«أبوضيف»: الإرهاق من طول الطريق يؤثر على الإنتاجية
«مبارك»: المواصلات تلتهم جانباً كبيراً من يوم العمل
توفر هيئة النقل العام 3 أتوبيسات فقط، لنقل العاملين بين منطقة المدابغ القديمة فى سور مجرى العيون، ومدينة الروبيكى.
يخرج العمال يومياً من منطقة مجرى العيون بمصر القديمة بين الساعة السابعة، والسابعة والنصف صباحاً، إذ يصلى بعضهم الفجر ويخرج من منزله للحاق بالأتوبيس، لأنه لو تأخر دقيقة عن الموعد يضيع اليوم كله؛ نظراً إلى عدم توفر أى وسيلة انتقال خاصة للمدينة.
وقال إبراهيم أبوضيف، مشرف عمال فى مدبغة الرواد، إنَّ طول الطريق يؤثر على حجم الإنتاجية نتيجة الإرهاق الذى ينتابهم لطول فترة الانتقال إلى مدينة الروبيكى يومياً.
وأضاف أن عدد المطاعم والخدمات فى المدينة ما زال محدوداً، الأمر الذى دفع المدبغة التى يعمل بها إلى تأسيس مطعم صغير لتوفير الطعام للعمال بأسعار مناسبة.
وأوضح أن الأشهر الأخيرة شهدت تطوراً فى إنشاء المطاعم، فضلاً عن فتح مخبز بلدى، والأمر فى البداية كان مرهقاً؛ لأن العمال كانوا يرسلون أحدهم إلى مدينة بدر لكى يأتى لهم بالوجبات، أو يضطر العمال لتجهيز وجباتهم اليومية فى منازلهم.
وقال شعبان عبدالرحيم، مشرف عمال فى مدبغة الرواد، إنَّ العمل فى الروبيكى أفضل؛ لأنه أصبح أيسر وأسهل؛ حيث أصبح بشكل أفقى وليس رأسياً على عدة أدوار، كما كان الحال فى منطقة مصر القديمة. وطالب باستحداث قوانين تحمى العمال من الفصل التعسفى أو إذا ما اضطر صاحب العمل إلى التخلى عن العمالة، بجانب التأمين الطبى على جميع العمال بالمدينة.
وقال محمد مبارك، عامل بمدبغة سرج، إنه لم يعد يقضى وقتاً مناسباً مع أسرته؛ نظراً إلى ضيق الوقت. فالمواصلات من وإلى مدينة الروبيكى تستغرق وقتاً كبيراً من يومهم قد يمتد إلى ثلاث ساعات، بخلاف وقت العمل نفسه.
وأضاف: «أخرج من منزلى قبل الساعة 7 صباحاً وأعود 7 مساءً، بينما كنت قبل النقل للروبيكى، فى منطقة مجرى العيون، أعمل منذ 8 صباحاً وحتى 4 عصراً فقط، وإذا تم توفير مساكن لنا بالقرب من مدينة الروبيكى، سأنقل أسرتى.. أنا ورا أكل عيشى فى أى مكان».
أشار «مبارك»، إلى حدوث طفرة كبيرة على صعيد تطور طريقة العمل بعد النقل إلى مدينة الروبيكى، فضلاً عن نظافة المدبغة واتساعها والعمل بماكينات أكثر تطوراً.
ولفت إلى أن المدبغة قامت بزيادة يوميتهم من 80 جنيهاً إلى حوالى 120 جنيهاً بعد ارتفاع الأسعار خلال المرحلة الماضية، موضحاً أن المدينة تطورت عن حالتها بداية نقل المدابغ، إذ بدأت بعض المطاعم والمحال التجارية، العمل خلال الأشهر الماضية.
ويصف عامل خمسينى، حال الأتوبيس الذى يقلهم يومياً من منطقة المدابغ بمصر القديمة إلى مدينة الروبيكى للجلود، بأنه «علبة سردين».
وتصل مدة الرحلة إلى نحو 3 ساعات ذهاباً ومثلها عودة، فى أتوبيس يتكدس فيه نحو 150 عاملاً.
وقال العامل لـ«البورصة»: «من النادر أن أجد مكاناً أجلس فيه، خصوصاً أن المقاعد فى الأتوبيس محدودة مقارنة بأعداد العمالة التى تستقله يومياً».
وحول ما ينقص المدينة من خدمات، يقول: «كل ما نحتاجه هو توفير عيادة، لأن أى عامل يتعرض لإصابة ينقل إلى أحد مستشفيات العاشر من رمضان أو بدر، وهى مسافة بعيدة مما قد يتسبب فى مضاعفة الإصابة.. كما يجب تشغيل المطافئ فى أقرب وقت لأنه لو اشتعلت النيران فى مدبغة فلن نجد من ينجدنا، خصوصاً أن المدابغ تعتمد فى تشغيلها على أنابيب البوتاجاز كما كان الحال فى مجرى العيون».