص فى السلع الأساسية، لكن العديد من الإيرانيين أكدوا أن العقوبات تعزز الإحساس بعدم الأمان الذى يتجاوز الاحتياجات الأساسية.
وتعهد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بإعادة فرض العقوبات بعد الانسحاب من الاتفاق النووي الإيرانى وبدأ بالفعل فى تنفيذ التدابير الأخيرة يوم 5 نوفمبر الجارى، مما أدى إلى تضرر صادرات البترول الإيرانية وقطاع البنوك.
كشفت البيانات، أن العقوبات الامريكية أدت إلى انخفاض قيمة العملة الوطنية “الريال” بنسبة 60% العام الحالى، وأصبح المصرفيون متوترين بشأن القيود التي تمنعهم الآن من القيام ببعض الأعمال الدولية، مما يؤدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
وتوقع صندوق النقد الدولي، أن ينكمش اقتصاد إيران بنسبة 1.5% العام الجارى ونسبة 3.6% فى عام 2019 بسبب انخفاض إنتاج البترول.
ويرى المحللون، أن عمليات تسريح العمال في المصانع وورش العمل الصغيرة آخذة فى الارتفاع أيضاً فى حين أن المظاهرات والإضرابات العمالية زادت فى الآونة الأخيرة بسبب المشكلات الاقتصادية.
وهتف المئات من العمال في شركة “هافت تابيه” لصناعة قصب السكر الزراعية وهي شركة مملوكة للقطاع الخاص “نحن جائعون” وأضربوا لمدة 4 أسابيع احتجاجاً على تأخر دفع الأجور لمدة 4 أشهر.
واحتجّ عمال من مجموعة إيران الوطنية للصلب، وهى شركة تجارية خاصة أخرى منذ الأسبوع الماضى مطالبين بدفع رواتبهم.
ويصر قادة إيران على أنهم لن يتراجعوا فى مواجهتهم مع ترامب، رافضين تلبية مطالبه للحد من برنامج الصواريخ الباليستية والتدخلات فى شئون الشرق الأوسط.
ولكن العديد من التجار افادوا بأن قادة طهران يجب عليهم الجلوس على طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة واتخاذ قرارات جديدة بشأن سياساتها الإقليمية والدفاعية، ونجحت إيران في تخفيف أزمة العملة فى الأسابيع الأخيرة عن طريق شراء الريال فى السوق المفتوحة بالعملة الأجنبية.
ولكن كما يقول التجار إن استقرار سوق العملات هو كذبة كبيرة وليس سوى خدعة من قبل النظام ليقول أن إيران صامدة فى مواجهة الولايات المتحدة ويقلل من تعرض المستثمرين إلى الملاذات الآمنة مثل القيام بشراء الدولارات والذهب.
وأوضح المحللون، أن الدولار فى طريقه للارتفاع قريباً، حيث يشتكى أصحاب المتاجر من زيادة أسعار الجملة وانخفاض القوى الشرائية للمستهلكين.